مالي أَراكَ أَخا الإيناسِ وَالسِلمِ | |
|
| أَصبَحَت لِلهَمِّ وَالأَفكارِ في سِلمِ |
|
وَما لِمُنسَكِبِ الأَجفانِ كَالسَلمِ | |
|
| أَمِن تَذَكُّرِ جيرانٍ بِذي سِلمِ |
|
مَزَجَت دَمعاً جَرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ
|
أَم طارَ نَومُكَ مِن وَرقاءَ ساجِعَةِ | |
|
| غَنَّت فَهامَت بِنَفسٍ مِنكَ هائِمَةِ |
|
وَلَيسَتِ النَفسُ مِن وَجدٍ بِكاظِمَةِ | |
|
| أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تَلقاءِ كاظِمَةِ |
|
وَأَومَضَ البَرقَ مِنَ الظِماءِ مِن أَضَمِ
|
عَجِبتُ مِنكَ مَتى يَخفى هَواكَ مَتى | |
|
| هَل أَنتَ تُنكِرُ وَجداً لِلوَرى ثَبتا |
|
وَهَبكَ خَلوا وَما قالوهُ مُفتَأَتا | |
|
| فَما لِعَينَيكَ إِن قُلتَ أَكفَفاهَمتا |
|
وَما لِقَلبِكَ أَن قُلتَ اِستَفِق بِهِم
|
لَو لَم يُمسِك مِن نارِ الجَوى ضَرَمِ | |
|
| ما سالَ دَمعُكَ أَو حَلَّ الحَشا أَلَمِ |
|
وَلَم يُحاوِل جَحدَ الحَقِّ مُتَّهَمٌ | |
|
| أَيَحسَبُ الصَبَّ إِنَّ الحَُّ مُنكَتِمِ |
|
ما بَينَ مُنسَجِمٍ مِنهُ ومُضطَّرَمِ
|
نَعَم عَهِدتُّكَ قَبلَ الآنَ في جَذلِ | |
|
| تَختالُ في حُلَلِ النَعماءِ وَالأَمَلِ |
|
فَأَنتَ طَبعاً وَإِن أَنكَرتَ كُلَّ جَلى | |
|
| لَولا الهَوى لَم تَرقَ دَمعاً عَلى طَلَلِ |
|
وَلا أَرِقتُ لِذِكرِ البانِ وَالعِلمِ
|
لِلعاشِقِ فَبِكَ دَلالاتٌ وَقَد اِنوُجِدَت | |
|
| حَتّى المَحبونَ وَالأَعدى لَكَ اِنتَقَدَت |
|
طَرفٌ يَفيضُ وَدَمعُ حالِهِ شَهِدَت | |
|
| فَكَيفَ تُنكِرُ حَبا بَعدَ ما شَهِدَت |
|
بِهِ عَلَيكَ عَدولَ الدَمعِ وَالسَقمُ
|
كُنّا نَخالُكَ مَغبوطاً بِكُلِّ هُنا | |
|
| وَلَم تَكُن أَبدا لِلهَمِّ مُرتَهَنا |
|
وَها فُؤادَكَ بِالبُؤسي وَهيَ وَهنا | |
|
| وَأَثبَتَ الوَجدُ خَطِي عَبرَةٍ وَضَنى |
|
مِثلَ البِهارِ عَلى خَدَّيكَ وَالعَتمُ
|
لَو كُنتُ مِثلِكَ وَالتَسهيدُ طَوَّقَني | |
|
| حَيثُ الحَبيبُ خَيالٌ مِنهُ سارِقَتي |
|
لَقُلتُ إِن قيلَ هَل سارَ فَاِقلِقني | |
|
| نِعمَ سَرى طَيفُ مَن أَهوى فَأَرقَني |
|
وَالحُبُّ يَعتِرِضُ الَذاتَ بِالأَلَمِ
|
إِنَّ الصَبابَةَ ما دامَت مُقَدَّرَةً | |
|
| أَظهِر عَلَيها لَدى العُذّالِ مَقدِرَة |
|
وَقُل لِمَن لامَ تَعزيراً وَتَبِصَرَةً | |
|
| يا لائِمي في الهَوى العُذري مَعذِرة |
|
مِنّي إِلَيكَ وَلَو أَنصَفتَ لَم تَلُمِ
|
لَو أَنتَ تَدري بِما في العُشّاقِ مِن خَطَر | |
|
| لَكُنت أَوَّلَ مَن يَرثي لِمُعتَذِر |
|
وَما أَقولُ وَما هَمّي بِمُقتَصَرٍ | |
|
| عُدَّتُكَ حالي لا سَرى بِمُستَتَر |
|
عَنِ الوُشاةِ وَلا دائي بِمُنحَسِمِ
|
ماذا صَنَعتَ بِما جاهَدتَ تُبدِعُهُ | |
|
| تَحتَ النَصيحَةِ مِن لَومٍ تَرقَعُهُ |
|
هَوِّن عَلَيكَ وَخَيرُ القَولِ أَنفَعُهُ | |
|
| مَحَضتَني النُصحَ لَكِن لَستُ أَسمَعُهُ |
|
إِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُذّالِ في صَمَمِ
|
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومُ مِن قَبلي | |
|
| كَالزَندِ بِالقَدَحِ إِن أَوروهُ يَشتَعِلِ |
|
وَخَلِّ نُصحَكَ لا تَصرِفُهُ في هَزَلٍ | |
|
| أَنّي لَتَهِمتُ نَصيحَ الشَيبِ في عَذلي |
|
وَالشَيبُ أَبعَدَ في نُصحٍ عَنِ التُهَمِ
|
اِنتَصِح بِجِدّي لَو أَنَّ الأَنفُسَ اِحتَفَظَت | |
|
| بِهِ فَرَقَّت حَواشيها وَما غَلَظَت |
|
وَأَينَ نَفسي مِن هَذا إِذا وَعَظَت | |
|
| فَإِنَّ إِماراتي بِالسوءِ ما اِتَّعَظَت |
|
مِن جَهلِها بِنَذيرِ الشَيبِ وَالهَرَمِ
|
مازِلتُ أَعدِلُها أَنّي أَرى خَطَراً | |
|
| وَالغَيُّ اليَعدِلُها فيما لَهُ خَطَرا |
|
فَما تَرَوَّت بِحَزمٍ كانَ لي وَزَرا | |
|
| وَلا أَغدَت مِنَ الفِعلِ الجَميلِ قَرى |
|
ضَيفٌ أَلَمَّ بِرَأسي غَيرَ مُحتَشِمِ
|
ضَيفٌ كَريمٌ بِشِعرِ المَرءِ مَظهَرُهُ | |
|
| أَولى لَهُ السَترَ مِمَّن لا يَقدِرُهُ |
|
وَالحَقُّ أَنّي وَعَيبي لَستُ أُنكُرُهُ | |
|
| لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنّي ما أوقِرُهُ |
|
كَتَمتُ سِرّاً بَدا لي مِنهُ بِالكَتمِ
|
يا وَيحَ نَفسي مَن أَداركِ غايَتُها | |
|
| كَم بي تَجوزُ مَفازاتِ لِحاجَتِها |
|
عَجِزتُ وَاللَهِ يَأساً مِن ضَلالَتِها | |
|
| مَن لي بَردَ جِماحٍ مِن غِوايَتِها |
|
كَما يَرِدُ جِماحَ الخَيلِ بِاللَجَمِ
|
مِن رَغبَةِ النَفسِ في الدُنيا وَثَروَتَها | |
|
| تَرمي المَرامي بِنا في جَوفِ شَقوَتِها |
|
وَلَيسَ مِن أَمَلٍ في قَهرِ سَطوَتِها | |
|
| فَلا تَرُم بِالمَعاصي كَسرَ شَهوَتِها |
|
إِنَّ الطَعامَ يَقوى شَهوَةَ النَهَمِ
|
وَلا تَنَلها الَّذي تَهوى إِلَيهِ وَلا | |
|
| تَلقى بِأَيديكَ فَرحاناً بِهِ جَذلا |
|
مَةن يَبغِ تَركاً لِشَيءِ صَدِّهِ وَسَلا | |
|
| وَالنَفسُ كَالطِفلِ أَن تُهمِلَهُ شَبَّ عَلى |
|
حُبِّ الرِضاعِ وَإِن تَفطِمُهُ يَنفَطِمِ
|
لا يَعدِمُ المَرءُ عَزماً إِن يوفيهِ | |
|
| إِلى التَثَبُّتِ في أَمرٍ لِيَقليهِ |
|
وَالنَفسُ تُغريكَ بِالأَدنى لِتَأتيهِ | |
|
| فَاِضرِف هَواها وَحاذِر إِن توليهِ |
|
إِنَّ الهَوى ما تَوَلّى يَصِمِ أَو يَصِمِ
|
النَفسُ ما لَم تُقيدُ فهيَ هائِمَةً | |
|
| كَنافَةَ ما لَها الحَيُّ شاكِمَة |
|
فَاِعقِل لَها وَتَوَكَّل وَهيَ قائِمَةً | |
