وَاحرتاهُ لخطبٍ هائلٍ هجما | |
|
| أَحال مُذ حلَّ إِيجاد الوَرى عدما |
|
رزء أَناخ بِأَقصى الأَرض كلكله | |
|
| فشلَّ رُكناً مِن الإِسلام فَاِنهَدَما |
|
قَد حلت اليَوم بِالإِسلام حادِثَةٌ | |
|
| فَهوَّنت كلما يَأتي وَما قدُما |
|
قَضى عَليٌّ فَما عذر العُيون إِذا | |
|
| لَم تَمزج الدَمعَ مِن فَرط البُكاء دَما |
|
فَمن يُقيم حُدودَ اللَه مُقتدِراً | |
|
| وَمِمَّن النَصر لِلمَظلوم إِن ظُلما |
|
لَولا عليٌّ لَكان الدين مجهلةً | |
|
| وَباتَ كُلُّ قَبيلٍ يعبد الصَنَما |
|
فَيا عَجيباً لِمَن أَيامه ضَحكت | |
|
| بعدله كَيفَ أَبكى العربَ وَالعَجما |
|
هَيهات أَن تلد الدُنيا لَهُ مَثَلاً | |
|
| كَأَنَّ ملقحَها عَن مثله عقما |
|
فَناصر الدين أَلفاه ابنَ بجدتها | |
|
| فَكانَ يسلك فيهِ لِلهدى أَمَما |
|
وَصارم الملك بِالآراء حدته | |
|
| وَلَو خَلا مِن مصيب الرَأي ما حسما |
|
وَكُل تاج يَزين العلم رَونَقه | |
|
| أَو لا فَإن دراريه تُرى فَحَما |
|
وَلِلسَلاطين فتكٌ في حكومتهم | |
|
| لَكنهم طالما اِحتاجوا إِلى العُلَما |
|
أَقضى الأَنام عَليٌّ في محاكمة | |
|
| وَأبصرُ الناس لَكن المضلَّ عَما |
|
وَهوَ الرَئيس الَّذي يَحمي الوَطيس وَكَم | |
|
| وَلَّى الخَميسُ لِخَوفٍ مِنهُ وَاِنهَزَما |
|
وَافى النَعيُّ إلى أَرض العِراق فَلم | |
|
| يَدع بِهِ ناظِراً إِلا بهِ اِنسَجَما |
|
نادى بمضرمة الأحشاء صادِمَة | |
|
| تَشجي الصَفا وَمِنَى وَالبيتَ وَالحَرَما |
|
يا ناعياً مِن عليٍّ خَيرَ مفتَقدٍ | |
|
| لا غرو أن قُلت ركن الملة اِنهَدَما |
|
بَكى الحِمى لعليٍّ وَالذين بِهِ | |
|
| إِذ لَيسَ غَير عليٍّ لِلأَنام حمى |
|
إِن تَبكه الملةُ البَيضا فَلا جرماً | |
|
| قَد غابَ عَنها هِلالٌ يفرج الظُلَما |
|
وَإِن بَكاه مخوف الدَهر فَهوَ لَهُ | |
|
| قَد كانَ بَينَ الوَرى ملجىً وَمعتصما |
|
لَهُ ذرى المنبرِ الأَعلى إِذا اِحتَشَدَت | |
|
| لِلاستماع رِجالٌ تَلقف الحِكَما |
|
يا قَلب صَبراً وَإِن جُرِّعتَها غُصصاً | |
|
| قَد يسبرُ اللَه ذا جَرحٍ يَسيل دَما |
|
هذا أَبو القاسم المأمول يخلفُهُ | |
|
| إِن كانَ ذاكَ فَقَد هانَ الَّذي عَظُما |
|
ماذا عَلى الدين أَن يَسمو كَعادته | |
|
| إِذا أَبو القاسم المُرجى لَهُ سلما |
|
هَذا الَّذي اِنتَثَرَت أَلفاظُه حِكَماً | |
|
| وَفي مَساعيهِ عقدُ الملةِ اِنتَظَما |
|
العالمُ العلَمُ المَرجوُّ نائِلُهُ | |
|
| وَكانَ مثل أَخ الخَنسا لَهُ علما |
|
أَعلى الوَرى حسباً أَزكى الأَنام أَباً | |
|
| أَمضى الكماة ظُباً أَسخى الوَرى كَرَما |
|
لَو يَحلفنَّ لِساني أَنهُ رَجلٌ | |
|
| يَرى المُغيَّبَ خَلف السِتر ما أَثما |
|
يصيب في حدْسه ما كانَ محتجباً | |
|
| كَأَنهُ فيهِ يَرعى اللوح وَالقَلَما |
|
يَرمي بِأَسهام فكرٍ غَير طائِشَةٍ | |
|
| وَما رَماها وَلَكنَّ الإلَهَ رَمى |
|
وَدارُهُ الهالةُ البَيضاءُ قَد خلقت | |
|
| كأسود البَيت لِلوُفّاد مُستَلما |
|
لا غروَ أَن مَسحوا فيها نَواصيَهم | |
|
| فَطالَما طوَّقت أَجيادَهم نِعَما |
|
أَطربته وَقت ما أَطريته مِدَحاً | |
|
| كَأَنَّني مَعبدٌ أسمعتُه نَغما |
|
لَولاه لَم يَنمَ غرسٌ للهدى أَبَداً | |
|
| كَالنبت لَولا نمير الماء ما نجما |
|
طودٌ لَو اَنَّ اِبنَ نوحٍ يَستجيرُ بِهِ | |
|
| قَدماً وَقَد فَرَّ مِن طُوفانه عصما |
|
لِأَنَّهُ رحمةُ الباري وَمنَّتُهُ | |
|
| وَاللَه مِن لُطفه يُنجي الَّذي رَحما |
|
فَما خلا مِن عليِّ القَدرِ مَنصبُهُ | |
|
| كَأَنَّهُ بِبَنيه الغرّ ما اِختُرِما |
|
أَطايبٌ سَلَكوا مِنهاجَ وَالدِهم | |
|
| ما أَخّروا قَطُّ عَن إقدامه قَدَما |
|
وَجوههم شهبٌ ضاءَ الوجود بِها | |
|
| وَأَرضهم مُذ تَناهَت في العلوِّ سما |
|
تَلقى اِبنَ عشرِهمُ شَيخاً بفطنته | |
|
| رَزينَ حلمٍ وَإِن لَم يبلغِ الحُلُما |
|
كَأَنهم بِالحمى حَلُّوا وَإَن بَعدوا | |
|
| وَالفَضل يُدني بَعيد الدار أَين رَمى |
|
وَقَد تَناقلت الأَفواه فَضلَهُمُ | |
|
| فذكرهم نزهةُ السمّار وَالنُدَما |
|
لَقَد تعلَّقتُ في أَذيال عزهمُ | |
|
| كَما تَعلَّق في أَذياليَ الغُرَما |
|
إِن لَم أَكُن كَزهيرٍ في إِجادتِه | |
|
| فَإِنَّهُم بَخَّلوا في جودهم هَرِما |
|
هُم الأَعزاء لَم يَطمع بذلِّهمِ | |
|
| هُم الأَشداء لَكن بَينَهم رُحَما |
|