قُم في فَمِ الدَهرِ وَاِنشُر أَصدَقَ الخَبَرِ | |
|
| وَبَشِّرِ الصائِمينَ اليَومَ بِالظَفرِ |
|
وَارفَع لِواءَ الهُدى في كُلِّ رابِيَةٍ | |
|
| وَعَرِّفِ الخَلقَ ما لِلدينِ مِن أَثرِ |
|
وَجَدِّدِ الذِكرَ إِنَّ الذِكرَ يَنفَعُنا | |
|
| وَاِستَنهضِ الشَرقَ مِن بَدوٍ وَمِن حَضَرِ |
|
وَاِحمِل إِلى الغَربِ أَنباءً بِنَهضَتِنا | |
|
| وَدَفعِنا كُلَّ ما لِلغَربِ مِن ضَرَرِ |
|
وَأَبعِدِ الصَوتَ لا تَخشى دَهاقِنَةً | |
|
| وَقُل أَتى النَصرُ مِن عَلياءِ مُقتَدِرِ |
|
لَعَلَّهُم يَنظُرونَ الشَرقَ مُلتَهِباً | |
|
| وَيَذكُرونَ يَدَيهِ سالِفَ العُصُرِ |
|
وَيَعرِفونَ لَهُ فَضلاً أَهابَ بِهِم | |
|
| قِدماً وَأَقطاعُهُم كَالبَهمِ في سَدَرِ |
|
أَو عَلَّهُم يَحدِجونَ الشَمسَ ساطِعَةً | |
|
| فَوقَ الرِّعانِ وَفَوقَ الدُورِ وَالشَجَرِ |
|
وَاِستَعرِض الحَدَثَ الماضي لِأُمَّتِنا | |
|
| فَفيهِ ما صَهَرَ الشَرقِيَّ مِن عِبَرِ |
|
وَقُل لِقَومٍ أَبَوا في الحَقِّ مُعتَصِماً | |
|
| مَن يَعتَصِم دَهرَهُ بِالحَقِّ يَنتَصِرِ |
|
وَلَن يَضيرَ شُعوباً مارِقٌ أَشِرٌ | |
|
| إِنَّ الشُعوبَ لَفي حَرزٍ عَنِ الأَشِرِ |
|
ما دامَ رَبُّكَ يَحميها بِقُدرَتِهِ | |
|
| فَلَن تُضامَ عَلى الإصباحِ في نَظَري |
|
وَجاهِدوا في سَبيلِ اللَهِ وَاِعتَصِموا | |
|
| بِحَبلِهِ فَهوَ مِعوانٌ لِمُنتَظرِ |
|
وَمَن غَفا أَو وَهى فَالنيلُ يَكبِتُهُ | |
|
| وَالشَعبُ ينبِذُهُ في أَبشَعِ الصُوَرِ |
|
فَمَنبِتُ المَجدِ وادي النيلِ قَد عَصَفَت | |
|
| هوجُ النِضالِ بِهِ فَاِهتَزَّ في ضَجَرِ |
|
حَربٌ مِنَ الأَهلِ بَينَ الأَهلِ قائِمَةٌ | |
|
| بِكَفِّ أَرعَنَ لا يَعتَدُّ بِالقَدَرِ |
|
لَكِنَّما اللَهُ قَد نَجّى كِنانَتَهُ | |
|
| إِنَّ الكِنانَةَ فَوقَ كُلِّ مُعتَبَرِ |
|
اللَهُ أَكبَرُ كَم لِلعيدِ مِن طَرَبٍ | |
|
| وَكَم لَهُ مِن هَوىً في أَنفُسِ البَشَرِ |
|
راقَت لَياليهِ في صَفوٍ وَفي مَرَحٍ | |
|
| وَفي اِستِماعِ الهُدى وَالذِكرِ وَالسَمَرِ |
|
تِسعٌ وَعِشرونَ قَد مَرَّت عَلى عَجَلٍ | |
|
| كَأَنَّما هِيَ لَم تُحسَب مِنَ العُمُرِ |
|
وَكُلَّما مَرَّ يَومٌ قُلتُ وا طَرَبا | |
|
| وَإِن يَكُن قَد حَوى أَلفاً مِنَ العِبَرِ |
|
وَنَقصُهُ نَقصُ أَيّامي وَإِن كَثُرَت | |
|
| وَفيهِ تَذبُلُ آمالي مِنَ الكِبَرِ |
|
لَولا الرَجاءُ وَما بِالقَلبِ مِن أَمَلٍ | |
|
| لَم أَرتَضِ المكثَ في الدُنيا عَلى وَضَرِ |
|
اللَهُ أَكبَرُ إِنَّ العيدُ صادِحُهُ | |
|
| يُعيدُ ذِكرَ البَشيرِ المُنذِرِ القَمَرِ |
|
دينٌ بَوادِرُهُ شَعَّت بِغارِ حِرا | |
|
| مِنَ العَلاءِ عَلى حَيٍّ مِنَ الوَبَرِ |
|
نورٌ تَجَلّى عَلى الدُنيا فَأَيقَظَها | |