|
| وَراعِها وَهيَ في الأَعمالِ سائِمَة |
|
وَإِن هِيَ اِستَحَلَّت المَرعى فَلا تَسَمِ
|
وَلا تُملِ نَحوَ ما شاءَتهُ قائِلَةٌ | |
|
| هَذا لَذيذٌ وَخالي الضُرِّ خائِلَة |
|
فَإِنَّها لا أَرانا اللَهُ غائِلَةً | |
|
| كَم حَسُنَت لِذَّةً لِلمَرءِ قاتِلَة |
|
مِن حَيثُ لَم يَدرِ إِنَّ السُمَّ في الدَسَمِ
|
ما المَرءُ مِنّا عَلى حالٍ بِمُنطَبَعِ | |
|
| إِن جاعَ جالَ وَإِن يَشبَعُ فَذو جَزعِ |
|
فَوَسطَ الحالِ في كُلٍّ بِلا جَشَعِ | |
|
| وَاِخشَ الدَسائِسَ مِن جوعٍ وَمِن شَبَعِ |
|
فَرُبَّ مَخمَصَةٍ شَرٌّ مِنَ التُخَمِ
|
وَالنَفسُ صُنها فَكَم نَفسٌ لَنا لَجَأَت | |
|
| إِلى حَرامٍ عَلَيهِ طالَما اِنكَفَأَت |
|
فَاِختَر لَها الحَلَّ وَاِستَغفِر إِذا خَطَأَت | |
|
| وَاِستَفرِغِ الدَمعَ مِن عَينٍ قَد اِمتَلَأَت |
|
مِنَ المَحارِمِ وَالزَم حَمِيَّةَ النَدَمِ
|
وَمَل إِلى الحَقِّ وَالإِنصافِ وَاِعلِها | |
|
| وَلا تُطِع مُستَهاماً في الهَوى نَهَما |
|
وَتابِعِ الدينَ وَالدِيانِ وَاِرضِها | |
|
| وَخالِفِ النَفسَ وَالشَيطانَ وَاِعصِها |
|
وَإِن هَما مَحضاكَ النُصحَ فَإِنَّهُم
|
النَفسُ ما مَرَّةً تُهديكَ أَمَن حَمى | |
|
| وَمَن أَبى مَرَّةً كَمَن واثِقاً بِعَمى |
|
فَلا تَخلِ فيهِما رُشداً وَلا حُكماً | |
|
| وَلا تُطِع مِنهُما خَصماً وَلا حِكَما |
|
فَأَنتَ تَعرِفُ كَيدَ الخَصمِ وَالحُكمِ
|
أَقولُ هَذا وَلَم أَنظُر إِلى عِلَلِ | |
|
| فيها تَمادَيتُ مِن نَهلٍ إِلى عِلَلِ |
|
فَذَلِكَ النُصحُ مِن جانٍ بِلا خَجَلِ | |
|
| أَستَغفِرُ اللَهَ مِن قَولٍ بِلا عَمَلِ |
|
لَقَد نَسَبتُ بِهِ نَسلاً لِذي عَقَمِ
|
وَقَعتُ وَاللَهِ تَحتَ النَقدِ وَالشِبهِ | |
|
| إِن كُنتَ أَو خُذ أَو قَولي بِموجَبِهِ |
|
عُذراً أَخا الوُدِّ إِنّي غَيرَ مُنتَبِهِ | |
|
| أَمَرتُكَ الخَيرَ لَكِن ما اِئتَمَرَت بِهِ |
|
وَما اِستَقَمتُ فَما قَولي لَكَ اِستَقِمِ
|
النَفسُ كانَت عَنِ الإِحسانِ غافِلَةً | |
|
| وَلَم تَزَل شَمسُ حَظّي عَنهُ آفِلَةً |
|
فَما اِتَّخَذَت مِنَ الأَعمالِ كافِلَةً | |
|
| وَلا تَزَوَّدَت قَبلَ المَوتُ نافِلَةً |
|
وَلَم أَصلِ سِوى فَرضٍ وَلَم أَصُمِ
|
وَلَيسَ حَظّي سِوى هَذا القُصورُ بِلى | |
|
| لَقَد جُرِرتُ بِأَهوائي لِكُلِّ بِلا |
|
وَلَيتَني لَم أَنَم لَيلي الطَويلَ وَلا | |
|
| ظَلَمَت سُنَّةُ مَن أَحيا الظَلامَ إِلى |
|
إِن اِشتَكَت قَدَماهُ الضُرَّ مِن أَلَمِ
|
أَحيا وَقامَ وَمِنهُ الذِكرُ حَيثُ ثَوى | |
|
| في الصَحوِ وَالنَومِ لِلَهِ العُلى سِوا |
|
وَكَم بِلا رَمَقٌ نَفَلُ الصِيامِ نَوى | |
|
| وَشَدَّ مِن سَغبِ أَحشاءِهِ وَطَوى |
|
تَحتَ الحِجارَةِ كَشَحاً مُترَفَ الأَدَمِ
|
وَلَم يَشُدَّ الحَشا مِن عَوزِ مَطلَبِ | |
|
| فَالخَيراتِ لَهُ مِن غَيرِ ما طَلَبِ |
|
لَهُ تَراءَت كُنوزُ الأَرضِ عَن كَثَبِ | |
|
| وَراوَدَتهُ الجِبالُ الشَمُّ مِن ذَهَبِ |
|
عَن نَفسِهِ فاراها إيما شَمَمِ
|
وَكَيفَ يَرضى وَقَد كانَت وَتيرَتُهُ | |
|
| حُبُّ القَناعَةِ ما قُلتُ ذَخيرَتُهُ |
|
بَل قَد أَبَتها إِبا زُهدٍ سيرَتُهُ | |
|
| وَأَكَّدتُ زُهدَهُ فيها ضَرورَتُهُ |
|
إِنَّ الضَروراتِ لا تَعلو عَلى العَصَمِ
|
نِعمَ نَرى العَوزَ قَد أَدّى لِكُلِّ شَجَنِ | |
|
| وَكَم بِصاحِبِهِ أَودى فَكادَ يَجنِ |
|
لَكِن سَيِّدَنا بِالنَفسِ حازَ غِنى | |
|
| وَكَيفَ تَدعو إِلى الدُنيا ضَرورَةَ مِنِ |
|
لَولاهُ لَم تَخرُجِ الدُنيا مِنَ العَدَمِ
|
لَولاهُ لَولاهُ لَم يَبدو سَنا القَمَرِي | |
|
| نِ وَالكَواكِبُ وَالإِنسُ وَمُطلَقُ شَي |
|
فَهوَ الأَساسُ لِتَكوينِ وَخَلقَةِ حَيِّ | |
|
| مُحَمَّدِ الكَونَينِ وَالثَقَل |
|
ينِ وَالفَريقَينِ مِن عَربٍ وَمِن عَجَمِ
|
رَسولُنا مَن لَهُ يَومُ الحِسابِ يَدٌ | |
|
| هِيَ الَّتي وَحدَها لِلمُلتَجى سَنَدِ |
|
وَليناً مَن لَنا تَصديقُهُ رَشَدُ | |
|
| نَبينا الآمِرِ الناهي فَلا أَحَدِ |
|
أَبَرَّ في قَولٍ لا مِنهُ وَلا نِعَمِ
|
في الهَذِهِ الدارُ قَد كانَت طَريقَتُهُ | |
|
| سَبيلُ فَوزٍ بِهِ سادَت جَماعَتُهُ |
|
وَفي المَعادِ وَيا لِلهَولِ حِليَتُهُ | |
|
| هُوَ الحَبيبُ الَّذي تَرَجّى شَفاعَتُهُ |
|
لَكِنَّ هَولٌ مِنَ الأَهوالِ مُقتَحَمٍ
|
لَمّا قَضى اللَهُ أَشهارً لِمَذهَبِهِ | |
|
| وَأَبلِغِ الأَمرَ جِبريلَ لِصاحِبِهِ |
|
بِقُم فَأَنذِر وَاِقرَأ بِاِسمِ نادِبِهِ | |
|
| دَعا إِلى اللَهِ فَالمُستَمسِكونَ بِهِ |
|
مُستَمسِكونَ بِحَبلٍ غَيرَ مُنفَصِمِ
|
لَم تَحكِهِ الشَمسُ في رَأدٍ وَلا أُفُقِ | |
|
| وَلَم يَكُن هَكَذا حُسنٌ بِمُتَّفَقِ |
|
فَلا عَجيبَ إِذا ما كانَ عَن أُفُقِ | |
|
| فاقِ النَبيينَ في خَلقٍ وَفي خَلقِ |
|
وَلَم يُدانواهُ في حِلمٍ وَلا كَرَمِ
|
وَما لِشَأنِهِم في الفَضلِ مُبتَخَسِ | |
|
| أَو عَنهُمُ الروحُ مِن ذي الطولِ مُحتَبَسِ |
|
بَل كُلُّهُم مِن جَلاِ اللَهِ مُقتَبَسِ | |
|
| وَكُلُّهُم مِن رَسولِ اللَهِ مُلتَمَسِ |
|
غَرَفاً مِنَ البَحرِ أَو رَشَفاً مِنَ الديمِ
|
فَهُم لِآلٍ وَطَهَ وَسطَ عَقدِهِم | |
|
| وَهُم بِمِقدارِهِ أَدرى وَقَدرُهُم |
|
مُمَجِّدونَ لَهُ مِن فَوقِ مَجدِهِم | |
|
