تَوافَدَ القَومُ مِن بَدوٍ وَمِن حَضَرِ | |
|
| إِلى رِحابِكَ في حَلٍّ وَفي سَفَرِ |
|
اِنظُر تَرَ الناسَ كَيفَ الحُبُّ يَدفَعُهُم | |
|
| وَالحُبُّ يَظهَرُ في وَجهٍ وَفي نَظَرِ |
|
وَقَد حَلَلتَ مِنَ الأَكبادِ مَنزِلَةً | |
|
| عُليا وَذِكرُكَ مِلءُ السَمعِ وَالبَصَرِ |
|
لَولا المَحَبَّةُ ما أَلفَيتَ وَاِفدَنا | |
|
| نَحوَ السَماحَةِ يأتي غَيرَ مُنتَظَرِ |
|
مَلَكتَ أَفئِدَةً تَهفو إِلَيكَ هَوىً | |
|
| بِالعَطفِ بِالرِفقِ بِالمَعروفِ بِالأَثَرِ |
|
وَشاقَنا مِنكَ آدابٌ وَمَكرُمَةٌ | |
|
| فَما لَنا عَنكَ في بُعدٍ بِمُصطَبَرِ |
|
وَالحالُ تُنبيكَ عَمّا في ضَمائِرِنا | |
|
| مِنَ الوِدادِ وَما رُؤياكَ كَالخَبَرِ |
|
وَهَل لَنا غَيرُ مَن طالَ الزَمانَ يَداً | |
|
| وَأَكرَمَ الصَحبَ في وِردٍ وَفي صَدَرِ |
|
يأسو الجِراحَ بِأَخلاقٍ وَطائِلَةٍ | |
|
| هِيَ المراهِمُ فيها البُرءُ مِن ضَرَرِ |
|
دانَ الزَمانُ لِراحٍ مالَ شانِئُها | |
|
| لِلحِلمِ لِلصدقِ لِلإجهادِ لِلسَهَرِ |
|
حَسبُ المحبِّ مِنَ المَحبوبِ حاضِرُهُ | |
|
| وَلِلعَواذِلِ كُلُّ الغَيظِ وَالضَجَرِ |
|
لَمّا عَزَمتَ عَلى مِصرٍ أَهَجتَ بِنا | |
|
| عَواطِفَ الحُبِّ في قُربٍ وَمُنحَدِرِ |
|
وَوَدَّ كابِرُنا أَلّا تُفارِقَنا | |
|
| لَكِنَّنا نَستَكينُ اليَومَ لِلقَدرِ |
|
لِعِلمِنا أَنَّكَ الآسي سَواسِيَةً | |
|
| أَكُنتَ في مِصرَ أَم في مَنزِلِ القَمَرِ |
|
أَم في دِيارٍ لَها في القَلبِ مَنزِلَةٌ | |
|
| مِنِ اِحتِرامٍ وَإِجلالٍ وَمُعتَبَرِ |
|
مَنشاةَ قَيسي لَقَد أَزهَرَت فَاِبتَهِجي | |
|
| لا زِلتِ كَعبَةَ رُوّادٍ عَلى البِكرِ |
|
وَظَلَّ دَوحُكِ بَينَ الرَوضِ زاهِرُهُ | |
|
| رَمزُ السَعادَةِ يُؤتي أَطيَبَ الثَمَرِ |
|
مَنشاةَ قَيسي إِلَيكِ الناسُ قَد نَهَضوا | |
|
| شِبهَ الحَجيجِ يُؤَدّي فَرضَ مُعتَمِرِ |
|
كُلُّ المَراكِزِ قَد هَبَّت مُوادِدَةً | |
|
| وَبَندَرُ المُنيَةِ الفَيحاءِ في الصَدَرِ |
|
حَتّى القُرى ساهَمَت وُدّاً أَفاضِلُها | |
|
| وَأَقبَلَ الرَكبُ مِن قِبلي وَمِن بَحري |
|
هَذي الوُفودُ مِنَ الأَمصارِ جَمَّعَها | |
|
| طيبُ الشَمائِلِ في إِصلاحِ مُختَبَرِ |
|
وَمُنيَةُ اِبنِ خَصيبٍ وَفدُها طَرِبٌ | |
|
| أَقامَني شاعِرَ الوُجدانِ وَالفِكرِ |
|
