للدَهرِ شَأنٌ مِن سَعادةِ آلِهِ | |
|
| يَزهو بِهِ كَالبَدرِ عِندَ كَمالِهِ |
|
لا عَيبَ في نَفس الزَمان وَإِنَّما | |
|
| زينُ الزَمان وَشينهُ بِرِجالِهِ |
|
مَن غابَ دَهراً عابَ فيهِ نَفسهُ | |
|
| أَو غابَ حالُ وَجودهِ عَن بالِهِ |
|
فإِيابكَ المَيمون احيى شرقنا | |
|
| إِذ كانَ مِن هجران سخصك لائِبا |
|
فَالماءُ صافٍ في مَجاريهِ إِذا | |
|
| لَم يُلقَ فيهِ مكدّرٌ لزلالِهِ |
|
انّا بحمدِ اللَهِ في عَصرٍ نَأى | |
|
| عَنهُ الظَلامُ وَضاءَ نور هِلالِهِ |
|
عَصر المَعارف وَالعُلوم فَحَبَّذا | |
|
| عَصرٌ تَغنى الطَيرُ لاستقبالِهِ |
|
عَصرٌ تَجَلّى فيهِ جَوفروا الَّذي | |
|
| ما جادَ عَصرٌ قَبلُهُ بِمِثالِهِ |
|
الوَارث العز المَنيع وَقَد حَوى | |
|
| ما زادَهُ فَخراً بِحسن خلالهِ |
|
طلق المَحيا وَاليَدين كَحاتمٍ | |
|
| يُولي النَدى بِيَمينِهِ وَشَمالِهِ |
|
حَتّى يَجود بِنَفسِهِ في حالَةٍ | |
|
| هَيهات نَلقى مَن يَجود بِمالِهِ |
|
شَهمٌ كَساهُ اللَهُ ثَوبَ مَهابَةٍ | |
|
| لِلّه لَم يَنسج عَلى مِنوالِهِ |
|
لا تعجَبن فالاسدُ هَذا شانَها | |
|
| وَاسال فَرَنسا عَن حَقيقةِ حالِهِ |
|
لَو لَم يَكُن فَرداً لَما وَثقت بِهِ | |
|
| لِيَكون عَنها نائِباً بِفعالِهِ |
|
لا زلتَ فيما تبتغيهِ وَارخوا | |
|
| أَبَداً عَلى عزٍّ تَنالُ رَغائِبا |
|
هِيَ مَربض الاساد في يَوم الوَغى | |
|
| ان ماتَ لَيثٌ عاشَ في اَشبالِهِ |
|
لا تَنثَني عَن عَزمها لمكابرٍ | |
|
| اَبداً وَلا تَرتاع مِن أَهوالِهِ |
|
هِيَ موئل الراجي فَباغي ظلها | |
|
| يُوَقى مِن الباغي وَشر نِكالِه |
|
فَحمى كَليبٍ لا يُعادلها حمى | |
|
| تَحمي عِقاب الجَو مِن مغتالِهِ |
|
يا عاذِلي كفَّ العِتاب وَلا تَقل | |
|
| شَطَّ المَزارُ وَشَقَّ طُول مَجالِهِ |
|
مَهلاً فان الشَمس تَحجبُ لمحةً | |
|
| بِالغَيمِ ثُمَّ تذرُّ عِندَ زَوالِهِ |
|
هَلّا رَأَيتَ رَجالَها وَفِعالَها | |
|
| وَنوالها في الغَرب يَوم وَبالِهِ |
|
يَوم امتطت متن المُرؤَة وَانتَضَت | |
|
| سَيف الحميَّة لامِعاً بِصقالِهِ |
|
يَكفي ثَناءُ اللاذِقيةِ فَلتقل | |
|
| كَم عمها هَذا الفَتى بِنَوالِهِ |
|
يَثني عَلَيهِ كَبيرها وَصَغيرها | |
|
| إِذ قَد تَساوى الكُلُّ في افضالِهِ |
|