| وَواقِفونَ لَدَيهِ عِندَ حَدِّهِم |
|
مِن نُقطَةِ العِلمِ أَو مِن شَكلَةِ الحُكمِ
|
وَكَيفَ لا وَهوَ سِرُّ اللَهِ خَيرَتُهُ | |
|
| مِن جُملَتِ سورَةِ التَفصيلِ سيرَتُهُ |
|
وَلَيسَ في الخَلقِ مِن تَحكيهِ سورَتُهُ | |
|
| فَهوَ الَّذي تَمَّ مَعناهُ وَصورَتُهُ |
|
ثُمَّ اِصطَفاهُ حَبيباً بارِئِ النَسَمِ
|
فَظاهِرُ الحُسنِ فيهِ مِثلُ باطِنِهِ | |
|
| وَما عَلَيها وَرُبى مِن مَقارِنِهِ |
|
كَلّا هُوَ الفَردُ في عَيني مَعانيهِ | |
|
| مُنَزَّهٌ عَن شَريكٍ في مَحاسِنِهِ |
|
فَجَوهَرُ الحُسنِ فيهِ غَيرَ مُنقَسِمِ
|
فَالمُرسَلونَ تُضاهيهِ بِأَيهَمٍ | |
|
| وَزيهٍ بَيَّنَ مِن بَينِ زِيِّهِم |
|
فَإِن تُرِد مَدحَهُ في نَشرِ طَيِّهِم | |
|
| دَع ما اِدَّعَتهُ النَصارى في نَبِيِّهِم |
|
وَاِحكُم بِما شِئتَ مَدحاً فيهِ وَاِحتَكِمِ
|
وَقُل وَناظِر وَفاخِر كُلِّ ذي صَلَفِ | |
|
| بِبَعضِ ما حازَ مِن فَضلٍ وَمِن طَرَفِ |
|
وَقُم بِأَرفَعِ مَنصوبٍ عَلى شَرَفِ | |
|
| وَاِنسَب إِلى ذاتِهِ ما شِئتَ مِن شَرَفِ |
|
وَاِنسِب إِلى قَدرِهِ ما شِئتَ مِن عَظَمِ
|
وَما يُقالُ وَرَبُّ الحَمدِ جَملُهُ | |
|
| بِكُلِّ مَدحٍ إِذا ما الفَضلُ جَمَّ لَهُ |
|
وَاللَهُ ما عِندَنا وَحيَ لِنُنزِلَهُ | |
|
| فَإِنَّ فَضلَ رَسولِ اللَهِ لَيسَ لَهث |
|
حَدُّ فَيَعرُبَ عَنهُ ناطِقَ بِفَمِ
|
وَكَيفَ يُعرِبُ أَو يَلقى فَماً | |
|
| يُجيدُ مَدحاً بِهِ لِلمُصطَفى قَدَما |
|
فَوَالَّذي أَرغَمَ الأَعدا بِهِ كَظَماً | |
|
| لَو ناسَبتَ قَدرَهُ أَياتِهِ عَظَما |
|
أَحيا اِسمُهُ حينَ يَدَّعي دارِسَ الرِمَمِ
|
اِنظُر لِما كانَ مِن عالي تَأَدُّبِهِ | |
|
| وَحُسنَ أَخلاقِهِ سُبحانَ واهِبِهِ |
|
فَمَن لِطَيفِ سَجاياهُ وَطيبِهِ | |
|
| لَم يَمتَحِنا بِما تَعيا العُقولُ بِهِ |
|
حِرصاً عَلَينا فَلَم نُرَتِّب وَلَم نَهِمِ
|
جَلَّ القَديرُ لَهُ فَوقَ العُقولِ بَرى | |
|
| فَكُلُّهُ مُعجِزَ إِدراكِهِ البَشَرا |
|
لِذاكَ كانَ إِذا ما غابَ أَو حَضَرا | |
|
| أَعيا الوَرى فَهُم مَعناهُ فَلَيسَ يَرى |
|
في البُعدِ وَالقُربِ فيهِ غَيرَ مُنفَحِمِ
|
قَد كانَ مِن لُطفِهِ لَم يَخشَ مِن أَحَدِ | |
|
| وَهوَ المَهيبُ وَجَلَّ القَدرُ عَن أَسَدِ |
|
لَكِنَّهُ وَهوَ أَعلا كُلَّ ذي صَعَدِ | |
|
| كَالشَمسِ تَظهَرُ لِلعَينَينِ مِن بُعدِ |
|
صَغيرَةً وَتَكلُ الطَرفَ مِن أُمَمِ
|
ما كانَ مِن عارِفٍ فينا خَليقَتُهُ | |
|
| عَلى الحَقيقَةِ لَم يُخطِئ طَريقَتُهُ |
|
بَل عَنهُ نِمنا وَلَم نُدرِك هِدايَتُهُ | |
|
| وَكيَفَ يُدرِكُ في الدُنيا حَقيقَتُهُ |
|
قَومٌ نِيامٌ تَسلو عَنهُ بِالحِلمِ
|
وَمَن تَقدِرُهُ مِنّا لَهُ فَكِّر | |
|
| بِحَقِّ مِقدارِهِ مَهما اِنتَهى نَظَر |
|
وَما يُقالُ وَأَقضى قَولَنا قَصَر | |
|
| فَمَبلَغُ العِلمِ فيهِ إِنَّهُ بَشَر |
|
وَإِنَّهُ خَيرَ خَلقِ اللَهِ كُلُّهُم
|
آياتِ ذي العَرشِ أَقصاها واقُربُها | |
|
| مِمّا حَوّى اللَوحُ في أَعلا مَراتِبِها |
|
بِهِ لَنا اِتَّصَلَت أَضوا كَواكِبَها | |
|
| وَكُلُّ آيِ أَتى الرُسُلِ الكِرامِ بِها |
|
فَإِنَّما اِتَّصَلَت مِن نورِهِ بِهِم
|
فَلَم تَكُن آيَةَ جِبريلِ كاتِبِها | |
|
| في سابِقِ الدَهرِ إِلّا وَهوَ صاحِبِها |
|
وَعَن يَدِ الرُسُلِ قَد لاحَت ثَواقِبَها | |
|
| فَإِنَّهُ شَمسُ فَضلٍ هُم كَواكِبُها |
|
يَظهَرنَ أَنوارُهُ لِلناسِ في الظَلمِ
|
هُوَ الحَليمُ الَّذي ما شانُهُ نَزَق | |
|
| وَذو الجَبينِ الَّذي كَالبَرقِ مُؤتَلَقِ |
|
فيهِ الجَمالُ وَحُسنُ الطَبعِ مُتَّفَقِ | |
|
| أَكرَمَ بِخَلقِ نَبي زانَهُ خَلقِ |
|
بِالحُسنِ مُشتَمِلٌ بِالبَشَرِ مُتَّسَمِ
|
راعي النَظيرَ لَمّا أوتيهِ مِن تُحَفِ | |
|
| بِنُضرَةِ وَمُحَيّا صينَ عَن كَلَفِ |
|
تَجِدهُ مَعَ جودِهِ وَالغَيثُ في سَرَفِ | |
|
| كَالزَهرِ في تَرَفِ وَالبَدرِ في شَرَفِ |
|
وَالبَحرُ في كَرَمٍ وَالدَهرُ في هِمَمِ
|
عَلَيَّ قَدرُ بَهى في مَلاحَتِهِ | |
|
| قُوى جاشِ كَمي في شَجاعَتِهِ |
|
ما مِثلِهِ مِن نَبي في مَهابَتِهِ | |
|
| كَأَنَّهُ وَهوَ فَردٌ في جَلالَتِهِ |
|
في عَسكَرٍ حينَ تَلقاهُ وَفي حَشَمِ
|
حَوى لِثَغرٍ بَديعَ النَظمِ مُؤتَلَفِ | |
|
| وُحُسنُ لَفظٍ بِلا لَغوٍ وَلا هَرَفِ |
|
تَبارَكَ اللَهُ في وَصفٍ وَمُتَّصَفِ | |
|
| كَأَنَّما اللُؤلُؤُ المَكنونَ في صَدَفِ |
|
مِن مَعدَني مَنطِقٌ مِنهُ وَمُبتَسَمِ
|
بِكُلَّ ما جَلَّ ذو الإِجلالِ عَظمُهُ | |
|
| حَيّاً وَمَيِّتاً فَنالَ الحَظَّ أَعظَمُهُ |
|
قولوا لِمَن هامَ في وَردٍ وَأَعظَمُهُ | |
|
| لا طيبَ يَعدِلُ تُرباً ضَمَّ أَعظَمُهُ |
|
طوبى لِمُنتَشِقٍ مِنهُ وَمُلتَثَمِ
|
بِهِ بَدا اللَهث مِن أَنوارِ مَظهَرُهُ | |
|
| وَمِن قَديمٍ قَضى تَكوينُ جَوهَرِهِ |
|
وَعِندَما اِشتاقَتِ الدُنيا لِمَنظَرِهِ | |
|
| أَبانَ مَولِدُهُ عَن طيبِ عُنصُرِهِ |
|
يا طيبَ مُبتَدَاَ مِنهُ وَمُختَتَمِ
|
بدا الحَبيبُ وَمَن في الشَعبِ عَمَّهُم | |
|
| كُلُّ السُرورِ وَصارَ الأُنسُ بَينَهُم |
|
وَيَومٌ إِن كانَتِ البُشرى تَسُرُّهُم | |
|
| يَومَ تَفَرَّسَ فيهِ الفُرسُ لَهُمُ |
|
قَد أَنذَروا بِحُلولِ الوَيلِ وَالنَقَمِ
|
وَذاكَ يَومٌ بِهِ كَم قَد بَدَت بِدَعِ | |
|
