إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
اهربْ |
احملْ نايك واهرب |
احمل صرختَك الأولى |
هذيانك |
واهرب |
جوعٌ تابَعَكَ عبر سنينِ الغربةِ في الوطنِ المجهولْ |
جوعٌ سيُلاحقُكَ من أخمصِ رأسك للقدمينْ |
اهرب |
* * * * |
صوتٌ يصرخُ بي أنْ: اهربْ |
لا تفتحْ بابَ العري وتقفزْ نحو الشّمس |
أمانيكَ سوف تلاحَق |
يعبثُ فيها الجراد |
ثمّ تُكوَّمُ مثل الورق لأصفر |
ثمّ سترمى |
كالشيء التالفِ للتصنيع |
ويزفّتُ فيكَ الشارعُ |
لتدوسَ كرامتك الأقدامْ |
جرادٌ يلفّ الأماني |
جرادٌ يعبيء كلَّ النوافذِ |
فاهربْ |
اهربْ |
أوقفْ مدَّ نزيفَ الوجعِ الكونيّ الوعي |
واهربْ |
* * * |
سيزيفُ ..! |
ليس إلهاً من يحكم أنكّ شرير |
بل شيطان |
وزيفٌ كلّ التفكير أمام العقل الحائطِ .. والمنبرّْ |
* * * * |
يُفتحُ بابُ الحلمِ |
أنقاضٌ متلاصقةٌ |
أحجارٌ تصنعُ جدارناً |
وتطبقُ نحوي كي أختنقَ |
أو .. كي يقتلني الهذيانُ |
حجرٌ |
ربٌّ |
أبٌّ |
سُلطةْ |
يطلبْ منا أن نعبدَهُ |
كي يطعمنا |
حجرٌ يتأنَّقُ بالنظّارةِ |
يحملُ قلماً وهمياً لا ينزفُ |
يحملُ غصناً منبسطاً .. وجّالاً من زيتون |
يمدّهُ نحوي فأرتجفُ |
اصطفّوا ..اصطفّوا |
يصرخُ بي |
فأرتّب نفسي |
أقلّمَ ظفرَ لغتي الشرسة |
وأحزمُ أفكاري بربطة عنقٍ مستوردةٍ أتقنّاها |
وأساقُ إلى مقصلةٍ |
من بابٍ كتبَ عليه اسم شهيدْ |
* * * |
أجلسُ خلفَ المقعدْ |
يبتسمُ الجالسُ قربَ السبوّرة |
وأنا أقطَّع أقساماً متساويةً |
ويزَيَّن بي سوار حذاءْ |
حجرٌ يتحركُ |
يلاصقُ كتفَ الحجر الأوّل |
ألمس فتحتهُ |
فيفرز أحجاراً أخرى .وصغيرة |
تسدّ الثغرات |
حجرٌ فوق الحجر اوّل |
تحت الحجر الثاني حجرٌ |
أنقاض تتراكم |
وترتفعُ حولي الجدران |
أسمعُ صوتاً: |
اهربْ |
هذا وطني لا يكذبُ |
اهربْ |
هذا أبي |
ومعلمتي |
وامرأتي |
وأبنائي |
اهربْ |
* * * |
جدرانٌ تتلاصقُ حوالي |
شيء يخرج من رأسي |
يتناثرُ |
يرتفعُ |
يكوّن سقفاً من أحجار |
وأغوصٌ بكوم الطين |
بردٌ يجلدني وسياط |
جوعٌ يحفر في أعماقي |
أحذيةٌ تتسابقُ .. ترجمُني |
أسمعُ أصواتاً متلاحقةً: |
اهربْ |
خائنْ |
خائن |
اهرب |
جبنٌ يصلبني |
اهرب |
خائن |
أكوّمُ كفّيْ .. أغمضُ عينيَّ |
وأجمعُ كلَّ قواي من الداخلِ |
أصرخُ وأنا أضربُ بالقبضةِ وجهَ الحائط: |
وطني
|
حاولتُ أمزّقُ كلّ ملفّات الحرمان |
لتبقى صورةَ حبيّ أنت |
وتقّيأت دماً |
وأنا أكبتُ نفسي |
حتّى أنسى زماني الضائع فيك |
أتجاهل موتي العائشَ فيك |
وطني |
يا من كنتُ ألا حقُ نفسي كي أبنيه |
حاولتُ رفعَك للأعلى |
فسقطتُ أنا |
وطني بناهُ بنوهُ |
فترنحَّ فوقَ بنيهِ ... |
وماتوا ... |
* * * |
صوتٌ يصرخُ في أعماق: |
اهربْ ..اهربْ |
وطني
|
اهربْ |
أهلي
|
اهرب |
لغتي
|
اهرب |
وأبي ..أمي ..وأفراحي ...
|
اهربْ يا ابن الكلبْ ..اهربْ |
* * * |
وهممتُ بأن أمشي |
هممتُ بأن أمشي |
عزمتُ ... |
وقررتُ ... |
وصفعتُ تردّدَ خطوي |
وخطوتُ لكي أمشي |
فتفجَّرتُ |
من قنبلةٍ وضعتْ للأعداء |
* * * |
أفقتُ |
يُغَلقُ بابُ الحلمِ |
وكان المتفّق عليه بأن أفرحْ |
ذهبَ الكابوس |
لكنَّ الحلمَ تبسَّمَ منسحباً: واجه |
فالذئبُ الوالدُ، أوصمتي |
يصرخُ في وجهي: يا فاشل |
وامرأتي الجدّة آنستي |
تمدُّ ملايين الأيدي: يا عاطل |
والطفل يمدُّ لساناً حلواً لل بابا |
والباقي ...: |
أفتحُ بابَ كتابٍ يجلدني البوّابْ |
والطلقةُ ترقدُ في المذياعْ |
القلمُ جفيفُ الحبرِ |
والورقُ الأبيضُ ممنوع |
* * * |
ذهبَ الأمرَ |
كُسِرتْ نظارتُهُ |
وبقيتْ أغصانُ الزيتونِ الباهتِ تجلدني |
وبقيتُ أصيحُ كذئبٍ أخرس |
وظلَّ الصوتُ الصادقُ يصرخُ: |
اهربْ |
يا ابن ال ... |
اهربْ |
اهربْ |
* * * |
* * * |
ذهبَ الأمرُ |
من علّمنا كلّ شؤون الفَلك.. |
البحر .. البريّة |
وتناسى درس الحريّة |
**** |