تُذَكِّرُني وَحَقِّكَ ما نَسيتُ | |
|
| وَهَل أَنسى شُجونَكَ ما حَييتُ |
|
أُحِسُّكَ في الحَرارَةِ مِن حَنيني | |
|
| كَأَنَّكَ في غَليلِ دَمي تَبيتُ |
|
وَأَسمَعُ مِنكَ ما أَسمَعتَ قَلبي | |
|
| وَقَد غَدَرَ الحَبيبُ المُستَميتُ |
|
يُغَرِّقُ مِن عُيونكَ في عُيوني | |
|
| هَوً ساهٍ وَوِجدانٌ شَتيتُ |
|
تَقولُ أَرى عَلى وَقبَيكَ خَمراً | |
|
| إِذا وُصِفَت تَنَكَّرَتِ النعوتُ |
|
أَخافُ عَلَيكَ مِن دَمِها فَإِنّي | |
|
| بَذَلتُ لَها الحَياةَ وَما رَويتُ |
|
هَواكَ هَوايَ قَلبُكَ مِثلُ قَلبي | |
|
| كَما تَهوى عَلى مَضمَضٍ هَويتُ |
|
سَلَكنا مُعضِلَ الدُنيا وَلكِن | |
|
| شُفيتَ مِنَ الشَقاءِ وَما شُفيتُ |
|
تُرابُ القَبرِ أَسلَمُ مِن فِراشٍ | |
|
| عَلى جَنبَيهِ ثُعبانٌ وَحوتُ |
|
رَأَيتُكَ تَملَأُ الدُنيا ضِياءً | |
|
| وَفي عَينَيكَ تَحتَرِقُ الزُيوتُ |
|
وَتَفنى في المَحَبَّةِ وَهيَ بِكرٌ | |
|
| وَيَسمَنُ حَولَكَ البُغضُ المَقيتُ |
|
وقَلبُ الحُرِّ آفَتُهُ هَواهُ | |
|
| وَآفَةُ وَحيِهِ الأَدَبُ النَحيتُ |
|
فَفيهِ يُحَقَّرُ الخَزُّ المُوَشّى | |
|
| وَيُكرَمُ في سِواهُ العَنكَبوتُ |
|
تَكَلَّم يا فِليكسُ فَنَحنُ صَرعى | |
|
| وَفي أَعماقِنا حُلُمٌ يَموتُ |
|
وَعَلِّم كَيفَ تُكتَسَبُ المَراقي | |
|
| وَكَيفَ تُشادُ لِلأُمَمِ البُيوتُ |
|
وَكَيفَ صَواعِقُ الأَفكارِ تَهوي | |
|
| وَكَيفَ يُجَلجِلُ الشَعبُ الصَموتُ |
|
أُفَتِّشُ في سُكوتِكَ عَن بَياني | |
|
| فَيُخرِسُهُ بِرَوعَتِهِ السُكوتُ |
|
وَأَبحَثُ عَن شُعاعِكَ في سِراجي | |
|
| وَلي مِن زَيتِكَ العُلوِيِّ قوتُ |
|
سَمِعتُ المِنبَرَ المَحزونَ يَشكو | |
|
| فَتَتَّضِعُ الأَرائِكُ وَالتُخوتُ |
|
يَقولُ رُزِقتُهُ أَشهى طَعامي | |
|
| وَلَمّا اِشتَدَّ ساعِدُهُ قَويتُ |
|
أَبَرُّ الوُلدِ بِالآباءِ خُلقاً | |
|
| وَأَقرَبُهُم إِلَيَّ إِذا زُهيتُ |
|
عَلى عُريي نَما أَمَلاً وَلَمّا | |
|
| أَظَلَّتني ذِراعاهُ كُسيتُ |
|
يَلُفُّ وَتينُهُ خَشَبي فَيَحيا | |
|
| وَيَنبُضُ لي بِهِ شَرَفٌ وَصيتُ |
|
وَكُنتُ أَوَدُّ لَو ذَوّيتَ نَوطاً | |
|
| لَهُ وَإِلى سَريرَتِهِ رَقيتُ |
|
وَنَوطُ البَعضِ تُحرَمُهُ الأَعالي | |
|
| وَيُمنَحَهُ الزِبانِيَةُ التَحوتُ |
|
سَمِعتُ عَروسَ شِعرِكَ في خَيالي | |
|
| تَقولُ عَشِقتُهُ حَتّى اِشتَهَيتُ |
|
فَفي عَينَيهِ ذَوبُ السِحرِ يُرغي | |
|
| وَفي أَهدابِهِ المِسكُ الفَتيتُ |
|
بَذَلتُ لَهُ الخَطايا مِن عُروقي | |
|
| وَحينَ لَمَستُ مِرشَفَهُ نَقيتُ |
|
وَأَطلَقتُ الرَوِيَّ لَهُ جَواري | |
|
| قيانٌ في مَزاهِرِها رَبيتُ |
|
سَمِعتُ بِلادَكَ الثَكلى تُنادي | |
|
| ليَ الغِطريفُ وَالرجُلُ الثَبيتُ |
|
ليَ الأَنوارُ في عَنَتِ اللَيالي | |
|
| إِذا ما راغَتِ الدُنيا العَنوتُ |
|
ليَ الفُصحى عَلى أَدَبٍ بَليغٍ | |
|
| وَمِن أَليانِ ثَديَيها سُقيتُ |
|
وَلَيسَ ليَ الضَواري في خُدوري | |
|
| تَسَرَّتني وَكَالسِلَعِ اِقتُنيتُ |
|
يُقَعقِعُ في مَشافِرِها سَميجٌ | |
|
| وَأَدرَدُ أَشنَعُ الدَعوى هَريتُ |
|
عَذيري مِن مَماليكٍ مَوالٍ | |
|
| لَهُم خُطَطٌ وَلَيسَ لَهُم سُموتُ |
|
سَمِعتُ القَبرَ يَنفُثُ مِن دُجاهُ | |
|
| حَديثاً فيهِ أَشجاني الخُفوتُ |
|
يَقولُ إِلَيَّ يَأتي كُلُّ حَيٍّ | |
|
| وَيَبقى في تُرابي ما بَقيتُ |
|
يُقيمُ اِثنانِ في دُنيا سُكوني | |
|
| فَتىً يَفنى وَآخَرُ لا يَموتُ |
|