| مِن نازِلاتٍ تَوَلّاهُم لَها هَلَعُ |
|
فَكُلُّ صَقعٍ غَدا مَبناهُ مُنصَقِعِ | |
|
| وَباتَ إيوانُ كِسرى وَهوَ مُنصَدِعِ |
|
كَشَملِ أَصحابِ كِسرى غَيرَ مُلتَئِمِ
|
فَالخَدنِ وَالزَوجِ وَالصَنونِ في لَهفِ | |
|
| وَعَظُمَ حُزنٌ عَلى ما خيفَ مِن تَلَفِ |
|
وَالمَلِكُ لِلخَسفِ قَد أَمسى عَلى شَرَفِ | |
|
| وَالنارُ خامِدَةَ الأَنفاسِ مِن أَسَفِ |
|
عَلَيهِ وَالنَهرُ ساهي العَينَ مِن سَدَمِ
|
وَالريحُ عاصِفَةً تَشتَدُّ غارَتُها | |
|
| كَالنارِ لِلزَرعِ لا يَرتَدُّ قارَّتُها |
|
وَأَعيُنُ الماءِ خانَتها غَزارَتُها | |
|
| وَساءَ ساوَةً إن غارَت بُحَيرَتُها |
|
وَردُ وارِدِها بِالغَيظِ حينِ ظَمى
|
تَرى مَكانَ اللَظى بَرداً وَذا طَلَلِ | |
|
| وَمَوضِعُ الماءِ حَرا راحَ عَن طَلَلِ |
|
سُبحانَ مِن حَولِ الأَحوالِ عَن حَولِ | |
|
| كَأَنَّ بِالنارِ ما بِالماءِ مِن بَلَلِ |
|
حَزَناً وَبِالماءِ ما بِالنارِ مِن ضَرَمِ
|
هَذا وَآمِنَةً بِالأَمنِ راتِعَةً | |
|
| وَالطَيرُ مِن فَوقِها بِاليَمَنِ ساجِعَة |
|
وَلِلمَلائِكَةِ التَسبيحَ سامِعَةً | |
|
| وَالجِنُّ تَهتِفُ وَالأَنوارُ ساطِعَة |
|
وَالحَقُّ يَظهَرُ مِن مَعنى وَمِن كَلَمِ
|
وَالكافِرونَ تَغشاهُم هُناكَ ظُلمُ | |
|
| وَباتَ كُلُّ صَحيحٍ مِنهُم بِأَلَمٍ |
|
حَتّى كَأَنَّما مُماطِراً وَأَلَمِ | |
|
| عَموا وَصَموا فاعِلانِ البَشائِرِ لَم |
|
يَسمَع وَبارِقَةَ الإِنذارِ لَم تَشِمِ
|
لَم يَلبَثِ الكُلَّ إِن كَلَت عَواهِنَهُم | |
|
| وَبانَ عَنهُم مَحابيهِم وَعائِنَهُم |
|
وَكانَ هَذا كَما أَنهى مَعايِنَهُم | |
|
| مِن بَعدِ ما أَخبَرَ الأَقوامَ كاهِنَهُم |
|
بانَ دينَهُم المِعوَجَّ لَم يَقُمِ
|
وَبَعدَ ما حَقَّقوا ما حَلَّ مِن عَطَبِ | |
|
| وَلَيسَ مِمّا قَضاهُ اللَهُ مِن هَرَبِ |
|
وَبَعدَما شاهَدوا في الأَرضِ مِن عَجَبِ | |
|
| وَبَعدَما عايَنوا في الأُفُقِ مِن شُهُبِ |
|
مَنقَضَةً وِفقَ ما في الأَرضِ مُن صَنَمِ
|
وَكانَ أَمرُ اِستِراقِ السمعِ مُلتَزِماً | |
|
| لَهُ مِنَ الجِنِّ مَن لِلخَطفِ مُعتَزِمِ |
|
فَكانَ مِن حَلِّ وَلي وَهوَ مُنخَرِمِ | |
|
| حَتّى غَدا عَن طَريقِ الوَحيِ مُنهَزِمِ |
|
مِنَ الشَياطينِ يَقفو أَثَرَ مُنهَزِمِ
|
لِوَقعَةِ الفيلِ قَبلاً غَيرَ مُشبَهة | |
|
| لَها بِبَدرٍ لَقَد صاروا كَمُنبَهَةِ |
|
إِذا قَد تَوَلّوا بِأَرواحِ مُدلَهَةٍ | |
|
| كَأَنَّهُم هَرَبا إِبطالَ أَبرَهَةِ |
|
أَو عَسكَرٌ بِالحَصى مِن راحَتَيهش رَمى
|
مِن راحَتي حاصِبُ عَينِ العِدا طَسَما | |
|
| وَما رَمى إِذ رَمى بَل ذو الجَلالِ رَمى |
|
وَكانَ أَلقى صَوبَ العِدا بِهِما | |
|
| نَبذاً بِهِ بَعدَ تَسبيحٍ بِبَطنِهِما |
|
نَبذُ المُسَبِّحِ في أَحشاءِ مُلتَقِمِ
|
وَكَم لَهُ طَلَبُ الأَعداءِ آبِدَةً | |
|
| مِن مُعجِزاتٍ تَراها العَينُ ناقِدَة |
|
وَكَي تَكونَ لَهُ الأَعيانُ شاهِدَةً | |
|
| جاءَت لِدَعوَتِهِ الأَشجارَ ساجِدَة |
|
تَمشي إِلَيهِ عَلى ساقي بِلا قَدَمِ
|
سارَت تَهُزُّ لِأَقلامٍ بِها اِنتَشَبَت | |
|
| لَها بَرى اللَهُ وَالأَعدا بِها اِنقَضَبَت |
|
فَلَو تَرى أَثَرَها مِن حَيثُما اِنقَلَبِت | |
|
| كَأَنَّما سَطرَت سَطراً لَما كَتَبَت |
|
فُروعُها مِن بَديعِ الخَطِّ في اللَقَمِ
|
وَلَم تَزَل زُمرَةَ الكُفّارِ ناكِرَةً | |
|
| لِكُلِّ آياتِهِ الكُبرى مُكابِرَة |
|
حَتّى الَّتي بَينَهُم كَالشَمسِ ظاهِرَةً | |
|
| مِثلَ الغَمامِ أَنّى سارَ سائِرَة |
|
تَقيهِ حَرَّ وَطيسَ لِلهَجيرِ حَمي
|
هَذا الَّذي قَلبُهُ شَقَّ المَليكَ لَهُ | |
|
| طِفلاً وَكَهلاً وَلِلأَعلاءِ أَهلَهُ |
|
يا جاحِدينَ عَلى عِلمِ فَضائِلِهِ | |
|
| أَقسَمتُ بِالقَمَرِ المُنشَقِّ أَن لَهُ |
|
مِن قَلبِهِ نِسبَةَ مَبرورَةِ القَسَمِ
|
أَلا تَرَونَ أُسديهِ مِن قَدَمِ | |
|
| وَما لَهُ فَوقَ ما لِلرُسُلِ مِن قَدَمِ |
|
مِثلَ المَسيرِ وَلا آثارٍ مِن قَدَمِ | |
|
| وَما حَوى الغارُ مِن خَيرٍ وَمِن كَرَمِ |
|
وَكُلُّ طَرفٍ مِنَ الكُفّارِ عَنهُ عَمى
|
قُبالَةَ الغارِ صارَ الجَميعُ مُزدَحِما | |
|
| لِظَنِّهِم أَنَّهُ آوى بِهِ أُمَما |
|
لَكِن حاميهِ بِاللُطفِ الخَفي حَمى | |
|
| فَالصِدقُ فيالغارِ وَالصَديقُ لَم يَرما |
|
وَهُم يَقولونَ ما بِالغارِ مِن أَرَمِ
|
رَأَوا حَماماً عَلى البابِ لَهُ اِشتَمَلا | |
|
| وَعَنكَبوتاً حَوالَيهِ عَلا وَمَلا |
|
وَمَن عَمى قَلبَهُم مِمّا بِهِم نَزَلا | |
|
| ظَنّوا الحَمامَ وَظَنّوا العَنكَبوتَ عَلى |
|
خَيرُ البَرِيَّةِ لَم تَنسُج وَلَم تَحِمِ
|
مَني يَتَّقِ اللَهِ لَم يَعبَأ بِراجِفَةٍ | |
|
| وَلا بِشَعواءَ لِلأَعمارِ خاطِفَة |
|
فَبِالتَوَكُّلِ في أَقوى مُزاحَفَةٍ | |
|
| وِقايَةَ اللَهِ أَغَت عَن مُضاعَفَة |
|
مِنَ الدُروعِ وَعَن عالٍ مِنَ الأَطَمِ
|
هَذا مُحَمَّدٌ مِن لَذنا بِجانِبِهِ | |
|
| وَنالَ كُلٌّ بِهِ أَقصى مَطالِبِهِ |
|
فَوالَّذي صانَهُ مِن سَومِ عائِبِهِ | |
|
| ما سامَني الدَهرُ يَوماً وَاِستَجَرتَ بِهِ |
|
أَلا وَنِلتَ جِواراً مِنهُ لَم يَضَمِ
|
كَلّا وَلا رامَ قَلبي نَيلَ مَقصَدِهِ | |
|
| مِن حُسنِ عَيشٍ يَهنيني بِأَرغَدِهِ |
|
أَو رُمتَ فَضلَ جَميلٍ مِن مَعودِهِ | |
|
