إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كان النهارُ يدافعُ الشّمس الكسيرةَ عندما |
رأسٌ تدحرج باتّجاه المدرسةْ |
ويدان تجتاحان أبنيةَ الصديد |
وتذيب في دمها أفانينَ الحديدْ |
في كلّ دربٍ زفرةٌ |
في كل ركنٍ صرخةٌ |
في كل بيتٍ جُثَّةٌ |
في كلّ أغنيةٍ شهيدْ |
ومدينتي |
جلست تداعبُ حلمَها |
متثائبةْ |
أغفت على وَهَنٍ يراودها الأملْ |
حَلَمت بأمن رضيعها |
حلمت وملّ الحُلْمُ من حُلُمٍ يرافقه الكسلْ |
دقّت طبولُ الحربِ في وجه المدينةِ |
فاستفاقت ميّتهْ |
*** |
يا أمّةً نامت على آلامها |
حتّى نَمَت كلُّ الطحالب فوق عينيها |
وما اهتزّت لأضلعها الجفونْ |
ما المسألة؟ |
طرقٌ تفتّشُ عن مسالك أهلها |
دُورٌ يحاصرها الرصاصْ |
وتفسّخت حِلَمُ النساء شريدةً |
من ذعرها |
والطفلُ يبحث خائفاً عن مرضعةْ |
مَنْ يسحبُ الأثداءَ من سيقانها |
حتّى يعانقَها الحليبْ؟ |
مَن يستجيبْ |
إلاّ المعنّى درّةٌ أو حنظله |
ماهمَّهُ لو عاد وحدَهُ حافياً، |
وجعُ الطريقْ |
لاشيء يوقفهُ ولا مَدُّ الحريقْ |
وَي درّةُ هو حنظله |
يادرّةَ الآلامِ كنتَ مسالماً |
وغدوتَ شعلةَ أمّةٍ لاتستكينْ |
وغدوتَ باقةَ ياسمينْ |
سنظلُّ نذكرُ ماحدثْ: |
قد كان شمَّر كي يداعبَ حُلمَهُ |
فتساقطت حِمَمُ القنابلِ وابلَهْ |
خرج الجنينُ مقاتلاً بدمٍ تبارك نزفُهُ |
وتركتموهُ بلا سلاحْ |
سَقَطَ القلمْ |
كلُّ القصائد ليس تنفعُهُ ولا هذي الهِمَمْ |
يا شاعراً كتب القصيدةَ ثمّ أغفى برهةً |
فوق الحريرِ ليفتكرْ |
لاتعتذرْ |
آنَ الأوانُ لننفجرْ |
آن الأوانُ ليزدهر تشريننا |
بصراخ درّةَ أو أبيه |
آن الأوانْ |
لنغربلَ التاريخَ عن غدنا ونختصرَ المراحلْ |
لتكن شجاعتُنا على حجم المقاصلْ |
*** |
كم ثورةً يلزمْ |
ياسيّدي الأعجمْ |
كم معجماً للصوتِ يلزمُكُمْ وكم مَرسَمْ |
كم شاعراً مُلهَمْ |
كم خنجراً كي يستوي نيسانُنا |
ويعودَ فينا ماجدٌ أو درّةٌ أو حنظله |
*** |
بدأ الألمْ |
سقط القلمْ |
وتجمَّع الحزنُ الأشمّْ |
في السنبله |
ما المسألةْ؟ |
قف سيّدي واقرأ بقايا المرحلةْ |
هي خطوةٌ حتّى اقتحمنا كلَّ أسوارِ الصخور |
فجلالُ صرخةِ درّةٍ نسفت طواحينَ الفجورْ |
هي برهةٌ حتّى غدونا غابة ً تجتاحُ |
كلَّ سدودها |
وتوزّعُ الأشجارَ بين البائسينْ |
من معبد الظلم انتشرنا أوبئةْ |
ونفضنا عن أهدابِنا وجَعَ السنينْ |
للموتِ أغنيةٌ ويتقنُها سليلُ الثائرينْ |
*** |
مابين بيتي والطريقْ |
عشرونَ مشنقةً ونرجسةٌ |
وكابوسٌ عتيقْ |
باعوا الرصيفَ لضفّةٍ أخرى وأوقد حقدُهم |
في كلّ أجنحتي الحريقْ |
سرقوا الضياءَ فكيف أعبرُ |
في الليالي المدلجاتِ إلى الصديقْ |
ذبحوا السماءَ بطولهم |
وتكدّسوا مثل النّمال على الدروبْ |
فكيف أعبرُ .. كيف تعبرُ .. |
كيف نعبرُ يابطلْ |
*** |
ياشاعري .. لاتنتظر |
سدّد سلاحَك بالمدافعِ والأظافرِ والعَلَمْ |
سدّد رصاصَك بالقلمْ |
قف صامداً |
حطّم نواقيسَ الخطرْ |
كن دائماً |
كن مرّةً |
كن مرّةً درعَ البشرْ |
واشتم بقايا هيئةٍ لاتلتزمْ |
بوعودها |
اشتم فتاتَ ذكورةٍ لاتشتعلْ |
لذبولها |
ارجم خصال الصهينةْ |
وابصق على كرسي سلالتها التي لاتعترفْ بسقوطها |
انسف جدارَ الخوفِ من أعصابنا |
للموت أغنيةٌ ويتقنها بنوها الثائرون: |
ياسادةَ الطغيانِ إنّا صامدون |
لا تحفروا قبر المسيحِ فلم يمتْ |
في كلِّ مصلوبٍ ستُطوى مرحلةْ |
فلقد تعلَّمنا الجَلَدْ |
لا موتَ في هذا البلد |
يا سادتي الأوباش إنّا قادمون |
فغداً سينهالُ الدَّمُ العربيُّ |
فوقَ رؤوسكمْ |
وستُرجَمونَ |
ستُرجمونَ |
ستُرجمونْ |