عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حسن عبد الرحيم القفطي > إلى الفلك فانهض واغنم السير في البحر

مصر

مشاهدة
443

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إلى الفلك فانهض واغنم السير في البحر

إلى الفلك فانهض واغنم السير في البحر
إذا فزت بالأمكان من فرصة الدهر
وكن بالجواري المنشآت وسيرها
خبيرا متى هبت رياح السرى فاسر
وبادر لهاتيك السفينة واغتنم
سرى الليل أو فاستغنم السير في الفجر
ويمم بها نحو الحجاز وعج بها
على منبع الخيرات في ينبع البحر
هي البلدة المشتاق قلبي لمن بها
ويحلو لمسعني ذكرها طيب النشر
أميل لمن فيها بقلب تقلبت
حشاشته من لوعة الشوق في الجمر
وإن ذكرت يوما أهيم بذكرها
وأسقى وهاد الأرض بالأدمع الحمر
وقد لامني قومي إذا قمت في الدجى
أئن كما أنّ الأسير من الأسر
يقولون أقطار الحجاز بعيدة
فإن شئت فاستبدل بها قطرنا المصري
فقلت أما تستغفرون الهكم
أمن بعد إيماني أميل إلى الكفر
وأسلو هوى واد تراءت قبابه
على أرضه أبهى من الأنجم الزهر
لقد شاد في رفع المباني وإنما
جفون الغواني فيه تبنى على الكسر
وكم فيه من خود ضياء جبينها
إذا ما بدا بالليل يغني عن البدر
فتاة فتيت المسك من نفحاتها
يضوع وقطر الشهد من ثغرها يجري
إذا ما رنا صب لضاحي جمالها
يروح رهينا في قيود الهوى العذري
ومن حول هاتيك المنازل فتية
حموا قاصرات الطرف بالبيض والسمر
أسود يرون الطعن فرضا وواجبا
وسفك دم الأبطال من أعظم الأجر
إذا جردوا بيض الصوارم أشبعوا
صنوف جنود الطير في الجو والوكر
ايا عرب وادي ينبع البحر إنني
على عهدكم باق مدى العمر والدهر
ملكتم فؤادي مذ سكنتم ببيته
وأدخلتم وجدي وأخرجتم صبري
نأيتم ولا زلتم مقيمين في الحشا
وبنتم وما بنتم عن البال والفكر
أما وظباء في رياض دياركم
يميسون كالأغصان في الحلل الخضر
لقد سبقت للَه فيكم محبة
فصار ابن عواد لكم والي الأمر
كثير الندا رب الصنيعة في العدا
طويل المدا وافي الجدا واحد العصر
كريم حوى في بطن راح يمينه
سبيلا بها الأرزاق تنساب كالنهر
سخي إذا ما الغيث سح بوقده
يسيح لنا من جوده وابل القطر
على المال بذلا سلط اللَه كفه
فلم يبق منه في الديار سوى الذكر
وإن جئت تبغي منه أية حاجة
رأيت محياه تهلل بالبشر
فمن وجهه تبدو السماحة للورى
ومن كفه للناس أمن من الفقر
مضت لي أويقات بها كنت أجتني
ثمار الهنا من روض أيامه الغر
وكنت أنا الأوفى لتحرير نطقه
وكنت أمين القول في السر والجهر
أروح أجر الذيل تيها بعزه
وأغدو قرير الطرف منشرح الصدر
أما لو وهبت الروح شكرا لفضله
لما قمتب المعشار من واجب الشكر
ولم أنس طول الدهر حسن صنيعه
إذا عشت أو أن ضمني اللحد في قبر
فكم غمرتني بالنوال يمينه
وكم توجتني بالمهابة والبر
فنذرا إذا جاد الزمان بعودتي
ونوديت بالترحيب من جانب القصر
لأدخل من أبواب ساحة جوده
وأملأ من أصناف أمواله حجري
وأرفل بعد الفقر في حلل الغنى
وأغمد سيف اليسر في هامة العسر
ألا إن عوادا تعود كلما
تجلى له وجه السعادة في الدهر
تمنى على الرحمن نسلا مباركا
فجاء بإبراهيم في ليلة القدر
فطين بما يأتي بصير بما أتى
خبير بما يجريه في النهي والأمر
رؤوف على المسكين يبدي بشاشته
ويعظم في عين الذي تاه بالكبر
ويعفو عن الجاني المسيء تكرما
ويقبل أعذار الذي جاء بالعذر
إذا رام أمرا هم فيه بهمة
وعزم قوي جل عن قوة الصخر
لقد حاز بالإجمال كل فضيلة
وفصل في أحكامه حسبما يدري
فلولاه ما كانت جهينة تهتدي
إلى الحكم والأحكام في البر والبحر
ولولا أناة فيه عزت لأوقدت
قبائل حرب زفرة الحرب بالجمر
يقود زمام العرب باللين والسخا
ومن لم يقد باللين ينقاد بالجبر
ومن يستحق البر أولاه بره
ومن يستحق الزجر وافاه بالزجر
ألا إن ابراهيم ساس أمورهم
وألف بين الشاة والذئب في البر
وقدم أنصاف الضعيف على القوى
وقام بنصر العبد رغما من الحر
وقد جد في إصلاح كل قبيلة
وكف أكف المعتدين عن الشر
فأمست به عين الزمان قريرة
كما دهره أضحى له باسم الثغر
ألم تر أن اللَه ثبت قوله
ونجاه ممن كاد يرميه بالغدر
مضى كهلال الأفق من أرض ينبع
وقد جاء من أم القرى وهو كالبدر
وما راح إلا كارها شر فتنة
وما عاد إلا بالثناء وبالنصر
ولم يلتفت بالبغض يوما لمبغض
ولم يخف مكرا للمصر على المكر
ولم ينتقم ممن تفوه بالأسى
ولم يدر عمن مات بالغيظ والقهر
على أنه كالطود لم يكترث لما
يراه من الأهوال في مدة العمر
تعلمت نظم الشعر قصدا لمدحه
ففقت جريرا وامرؤ القيس في شعري
فإن رمت فيه المدح جادت قريحتي
بما تزدري بالدر في النظم والنثر
أما آن لي وقت أرى فيه موقفي
تجاهك في ناد به مصدر الأمر
فما ضر إبراهيم يوما لو أنه
بمجاسه أجرى على فمه ذكري
ليلعلم من في الشرق والغرب أنني
لشاعره أزداد فخرا على فخري
وخذ بنت فكر في مديحك أقبلت
يفوق عبير المسك منها شذا العطر
نسجت لها بالمدح فيك ملابسا
وقلدتها بالوصف من جوهر الفكر
فقدم لها مهر القبول تكرما
فما ثم من بكر تفض بلا مهر
وما مهرها إلا لديك قبولها
إذا ما بدت تختال كالناهد البكر
تقول وقد وافتك بالمدح والثنا
وقد أقبلت تسعى على قدم الشكر
لمدحك أوقات السعادة أرخت
بدا سعد إبراهيم في ليلة القدر
حسن عبد الرحيم القفطي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/09/12 09:13:11 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com