| وَلا التَمَسَت غِنى الدارَينِ مِن يَدِهِ |
|
إِلا اِستَلَمَت النَدى مِن خَيرِ مُستَلِمِ
|
عَجَبَت مِن عابِثٍ في الصِدقِ قَولَهُ | |
|
| وَالوَحى في النَومِ بِالآياتِ وَأَصلَهُ |
|
يا مَعشَرَ الناسِ خَرَقَ ذاكَ أَم دَلَّهُ | |
|
| لا تُنكِروا الوَحى مِن رُؤياهُ إِن لَهُ |
|
قَلباً إِذا نامَتِ العَينانِ لَم يَنَمِ
|
أَلَم يَكُن ما رَأى مِن قَبلُ بِعثَتُهُ | |
|
| قَد كانَ كَالصُبحِ يَأتي في جَلِيَّتِهِ |
|
وَكَلُّكُم شاهِدوا مِصداقَ رُؤيَتِهِ | |
|
| وَذاكَ حينَ بُلوغٌ مِن نَوبَتِهِ |
|
فَلَيسَ يُنكِرُ فيهِ حالُ مَحتَلِمِ
|
أَما اِحتِمالُ حُصولِ الوَحيَ عَن سَبَبِ | |
|
| هَذا اِعتِزالٌ وَتَخطيطٌ بِلا أَدَبِ |
|
أَكلُ مَن رامَ وَحَيا جاءَ عَن طَلَبِ | |
|
| تَبارَكَ اللَهُ ما وَحيَ بِمُكتَسَبِ |
|
وَلا نَبي عَلى غَيبٍ بِمُتَّهَمِ
|
هَذا وَأَحمَدَ لا تَخفى نَزاهَتُهُ | |
|
| وَبِالأَمينِ دَعاهُ قَبلَ ناعِتِهِ |
|
وَفي المَصابِ وَردَ العَينِ آيَتِهِ | |
|
| كَم أَبرَأَت وَصَبا بِاللَمسِ راحَتَهُ |
|
وَأَطلَقَت أَربا مِن رِبقَةِ اللَمَمِ
|
أَلَم يَرَ الناسَ ما أَدَّتهُ بِعثَتُهُ | |
|
| وَما هَدَّتهُم بِهِ لِلحَقِّ شِرعَتُهُ |
|
فَقَد أَماتَت حَياةُ الكُفرِ نَشأَتُهُ | |
|
| وَأَحيَتِ السَنَةَ الشَهباءَ دَعوَتُهُ |
|
حَتّى حَكَت غُرَّةً في الأَعصَرِ الدَهِمِ
|
وَهَل تَناسَت وَقَد ضَنَت بِصَيبِها | |
|
| سَماءَ طيبَةٍ في أَبانٍ مَطلَبَها |
|
بِدَعوَةٍ مِنهُ أَو في صَوبِ ساكِبِها | |
|
| بِعارِضٍ جادَ أَو خَلَتِ البِطاحَ بِها |
|
سَيبٌ مِنَ اليَمِّ أَو سَيلٌ مِنَ العَرَمِ
|
وَكَم وَكَم آيَةً مِنهُ لَقَد بَهَرَت | |
|
| ذَوي العُقولِ وَفي الآقاقِ قَد نَشَرَت |
|
يا اَرمَداً عَينَهُ عَن نورِهِ جَهَرَت | |
|
| دَعني وَوَصفي آياتٌ لَهُ ظَهَرَت |
|
ظُهورَ نارِ القُرى لَيلاً عَلى عِلمِ
|
إِن قيلَ مُطريهِ لِمَ لِلشِعرِ مُلتَزِمٌ | |
|
| وَلُؤلُؤُ النَثرِ كَم يَبدو بِهِ عَظمُ |
|
أَقولُ ذا الشِعرِ أَحلا وَهوَ مُنسَجِمُ | |
|
| فَالدُرِّ يَزدادُ حُسناً وَهوَ مُنتَظِمُ |
|
وَلَيسَ يَنقُصُ قَدراً غَيرَ مُلتَئِمِ
|
وَأَيُّ مَدحٍ لَهُ أَنّى عَلا وَغلا | |
|
| مِن عاشِقيهِ إِلى ما أَملوا وَصَلا |
|
وَها أَنا مَن أَرادَ ذَلِكَ الأَمَلا | |
|
| فَما تَطاوَلَ آمالَ المَديحِ إِلى |
|
ما فيهِ مِن كَرَمِ الأَخلاقِ وَالشِيَمِ
|
لَمّا قَضى اللَهُ وَالدُنيا مُلَوَّثَةً | |
|
| بِالكُفرِ وَالكُفرُ بِالدِيانِ مَخبَثَةُ |
|
عَلَيهِ أَنزَلَ وَالذِكرى مُحدَثَةً | |
|
| آياتَ حَقٍّ مِنَ الرَحمَنِ مُحدَثَةُ |
|
قَديمَةٌ صِفَةَ المَوصوفِ بِالقَدِمِ
|
آياتُ حَقٍّ بِبَثِّ العَدلِ تَأمُرُنا | |
|
| تَنهى عَنِ السوءِ وَالفَحشاءِ تَحذِرُنا |
|
وَحَيثُ كانَت بِما في اللَوحِ تُنذِرُنا | |
|
| لَم تَقرِن بِزَمانٍ وَهيَ تُخبِرُنا |
|
عَنِ المَعادِ وَعَن عادِ وَعَن أَرَمِ
|
هَذا وَكَم كانَ مِن آيِ مُعَزَّزَةً | |
|
| عَنِ النَبِيينَ باتَت غَيرَ مُحرِزَةِ |
|
وَآيَنا وَعَداها كُلُّ مَغمَزَةٍ | |
|
| دامَت لَدَينا فَفاقَت كُلُّ مُعجَزَةِ |
|
مِنَ النَبِيينَ إِذ جاءَت وَلَم تَدُمِ
|
حَلَّت فَجَلَت لَدى الأَقوالِ عَن شِبهِ | |
|
| وَما بِها عارِضَ فيهِ بِمُشتَبَهِ |
|
حَتّى بَدَت وَهيَ مَرأى كُلِّ ذي أَبهِ | |
|
| مُحكَماتٍ فَما تُبقينَ مِن شِبهِ |
|
لِذي شَقاقِ وَما تَبغينَ مِن حُكمِ
|
كَم شاعِرٍ مُفلِقٍ أَو ناثِرٍ أَرِبِ | |
|
| لَدى السَماعِ لَها قَد هامَ مِن طَرَبِ |
|
وَفَوقَ ذا أَنَّها في كُلِّ مُضطَّرَبِ | |
|
| ما حورِبَت قَطُّ الأَعادِ مِن حَربِ |
|
أَعدى الأَعادي إِلَيها مَلقى السَلَمِ
|
أَجَلَّها اللَهُ في شَتّى مَخاوِضِها | |
|
| عَن اِختِلافٍ تَراهُ عَينُ داحِضها |
|
وَعِندَ كُلِّ جِدالٍ في مَعارِضِها | |
|
| رَدَت بَلاغَتُها دَعوى مَعارِضِها |
|
رَدَّ الغَيورُ يَدَ الجاني عَنِ الحَرَمِ
|
وَلا غَرابَةَ إِن قَد باتَ مِن حَسَدِ | |
|
| مِن هالِهِم أَمرَها في مُنتَهى النَكَدِ |
|
إِذ شاهَدوها كَمِثلِ اللُؤلُؤِ النَضِدِ | |
|
| لَها مَعانَ كَمَوجِ البَحرِ في مَدَدِ |
|
وَفَوقَ جَوهَرِهِ في الحُسنِ وَالقِيَمِ
|
عَنِ الهَوى نَزَّهتَ ما ضَلَّ صاحِبَها | |
|
| مَحفوظَةً أَبداً تَرعى مَذاهِبَها |
|
عَن قُدرَةِ اللَهِ قَد دَلَّت غَرائِبَها | |
|
| فَلا تَعدُ وَلا تُحصى عَجائِبَها |
|
وَلا تَسامُ عَلى الإِكثارِ وَبالسَأِمِ
|
هِيَ السَبيلُ لِمَن يَرجو مَؤمَلُهُ | |
|
| وَرِبحُ مِن عامِلِ الخُسرانِ عامِلُهُ |
|
في مَشهَدِ الفَجرِ ما أَهنى مُزاوِلُهُ | |
|
| قَرَّت بِها عَينُ قاريها فَقُلتُ لَهُ |
|
لَقَد ظَفِرتُ بِحَبلِ اللَهِ فَاِعتَصِمِ
|
وَهيَ النَجاةُ لِتالِ شَأنِها حِفظاً | |
|
| وَمِن مَعانٍ وَأسرارٍ لَها اِتَّعَظا |
|
فَإشن تَكُن ذا يَقينٍ عالَماً يَقَظا | |
|
| إِن تَتلُها خيفَةً مِن حُرِّ نارِ لَظى |
|
أَطفَأتُ حَرَّ لَظى مِن وَردِها الشَبَمِ
|
فَكُلُّ ساعٍ لَها يَرمي بِمَشرَبِهِ | |
|
| لِعَذبِ مَنهَلِها هانٍ بِمَشرَبِهِ |
|
وَفي الصَفاءِ لَقَد جَلَت عَنِ الشَبَهِ | |
|
| كَأَنَّها الحَوضُ تُبَيِّضُ الوُجوهَ بِهِ |
|
مِنَ العُصاةِ وَقَد جاؤَهُ كَالحِمَمِ
|
اِنظُر لَها صَفحاً جاءَت مُعَدَّلَةً | |