|
| وَاِحتَثَّ مَسراهُ وادينا إِلى الزُهَرِ |
|
وَقَد أَضاءَ عَلى الأَكوانِ فَاِنقَشَعَت | |
|
| غَياهِبُ الجَهلِ مِن ظُلمٍ وَمِن كَدَرِ |
|
وَقامَ فينا عَلى الأَيّامِ وازِعُهُ | |
|
| يُقَوِّمُ الخُلقَ في الآصالِ وَالبُكَرِ |
|
وَطَهَّرَ النَفسَ وَالأَردانَ مِن دَرَنٍ | |
|
| وَمِن مَثالِبَ فيها الوَأدُ لِلبَشَرِ |
|
وَعَلَّمَ الناسَ كَيفَ الدينُ يُسعِدُهُم | |
|
| وَكَيفَ يَنصُرُهُم في المَوقِفِ العَسِرِ |
|
طالَت فَواضِلُهُ الدُنيا فَدانَ لَهُ | |
|
| شَرقٌ وَغَربٌ لما أَحياهُ مِن فِكَرِ |
|
ذِكرى تَضُمُّ شُعوبَ الأَرضِ قاطِبَةً | |
|
| نَحوَ السَماحَةِ وَالإِسلامِ وَالظَفَرِ |
|
وَقَد أَهاجَت صِبا نَفسي عَوارِفُهُ | |
|
| وَالذِكرُ يُحيي فُؤادَ الطَبِّ وَالزَمرِ |
|
اللَهُ أَكبَرُ كُلُّ الناسِ قَد طَرِبوا | |
|
| وَهَزَّهُم مِنهُ ما يَرجونَ مِن وَطَرِ |
|
فَمِصرُ جامِعَةُ الإِسلامِ مُنذُ بَدا | |
|
| وَإِن يَكُن في صَلاحٍ شَعَّ مِن مُضَرِ |
|
قَد جاءَ في بيئَةٍ هَبَّتَ تُناضِلُهُ | |
|
| مِن حَميرٍ مِن قُرَيشٍ مِن بَني النَمِرِ |
|
فَاِعتَزَّ بِاللَهِ فَرداً في رِسالَتِهِ | |
|
| فَمَدَّهُ مِنهُ بِالأَملاكِ وَالسُوَرِ |
|
وَلاحَظَتهُ يَتيماً صادِقاً نَبِهاً | |
|
| عِنايَةُ اللهِ مِن كَيدٍ وَمِن ضَرَرِ |
|
وَالروحُ وَالمَلَأُ الأَعلى يُطيفُ بِهِ | |
|
| يُلقي البِشارَةَ لِلقُطّانِ وَالسَفَرِ |
|
وَرَوضَةُ الوَحيِ بِالفُرقانِ زاهِرَةٌ | |
|
| تَزهو أَزاهِرُها في سُندُسٍ نَضِرِ |
|
وَالعَرشُ وَالمُنتَهى وَالسدرَةُ اِزدَهَرَت | |
|
| وَاللَوحُ وَالقَلَمُ المَعصومُ في الأَثَرِ |
|
يا لَيلَةَ العيدِ ما أَبقَيتِ مِن جَذلٍ | |
|
| يشايِعُ القَلبَ في وَردي وَفي صَدري |
|
يا لَيلَةً ما لَيالِي العُرسِ تُشبِهُها | |
|
| عِندَ العَشائِرِ أَو في باحَةِ الأُسَرِ |
|
كَم مُعدِمٍ باتَ يَدعو اللَهَ مَيسَرَةً | |
|
| وَأَن يُبَدِّلَهُ البُؤسى بِمُدَّخَرِ |
|
حَتّى يَرى الخَيرَ موفوراً بجانبه | |
|
| والرفدَ للجار موصولاً كَمُنهمر |
|
تفرَّقَ الناسُ أَشياعاً مُضَلّلَةً | |
|
| مِن بَعدِ عيسى فَضَمَّ الكُلَّ في الفِكرِ |
|
وَأَنصَفَ الأُمَمَ المَهضومَ جانِبُها | |
|
| وَقادَها لِرِياضِ العِزِّ وَالسُرُرِ |
|
فَإِن أَفَضتُ مَديحي في شَمائِلِهِ | |
|
| وَاِستَبدَلَ الجَفنُ حُلوَ النَومِ بِالسَهَرِ |
|
فَما قَضَيتُ بِمَدحي حَقَّ واجِبِهِ | |
|
| وَلا شَفَيتُ فُؤادي مِن هَوى النَظَرِ |
|
وَلا قَصَدتُ سِوى قُربي لِسُدَّتِهِ | |
|
| وَالحُبُّ إِن مَلَكَ الوُجدانَ لَم يَذَرِ |
|
وَيَعلَمُ اللَهُ وَالأَملاكُ شاهِدَةٌ | |
|
| أَنّي بِمَدحيَ لا أَبغي سِوى الظَفرِ |
|