إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. |
أقولُها لكِ، |
عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ |
وتغرقُ السّنةُ الماضيةُ في مياهِ أحزاني |
كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورقْ .. |
أقولُها لكِ على طريقتي .. |
متجاوزاً كلَّ الطقوسِ الاحتفاليّهْ |
التي يمارسُها العالمُ منذ سنة .. |
وكاسراً كلَّ تقاليدِ الفرحِ الكاذب |
التي يتمسّكُ بها الناسُ منذ سنة ... |
ورافضاً .. |
كلَّ العباراتِ الكلاسيكيّة .. |
التي يردّدُها الرجالُ على مسامعِ النساءْ |
منذ سنة .. |
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. |
أقولها لكِ بكلِّ بساطهْ .. |
كما يقرأُ طفلٌ صلاتهُ قبل النومْ |
وكما يقفُ عصفورٌ على سنبلةِ قمحْ .. |
فتزدادُ الأزاهيرُ المشغولةُ على ثوبكِ الأبيض .. |
زهرةً .. |
وتزدادُ المراكبُ المنتظرةُ في ميناءِ عينيكِ .. |
مركباً .. |
أقولُها لكِ بحرارةٍ ونَزَقْ |
كما يضربُ الراقصُ الإسبانيُّ قدمهُ بالأرضْ |
فتتشكَّلُ آلافُ الدوائرْ |
حولَ محيطِ الكرةِ الأرضيّهْ |
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي |
هذهِ هي الكلماتُ الأربعْ .. |
التي سألفُّها بشريطٍ من القصبْ |
وأرسلُها إليكِ ليلةَ رأسِ السنهْ |
كلُّ البطاقاتِ التي يبيعونَها في المكتباتْ |
لا تقولُ ما أريدُه .. |
وكلُّ الرسومِ التي عليها .. |
من شموعٍ .. وأجراسٍ .. وأشجارٍ .. وكُراتِ ثلجْ .. |
وأطفالٍ .. وملائكهْ .. |
لا تُناسبُني .. |
إنني لا أرتاحُ للبطاقاتِ الجاهزهْ .. |
ولا للقصائدِ الجاهزهْ .. |
ولا للتمنّياتِ التي برسمِ التصديرْ |
فهي كلُّها مطبوعةٌ في باريس، أو لندن، أو أمستردام .. |
ومكتوبةٌ بالفرنسية أو الإنكليزية .. |
لتصلحَ لكلِّ المناسباتْ |
وأنت لستِ امرأة المناسباتْ .. |
بل أنتِ المرأةُ التي أحبُّها .. |
أنتِ هذا الوجعُ اليوميُّ .. |
الذي لا يقالُ ببطاقاتِ المعايَدهْ .. |
ولا يقالُ بالحروفِ اللاتينيّهْ .. |
ولا يقالُ بالمراسلَهْ .. |
وإنما يقالُ عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ .. |
وتدخلينَ كالسمكةِ إلى مياهي الدافئهْ .. |
وتستحمّينَ هناكْ .. |
ويسافرُ فمي في غاباتِ شَعركِ الغجريّْ |
ويستوطنُ هناكْ .. |
لأنني أحبُّكِ .. |
تدخُلُ السّنةُ الجديدةُ علينا .. |
دخولَ المُلوكْ .. |
ولأنني أحبُّكِ .. |
أحملُ تصريحاً خاصاً من الله .. |
بالتجوُّلِ بينَ ملايينِ النجومْ .. |
لن نشتري هذا العيد شجرهْ |
ستكونينَ أنتِ الشجرهْ |
وسأعلّقُ عليكِ .. |
أمنياتي .. وصلواتي .. |