|
| فيها تَرى كُتُباً عَلياءَ مُنَزَّلة |
|
فَكَالحِسابِ لَنا قَدراً وَمُنَزَّلةً | |
|
| وَكَالصِراطِ وَكَالميزانِ مُعدَلَّة |
|
فَالقِسطُ مِن غَيرِها في الناسِ لَم يَقُمِ
|
أَسمَعُ وَأُبصِرُ بِها قَد فازَ مَكبَرُها | |
|
| فَالفَضلُ وَالعَدلُ وَالإِحسانُ مِحوَرُها |
|
وَإِذ عَلِمتُ بانَ الحَقُّ جَوهَرُها | |
|
| لا تُعجِبَن لِحَسودٍ قامَ يُنكِرُها |
|
تَجاهُلاً وَهوَ عَينُ الحاذِقِ الفَهِمِ
|
وَما عَلَينا إِذا ما كانَ ذو أَودِ | |
|
| لَم يَعتَرِف بِمَعانيها لَدى أَحَدِ |
|
فَدَعهُ يُنكِرُ أَو يَرتابُ في نَكَدِ | |
|
| قَد تُنكِرُ العَينُ ضوءَ الشَمسِ مِن رَمَدِ |
|
وَيُنكِرُ الفَمَ طَعمَ الماءِ مِن سَقَمِ
|
يا ذُخرَ مَن أَتعَبَ الأَعوازَ راحَتَهُ | |
|
| وَمَن لَهُ مَدَّ ذو الحاجاتِ راحَتَهُ |
|
يا مُحسِناً كُلَّنا نَرجو سَماحَتُهُ | |
|
| يا خَيرَ مَن يَمَّمَ العافونَ ساحَتَهُ |
|
سَعياً وَفَوقَ ظُهورِ الأَينَقِ الرَسَمِ
|
وَمَن لَهُ اِختارَ رَبُّ العَرشِ مُن مُضَرِ | |
|
| وَفي السَماءِ لَهُ ما جَلَّ مِن أَثَرِ |
|
وَمَن هُوَ الغايَةُ الحُسنى لَمُدَّكَرِ | |
|
| وَمَن هُوَ الآيَةُ الكُبرى لِمُعتَبِرِ |
|
وَمَن هُوَ النِعمَةُ العُظمى لِمُغتَنِمِ
|
مَن ذا يُجاريكَ في شَرخٍ وَفي هَرَمِ | |
|
| وَمَن يُباريكَ في فَخرٍ وَفي كَرَمِ |
|
يَكفيكَ إِنَّكَ وَالأَقوامُ في حِلمِ | |
|
| سَرَيتَ مِن حَرَمِ لَيلاً إِلى حَرَمِ |
|
كَما سَرى البَردُ في داجٍ مِنَ الظَلَمِ
|
وافَت مَلائِكَةُ الرَحمَنِ مُرسَلَةً | |
|
| لِلوَصلِ تَدعوكَ بِالبُشرى مُهَلَّلَة |
|
فَقُمتُ تَغنِمَها نُعمى مُعجِلَةً | |
|
| وَبِتُّ تَرقى إِلى أَن نِلتَ مَنزِلة |
|
مَن قابَ قَوسَينِ لَم تُدرِكَ وَلَم تَرُمِ
|
لِلقُدسِ مِن مَكَّةَ قَد سَرَت مُنتَبِها | |
|
| لِتَشهَدَنَّ مِنَ الآياتِ أَعجَبَها |
|
ثُمَّ اِنتَهَيتُ إِلى العَليا بِكُلِّ بِها | |
|
| وَقَدَمتُكَ جَميعَ الأَنبِياءِ بِها |
|
وَالرُسُلُ تَقديمَ مَخدومٍ عَلى خَدَمِ
|
عَلَيكَ حاموا بِقُدسِ اللَهِ مَعبَدَهُم | |
|
| وَأَنتَ وَالكافُ مُلغةُ كَقائِدِهِم |
|
أَلا رَآكَ فَريقَ مِن مَذاهِبِهِم | |
|
| وَأَنتَ تَختَرِقُ السَبعَ الطِباقَ بِهِم |
|
في مَوكِبٍ كُنتَ فيهِ صاحِبَ العِلمِ
|
وَبَعدَ أَن جَزَت ما عَطَرَت مِن أُفقِ | |
|
| بِنَفخِ طيبٍ عَلى أَرجائِهِ عَبِقِ |
|
جاوَزتَ ما لَم يُجاوِزُ مِن طُرُقِ | |
|
| حَتّى إِذا لَم تَدَع شَأوا لِمُستَبَقِ |
|
مِنَ الدُنو وَلا مَرقى لِمُستَلِمِ
|
بَلَغَت أَسنى سَنا بِالعِلمِ جاءَكَ مُذ | |
|
| رَقيتَ سِلمَ فَضلٍ عَنهُ غَيرَكَ بِذِ |
|
وَمُذ عَلَوتَ أَنتَ في مَقامِكَ فَذ | |
|
| خَفَضتَ كُلُّ مَقامٍ بِالإِضافَةِ إِذ |
|
نوديتَ بِالرَفعِ مِثلرِ المَفرَمِ العِلمِ
|
فَكُنتُ أَوَّلَ مَنظورٍ وَمُنتَظِرِ | |
|
| في باحَةٍ لَن وَلَن تَجتازُ مِن بَشَرِ |
|
ثُمَّ اِنفَرَدَت بِقُدسِ جَلَّ عَن نَظَرِ | |
|
| كَيما تَفوزُ بِوَصلِ أَيِّ مُستَتِرِ |
|
عَنِ العُيونِ وَسِرُّ أَيِّ مُكتَتَمِ
|
سُبحانَهُ وَتَعالى جَلَّ مِن مُلكِ | |
|
| في الفَلَكِ آياتِهِ تَبدو وَفي الفَلَكِ |
|
بِالقُربِ أَولاكَ عَن مُلكٍ وَعَن مَلِكِ | |
|
| فَحُزتُ كُلَّ فِخارٍ غَيرَ مُشتَرِكِ |
|
وَجُزتَ كُلَّ مَقامٍ غَيرَ مُزدَحِمِ
|
هُنا حَظيتَ بِقُربٍ دونَ ما حَجَبٍ | |
|
| وَنِلتَ ما لَم يَكُن في ظَنِّ مُحتَسِبِ |
|
فَحُقَّ إيثارٍ ما أوتيتَ مِن أَرَبِ | |
|
| وَجَلَّ مِقدارُ ما وَليتَ مِن رُتَبِ |
|
وَعَزَّ أَدراكَ ما أوليتَ مِن نِعَمِ
|
وَالشُكرُ اللَهِ كانَ الفَوزُ شامِلَنا | |
|
| إِذ بِالشَفاعَةِ شُيِّدَت موئِلَنا |
|
اللَهُ أَكبَرُ ما أَعلا مَنازِلَنا | |
|
| بُشرى لَنا مَعشَرَ الإِسلامِ إِن لَنا |
|
مِنَ العِنايَةِ رُكناً غَيرَ مُنهَدِمِ
|
فَنَحنُ قَبلُ المَلا عَتقا كَرامَتِهِ | |
|
| وَخَيرُهُم أُمَّةٌ في ظِلِّ رايَتِهِ |
|
وَحاصِلُ الأَمرِ لا يَخفى بِحالَتِهِ | |
|
| لِما دَعى اللَهُ داعينا لِطاعَتِهِ |
|
بِأَكرَمَ الرُسُلَ كُنّا أَكرَمَ الأُمَمِ
|
دَعا فَكانَ لَنا حَظٌّ بِشَرعَتِهِ | |
|
| وَالأَشقِياءُ دَهى كُلٌّ بِرَوعَتِهِ |
|
فَإِنَّهُ عِندَ ما قامَ بِدَعوَتِهِ | |
|
| راعَت قُلوبُ العِدا أَنباءَ بِعثَتِهِ |
|
كَنَبأَةٍ أَجفَلَت غَفلاً مِنَ الغَنَمِ
|
أَرادَ يُنقِذَهُم لِلنورِ مِن حِلِّكَ | |
|
| أَوجَزَيةَ مِنهُم تَأتي بِلا مَحكِ |
|
فَمَن أَبوا غَيرَ حَربٍ مِنهُ مُشتَبِكِ | |
|
| ما زالَ يَلقاهُم في كُلِّ مُعتَرِكِ |
|
حَتّى حَكوا بِالقَنا لِحِما عَلى وَضَمِ
|
حَمِيَ الوَطيسُ وَخالوا وَسطَ غَيهَبِهِ | |
|
| بَرقَ اِنتِصارِ تَحَدّاهُم بِخَلبِهِ |
|
وَإِذ لَقوا المَوتَ نَشاباً بِمَنخلَبِهِ | |
|
| وَدّوا الفِرارَ فَكادوا يَغبِطونَ بِهِ |
|
أَشلاءَ شالَت مَعَ العِقبانِ وَالرَخَمِ
|
كانوا يَعُدّوانَ قَبلَ الحَربِ عُدَّتُها | |
|
| بِكُلِّ وَسعٍ وَيَستَقصونَ مُدَّتَها |
|
فَأَصبَحوا مُذ رَأوا ناراً وَشِدَّتُها | |
|
| تَمضي اللَيالي وَلا يَدرونَ عُدَّتَها |
|
ما لَم تَكُن مِن لَيالي الأَشهُرِ الحُرُمِ
|
أَمّا الصَحابَةُ مَن خَلوا تِجارَتَهُم | |
|
| وَلَم يُبالوا بِجوعٍ هَدَّت راحَتُهُم |
|