أَشتارُ مِن رَوضِكُم شِعري أُقَصِّدُهُ | |
|
| أَريجُهُ يَملَأُ الدُنيا مِنَ العطرِ |
|
يا سَيِّدي كُلُّنا بِالفَضلِ مُعتَرِفٌ | |
|
| بَل كُلُّنا يَرتَجي إِطالَةَ العُمُرِ |
|
إِنَّ الرِجالَ بِأَعمالٍ مُعَجَّلَةٍ | |
|
| لا بِالكَلامِ مِنَ المَملولِ في الصُوَرِ |
|
فَهُم هُداةُ الشُعوبِ الناهِضينَ إِلَى | |
|
| ظِلِّ الهَناءَةِ في أَفياءِ مُبتَكِرِ |
|
وَهُم بُناةُ فَخارٍ خالِدٍ أَبَداً | |
|
| في كُلِّ مَملَكَةٍ أَو كُلِّ مُؤتَمَرِ |
|
وَهُم أَساطينُها إِبّانَ نَهضَتِها | |
|
| وَهُم ذَخيرَتُها لِلمَوقِفِ العَسِرِ |
|
بِهِم نَنالُ عَلى الأَيّامِ بُغيَتَنا | |
|
| وَيُدرِكُ الشَعبُ ما يَبغيهِ مِن وَطَرِ |
|
وَهَكَذا فَلتَكُن سُوّاسُ جامِعَةٍ | |
|
| ذِكراً وَإِلّا فَفي الماضي مِنَ العِبَرِ |
|
بَيتٌ نَماكَ سَمَت لِلنَجمِ شُهرَتُهُ | |
|
| وَأَصلُهُ ثابِتٌ مِن أَعرَقِ الأُسَرِ |
|
نَما أَبِيّاً وَفِيّاً نابِهاً فَطِناً | |
|
| وَحازِماً في المُلِمِّ الحافِزِ الخَطِرِ |
|
وَالمُنقِذَ المُرتَجي في كُلِّ صارِخَةٍ | |
|
| وَالآخِذَ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالحَذَرِ |
|
لِمِثلِ ذا عُظَماءُ الدَهرِ قَد خُلِقوا | |
|
| كَالشَمسِ في نورِها فَضلٌ عَلى الزَهرِ |
|
مَحمودُ لَولا يَقيني أَنَّ لي ثِقَةً | |
|
| في اللَهِ تَمنَعُني مِن مِدحَةِ البَشَرِ |
|
لَصُغتُ فيكُم نَظيمَ الدُرِّ مُعتَقِداً | |
|
| أَنَّ الكَرامَةَ في الأَبياتِ وَالسِيَرِ |
|
لَكِنَّما قالَتي لِلحَقِّ أُرسِلُها | |
|
| وَإِن نَظَمتُ فَفي أَوضاعِ مُختَصِرِ |
|
سافِر تُرافِقكَ آمالٌ وَأَفئِدَةٌ | |
|
| تَحدو القِطارَ وَعَينُ اللَهِ في السَفَرِ |
|
وَاِطوِ الزَمانَ إِلى ما رُمتَ مُعتَصِماً | |
|
| بِاللَهِ في طَلَبِ المَأمولِ مِن ظَفَرِ |
|
وَالبَس كِساءَ الهَنا في صِحَّةٍ كَمُلَت | |
|
| عَلَيكَ نِعمَتُها مِن غَيرِ ما بَطَرِ |
|
وَعِش يُحيطُ بِكَ الرضوانُ مِن مَلِكٍ | |
|
| حامِي الكنانَةِ وَالإِسلامِ مِن كَدَرِ |
|
يحيا المَليكُ أَدامَ اللَهُ طَلعَتَهُ | |
|
| وَزادَهُ بَسطَةً في المُلك وَالعُمُرِ |
|
وَصانَ ذاتَ وَلِيِّ العَهدِ قُرَّتِهِ | |
|
| زَينِ الشَبابِ وَزَينِ المُلكِ وَالسُرُرِ |
|
أَبقاهُما اللَهُ لِلآمالِ مُدَّخَراً | |
|
| وَلِلحِمى بِهِما إِسعادُ مُنتَصِرِ |
|