وقناديلَ دموعي .. |
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. |
أمنيةٌ أخافُ أن أتمنّاها |
حتى لا أُتّهَمَ بالطمعِ أو بالغرور |
فكرةٌ أخافُ أن أفكّرَ بها .. |
حتى لا يسرقَها الناسُ منّي .. |
ويزعموا أنهم أوّلُ من اخترعَ الشِعرْ .. |
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. |
كلَّ عامٍ وأنا حبيبُكِ .. |
أنا أعرفُ أنني أتمنى أكثرَ مما ينبغي .. |
وأحلمُ أكثرَ من الحدِّ المسموحِ به .. |
ولكنْ .. |
من لهُ الحقُّ أن يحاسبني على أحلامي؟ |
من يحاسبُ الفقراءْ؟ |
إذا حلموا أنهم جلسوا على العرشْ |
لمدّةِ خمسِ دقائقْ؟ |
من يحاسبُ الصحراءَ إذا توحَّمَتْ على جدولِ ماءْ؟ |
هناكَ ثلاثُ حالاتٍ يصبحُ فيها الحلمُ شرعياً: |
حالةُ الجنونْ .. |
وحالةُ الشِّعرْ .. |
وحالةُ التعرُّفِ على امرأةٍ مدهشةٍ مثلكِ .. |
وأنا أُعاني لحسنِ الحظّ |
منَ الحالاتِ الثلاثْ .. |
عندما تدقُّ السّاعةُ الثانيةَ عشرهْ |
وتفقدُ الكرةُ الأرضيّةُ توازنَها |
ويبدأُ الراقصونَ يفكّرونَ بأقدامهمْ .. |
سأنسحبُ إلى داخلِ نفسي .. |
وسأسحبكِ معي .. |
فأنتِ امرأةٌ لا ترتبطُ بالفرحِ العامْ .. |
ولا بالزمنِ العامْ .. |
ولا بهذا السّيركِ الكبيرِ الذي يمرُّ أمامَنا .. |
ولا بتلكَ الطبولِ الوثنيّةِ التي تُقرعُ حولنا .. |
ولا بأقنعةِ الورقِ التي لا يبقى منها في آخرِ اللّيل |
سوى رجالٌ من ورقْ .. |
ونساءٌ من ورقْ .. |
آهٍ .. يا سيّدتي |
لو كانَ الأمرُ بيدي .. |
إذنْ لصنعتُ سنةً لكِ وحدكِ |
تفصّلينَ أيّامها كما تريدينْ |
وتسندينَ ظهركِ على أسابيعها كما تريدينْ |
وتتشمّسينْ .. |
وتستحمّينْ .. |
وتركضينَ على رمالِ شهورها .. |
كما تريدينْ .. |
آهٍ .. يا سيّدتي .. |
لو كانَ الأمرُ بيدي .. |
لأقمتُ عاصمةً لكِ في ضاحيةِ الوقتْ |
لا تأخذُ بنظامِ السّاعاتِ الشمسيّةِ والرمليَّهْ |
ولا يبدأُ فيها الزمنُ الحقيقيُّ |
إلا .. |
عندما تأخذُ يدكِ الصغيرةُ قيلولتَها .. |
داخلَ يدي .. |
كلَّ عامٍ .. وأنا متورّطٌ بكِ .. |
ومُلاحقٌ بتهمةِ حبّكِ .. |
كما السّماءُ مُتّهمةٌ بالزُرقهْ |
والعصافيرُ متّهمةٌ بالسّفرْ |
والشفةُ متّهمةٌ بالاستدارهْ ... |
كلَّ عامٍ وأنا مضروبٌ بزلزالكْ .. |
ومبلّلٌ بأمطاركْ .. |
ومحفورٌ كالإناء الصينيّ بتضاريسِ جسمكْ |
كلَّ عامٍ وأنتِ .. لا أدري ماذا أسمّيكِ .. |
اختاري أنتِ أسماءكِ .. |
كما تختارُ النقطةُ مكانَها على السطرْ |
وكما يختارُ المشطُ مكانهُ في طيّاتِ الشِّعرْ .. |
وإلى أن تختاري إسمكِ الجديدْ |
إسمحي لي أن أناديكِ: |
يا حبيبتي . |