فَفي ذَبيحِ العِندا أَبدوا سَماحَتَهُم | |
|
| كَأَنَّما الدينُ ضَيفُ حِلِّ ساحَتِهِم |
|
بِكُلِّ قَرمٍ إِلى لَحمِ العِدا قَرَمِ
|
وَالمُصطَفى بِرُسومٍ مِنهُ ناجِحَةً | |
|
| وَفِكرَةً في قَريبِ الفَتحِ طامَحَةِ |
|
يَأتيهِم وَهوَ ناوٍ كُلَّ صالِحَةٍ | |
|
| يَجُرُّ بَحرَ خَميسٍ فَوقَ سابِحَةِ |
|
يَرمي بِمَوجٍ مِنَ الأَبطالِ مُلتَطِمِ
|
جيشَ تَآخي بِهِ في اللَهِ كُلَّ أَبي | |
|
| أَجَلَّهُ اللَهُ عَ رُعبٍ وَعَن نَصَبِ |
|
مُؤلِفٍ مِن رِجلِ سادَةِ نَخبِ | |
|
| مِن كُلِّ مُنتَدِبٍ لِلَهِ مُحتَسِبِ |
|
يَستطو بِمُستَأصِلٍ لِلكُفرِ مُصطَلَمِ
|
فَأَصبَحَ القَومُ خَوفاً مِن مَضارِبِهِم | |
|
| لا يَخرُجونَ فُرادى مِن مَارِبِهِم |
|
وَهَكَذا عَزَّزوا مَرهوبَ جانِبِهِم | |
|
| حَتّى غَدَت مِلَّةُ الإِسلامِ وَهيَ بِهِم |
|
مِن بَعدِ غُربَتِها مَوصولَةَ الرَحِمِ
|
ظَلَّت تَعِزُّ بِهِم وَالقَومُ في حَربٍ | |
|
| كَأَنَّ أَمعاءَهُم لَفَتَ عَلى حَربِ |
|
وَلَم تَزَل رَغمَهُم في الدَهرِ وَالحِقَبِ | |
|
| مَكفولَةً أَبَداً مِنهُم بِخَيرِ أَبِ |
|
وَخَيرِ بَعلٍ فَلَم تَيَتَّمَ وَلَم تَئِمِ
|
حَيّاهُمُ اللَهُ ما أَدهى عَزائِمَهُم | |
|
| لَدى الكِفاحِ وَما أَوهى مَقاوِمُهُم |
|
قولوا لِمَن غابَ لَم يَشهَد تَصادُمَهُم | |
|
| هُمُ الجِبالُ فَسَل عَنهُم مَصادِمَهُم |
|
ماذا رَأى مِنهُم في كُلِّ مُصطَدِمِ
|
وَسَل قَريظَةً وَالأَحزابِ مُفتَقِداً | |
|
| رَأياً لِسَعدٍ بِهِ الأَعدا اِتَدَّت أَبَدا |
|
وَمِن جِزامَ فَسَل مَن صَفَدوا صَفَدا | |
|
| وَسَل حَنينَاً وَسَل بَدراً وَسَل أُحُدا |
|
فُصولُ حَتفٍ لَهُم أَدهى مِنَ الوَخَمِ
|
وَالصَحبُ ثُمَّ بِأَسيافٍ قَد اِتَّقَدَت | |
|
| وَاِصفو مِنها أَعادَ بِالعَداءِ بَدَت |
|
كانةوا يَرَونَ وَغَبرَ الحَربِ قَد عَقَدَت | |
|
| المَصدَري البيضَ حَمرا بَعدَما وَرَدَت |
|
مِنَ العِدا كُلَّ مَسودٍ مِنَ اللَمَمِ
|
كَما خَدوا وَالقَنا مِنهُم قَد اِشتَبَكَت | |
|
| بَينَ الضُلوعِ وَلَلأَلواحِ قَد نَهَكَت |
|
الناسِخينَ لِأَشباحٍ لَقَدَ هَلَكَت | |
|
| وَالكاتِبينَ بِسُمرِ الخَطِّ ما تَرَكَت |
|
أَقلامُهُم حَرفَ جِسمٍ غَيرَ مُنعَجِمِ
|
تَراهُم وَالعِدا هَمَّت تُناهِزُهُم | |
|
| وَغارِفيهِم يَشُقُّ القَلبَ بارِزَهُم |
|
بَينَ الصُفوفِ ما قَد كِدتَ تَفرِزَهُم | |
|
| شاكي السِلاحَ لَهُم سيما تَميزَهُم |
|
وَالوَردُ يَمتازُ في السيما عَنِ السِلمِ
|
أَرادَ مَولاكَ أَعلاهُم وَنَصرَهُم | |
|
| وَأَظهَرَ الحَربُ لِلفِجارِ قَدرَهُم |
|
حَتّى اِنثَنوا بِأَريحِ الفَخرِ دَهرَهُم | |
|
| تَهدي إِلَيكَ رِياحُ النَصرِ نَشرَهُم |
|
فَتَحسَبُ الزَهرَ في الأَكمامِ كُلَّ كَمي
|
لَوافِحُ الحَرِّ خالوها نَسيمَ صِبا | |
|
| وَقَعقَعاتِ السِلاحِ المُنتَضي طَرَبا |
|
أَما الثَبّاتُ فَقُل ما شِئتَهُ عَجَبا | |
|
| كَأَنَّهُم في صُدورِ الخَيلِ نَبتٌ رَبا |
|
مِن شِدَّةِ الحَزمِ لا مِن شِدَّةِ الحَزمِ
|
لَم يَترُكوا سِلماً في الأَرضِ أَو نَفَقا | |
|
| لِيُشرِقوا النَصرَ مِن صُبحِ المُنى فَلَقا |
|
وَكُلَّما شوهِدوا في جَمعِهِم فَرَقا | |
|
| طارَت قُلوبُ العِدا مِن بِأسِهِم فَرَقا |
|
كَما تَفَرَّقَ بَينَ البَهمِ وَالبَهمِ
|
وَهَكَذا كانَ جَيشُ اللَهِ فَكَّرتَهُ | |
|
| أَن يَهزِمَ الجَمعَ لا تُجديهِ كَثرَتُهُ |
|
وَكَيفَ تُثبِتُ حَولَ الصَبِّ زُمرَتُهُ | |
|
| وَمَن تَكُن بِرَسولِ اللَهِ نُصرَتُهُ |
|
إِن تَلقَهُ الأَسَدُ في آجامِها تَجِمِ
|
فَبَأسُهُ حاصِلٌ مِن بَأسِ مُقتَدِرِ | |
|
| وَفَضلُهُ شامِلٌ يَأتي عَلى قَدرِ |
|
فَما غَنّى إِلَيهِ مُفتَقَرِ | |
|
| وَلَن تَرى مَن وَلّى غَيرَ مُنتَصِرِ |
|
بِهِ وَلا مِن عَدُوٍّ غَيرَ مُنقَصِمِ
|
لَمّا رَأى الكُفرَ في غاياتِ شِدَّتِهِ | |
|
| وَقُل مَن قَد نَجوا مِن ضَيرِ عِلَّتِهِ |
|
لِلأَمنِ مِن شَرِّهِ في حالِ قُوَّتِهِ | |
|
| أَحَلَّ أُمَّتَهُ في حَرزِ مِلَّتِهِ |
|
كَاللَيثُ حَلَّ مِنَ الأَشبالِ في أَجَمِ
|
كَم جادَلَ القَومَ في أَمرٍ لَهُ جَلَلُ | |
|
| وَكَم أَتوهُ بِتَسآلٍ عَلى دَخلِ |
|
وَفي الإِجابَةِ عَن كُلٍّ بِلا زَلَلِ | |
|
| كَم جَدَلتَ كَلِماتِ اللَهِ مِن جَدِلِ |
|
فيهِ وَكَم خَصَمَ البُرهانُ مِن خَصمِ
|
وَكَم مَلَحَّ بِجَهلٍ ظَنَّ مُعجِزَةً | |
|
| فيهِ وَآدابِهِ رَدَّتهُ مُعجِزَةً |
|
يا جاهِلاً لَم يَحُز نَفساً مُمَيَّزَةً | |
|
| كَفاكَ بِالعِلمِ في الأُمِّيِّ مُعجِزَةً |
|
في الجاهِلِيَّةِ وَالتَأديبِ في اليُتمِ
|
رُحماكَ رَبّي فَقَلبي في تَقَلُّبِهِ | |
|
| لَم يَرعَ خِدمَةَ الفَضلِ واهِبُهُ |
|
وَها أَنا الآنَ حُبّاً في تَقُرُّبِهِ | |
|
| خِدمَتُهُ بِمَديحٍ اِستُقيلَ بِهِ |
|
ذُنوبُ عُمرٍ مَضى في الشِعرِ وَالخَدَمِ
|
لا يَرتَجي مِن نَشيدِ الشِعرِ راغِبِهِ | |
|
| وَخِدمَةِ الناسِ إِلّا ما يُشاغِبُهُ |
|
قَد أَورَثاني هُما لا أَغالِبِهِ | |
|
| إِذ قَلَّداني ما تَخشى عَواقِبُهُ |
|
كَأَنَّني بِهِما هُدى مِنَ النِعَمِ
|
ما حيلَتي وَالهَوى غَشّى العُيونَ عَمى | |
|
| وَلِلشَبيبَةِ حُكمٌ في الصِغارِ رَمى |
|
أَنا المُلامُ إِذا ما قُلتُ وَاِندَما | |
|
| أَطَعتُ غَيَّ الصِبا في الحالَتَينِ وَما |
|
حَصَلتُ إِلّا عَلى الآثامِ وَالنَدَمِ
|
بِسوقِ دُنيايَ نَفسي في دَعارَتِها | |
|
| لِلدينِ باعَت لِتَشري مِن نَضارَتِها |
|
وَهَكَذا رُحتُ مَغبوناً بِشارَتِها | |
|
| فَيا خَسارَةَ نَفسٍ في تِجارَتِها |
|
لَم تَشتَرِ الدينَ بِالدُنيا وَلَم تَسِمِ
|
لَقَد شَرَت بَرَّ لَهوٍ في سَنابِلِهِ | |
|
| بِبَرِّ بَرٍّ رَأَت بُعداً لِقابِلِهِ |
|
فَكانَ شَرُّ مَبيعٍ في أَوائِلِهِ | |
|
| وَمَن يَبِع عاجِلاً مِنهُ بِآجِلِهِ |
|
يُبنُ لَهُ الغُبنَ في بَيعٍ وَفي سِلمِ
|
لَكِن أَراني وَما صَدري بِمُنقَبِضِ | |
|
| إِنَّ اِجتِنابي وَشَأني غَيرَ مُعتَرِضِ |
|
بَلى أَومَلَ أَنّي رَغمَ مُعتَرِضِ | |
|
| أَن آتٍ ذَنباً فَما عَهدي بِمُنتَقِضِ |
|
مِنَ النَبِيِّ وَلا حَبلي بِمُنصَرِمِ
|
كَما أُؤَمِّلُ في جَدواهُ تَحلِيَتي | |
|
| بِما يَكونُ بِهِ في الحَشرِ تَزكِيَتي |
|
وَلَيسَ يَخطُرُ في الأَذهانِ تَنحِيَتي | |
|
| فَإِنَّ لي ذِمَّةً مِنهُ بِتَسمِيَتي |
|
مُحَمَّداً وَهوَ أَوفى الخَلقِ بِالذِمَمِ
|
وَمَن سِواهُ لَدى الشَداتتِ مُعتَمِدي | |
|
| في شَدِّ أَزري وَلَيسَ غَيرُهُ سَنَدي |
|
فَوَالَّذي خَصَّهُ بِالعَونِ وَالمَدَدِ | |
|
| إِن لَم يَكُن في مَعادي آخِذاً بِيَدي |
|
فَضلاً وَإِلّا فَقُل يا زَلَّةَ القَدَمِ
|
وَهَل يَظُنُّ جَدَلاً أَنَّ خادِمَهُ | |
|
| يَبوءُ بِالرَدِّ مُحروماً مَراحِمُهُ |
|
كَلّا فَمَن تَكُنِ الحُسنى دَعائِمُهُ | |
|
| حاشاهُ أَن يُحرَمَ الراجي مَكارِمُهُ |
|
أَو يُرجِعَ الجارُ مِنهُ غَيرَ مُحتَرِمِ
|
فِكري نِعمَ كانَ قَد أَجرى سَوانِحُهُ | |
|
| إِنَّ التَخَلُّصَ لَم أَشمُم رائِحُهُ |
|
لَكِن عَلى فَضلِهِ أَلقى مَطامِحُهُ | |
|
| وَمُنذُ أَلزَمتُ أَفكاري مَدائِحُهُ |
|
وَجَدتُهُ لِخَلاصي خَيرَ مُلتَزِمِ
|
طوبى لِراجيهِ في ضيقٍ إِذا نَشَبَت | |
|
| يَدُ الزَمانِ بِهِ وَالحالُ قَد صَعُبَت |
|
فَهوَ الثَراءُ بِعَينِ قَط ما نَضَبَت | |
|
| وَلَن يَفوتَ الغِنى مِنهُ يَداً تَرَبَت |
|
إِنَّ الحَيا يُنبِتُ الأَزهارَ في الأَكَمِ
|
وَما اِمتِداحي أَبا الزَهراءِ مَن وَصَفَت | |
|
| بِهِ الكَمالاتِ الآنِيَةِ وَصَفَت |
|
فَلَيسَ لي فِكرَةٌ في غَيرِهِ اِنصَرَفَت | |
|
| وَلَم أُرِد زَهرَةَ الدُنيا الَّتي اِقتُطِفَت |
|
يَدا زُهَيرَ بِما أَثنى عَلى هَرَمِ
|
كَم جَرَّني الدَهرُ في مَجرى تَقَلُّبِهِ | |
|
| وَلَم يُجرِني صَديقٌ في تَغَلُّبِهِ |
|
هَيهاتَ مِن مُنجِدٍ مِنهُم بِصَيبِهِ | |
|
| يا أَكرَمَ الرُسُلِ ما لي مِنَ الوذ بِهِ |
|
سِواكَ عِندَ حُلولِ الحادِثِ العَمَمِ
|
إِن لَم تُعِرني التِفاتاً مِنكَ وَاِحرِبي | |
|
| وَإِن تُعِدني بِجَبرِ الكَسرِ وَاِطرِبي |
|
فَالعَبدِ مِن وَلَدِ السَبطَينِ في نَسَبِ | |
|
| وَلَن يَضيقَ رَسولَ اللَهِ جاهَكَ بي |
|
إِذا الكَريمُ تَجَلّى بِاِسمِ مُنتَقِمِ
|
وَإِن تَكُن خُطَّتي وَقَيتُ شُرتَها | |
|
| قَد سُوِّدَت بِمَدادِ الوِزرِ صورَتَها |
|
بَيَّضَ بِفَضلِكَ يا مَولايَ صَفحَتَها | |
|
| فَإِنَّ مِن جودِكَ الدُنيا وَضُرَّتَها |
|
وَمِن عُلومِكَ عِلمُ اللَوحِ وَالقَلِمِ
|
لَقَد غَدَوتَ وَلي قَلبٌ قَد اِرتَسَمَت | |
|
| لِلعَطفِ فيهِ مَعانٍ بِالرِضا اِتَّسَمَت |
|
أَقولُ لِلنَفسِ إِن شُذتَ أَو اِرتَكَبتَ | |
|
| يا نَفسِ لا تَقنَطي مِن زِلَّةٍ عَظُمَت |
|
إِنَّ الكَبائِرَ في الغُفرانِ كَاللِمَمِ
|
أَحكامُ رَبّي وَإِن تَجهَل مَراسِمَها | |
|
| قُل يا عِبادي بِها تَبدو مَعالِمَها |
|
وَمَن يَلُم بِما تَقضي مَراحِمَها | |
|
| لَعَلَّ رَحمَةَ رَبّي حينَ يَقسِمَها |
|
تَأتي عَلى حَسَبِ العِصيانِ في اِنقَسَمِ
|
يا رَبِّ أَنّي نَقَلتُ الحالَ مِن وَجَسِ | |
|
| لِحُسنِ ظَنٍّ بِقَلبٍ غَيرَ مُبتَئِسِ |
|
فَاِجمَع لِيَ العَفوَ وَالحُسنى بِلا وَكسِ | |
|
| يا رَبِّ وَاِجعَل رَجائي غَيرَ مُنعَكِسِ |
|
لَدَيكَ وَاِجعَل حِسابي غَيرَ مُنخَرِمِ
|
مَولايَ قَلبي ضَعيفٌ لا اِحتِمالَ لَهُ | |
|
| عَلى اِبتِلائِكَ وَالعِصيانُ أَثقَلَهُ |
|
فَعَدَلنَ عَلى الحالَتَينِ مائِلُهُ | |
|
| وَالطُف بِعَبدِكَ في الدارَينِ إِن لَهُ |
|
صَبراً مَتى تَدَعَهُ الأَهوالُ يَنهَزِمِ
|
وَطَهَّرنَ نَفسَهُ مِن كُلِّ واصِمَةٍ | |
|
| كَيلا تَكونَ لَدى حَشري بِواجِمِهِ |
|
وَارزُقهُ قَبلَ التَناهي حُسنَ خاتِمَةٍ | |
|
| وَاِذَن لِسَحبِ صَلاةٍ مِنكَ دائِمَةِ |
|
عَلى النَبِيِّ بِمَنهَلٍ وَمُنسَجِمِ
|
وَاِصحَب صَلاتَكَ بِالتَسليمِ مُنجَذِباً | |
|
| مِن حَضرَةِ القَدسِ مَمزوجاً بِنَفحٍ رَبا |
|
وَكُلُّ طيبٍ لَهُ مِسكُ الخِتامِ صَبا | |
|
| ما رَنَّحَت عَذَباتُ البانِ رِبحُ صَبا |
|
وَاِطرَبِ العيسَ حادي العَيسُ بِالنَغَمِ
|
يا رَبِّ وَاِعطِف عَلى رَيحانَتي أَثَرٌ | |
|
| مِنهُ وَزِد لَهُما قَدراً عَلى قَدرِ |
|
وَاِجعَل لا مَهما أَحلى جَنى ثَمَرِ | |
|
| ثُمَّ الرِضا عَن أَبي بَكرٍ وَعَن عُمَرِ |
|
وَعَن عَلي وَعَن عُثمانَ ذي الكَرَمِ
|
ثُمَّ الكِرامُ الأولى بِالفَضلِ نُذَكِّرُهُم | |
|
| مَن بايَعوهُ وَقَد راجَت تِجارَتُهُم |
|
وَهَكَذا كُلُّ مَن حَقَّت كَرامَتُهُم | |
|
| وَالآلُ وَالصَحبُ ثُمَّ التابِعينَ لَهُم |
|
أَهلُ التُقى وَالنَقى وَالفَضلِ وَالكَرَمِ
|