يا لَيْلةً قَدْ كَساها النُّورُ سِربالا | |
|
| جَرَرْتُ فِيها لِبُرْدِ الأُنْسِ أذْيالا |
|
إذ مَعْطفي للصِّبا لَدْنُ المَهزَّةِ إنْ | |
|
| هَبَّت صَباً هبَّ أو مالَ الصِّبا مَالا |
|
وإذْ رياضُ المُنَى تُجْلَى زَواهِرُها | |
|
| قد أُلْبِسَتْ مِن حُلى أزهارها خَالا |
|
بحيثُ أجْري مَعَ اللَّذّاتِ في طَلَقٍ | |
|
| وأنْثني في بُرُودِ اللَّهوِ مُخْتالا |
|
يالَيلةً ما رأتْها عَيْنُ شائِبةٍ | |
|
| قد أشْكَلَتْ لِصُروفِ الدَّهرِ إشْكالا |
|
تَخَلّصَتْ عن قَذى شَوْبٍ خُلاصَتُها | |
|
| تَخالُها في مُحيَّا دَهرِها خَالا |
|
راقَتْ محاسِنُ إذْ رقَّت شمائلُنا | |
|
| والحالُ تَحْسُنُ إمَّا ناسَبَتْ حَالا |
|
ليل أعار شعور الغيد حلكته | |
|
| وزرَّ من وَضَحِ الوَجنات سربالا |
|
باتت لِحاظُ الأماني فيهِ تَلْحَظُنا | |
|
| أمْناً وأغْفى رقيبُ الدَّهرِ إغْفالا |
|
بِتْنا مِنَ الأُنسِ في نَعْماءَ تَشْمَلُنا | |
|
| في صُحْبَةٍ سَحَبَتْ لِلْحُسنِ أذْيالا |
|
في فِتْيَةٍ حُلوةِ الأخْلاقِ حالِيَةٍ | |
|
| ذَوي حَواشٍ رِقاقٍ رُقْنَ أحْوالا |
|
نُديرُ للوُدِّ كاساتٍ مُمَحَّضةً | |
|
| بِحَيثُ نَجْني جَنى الأسْمار أنْقالا |
|
وباتَ ساقِي الحُمَيَّا طَوْعَ سَلْوَتِنا | |
|
| يُديرُ بالرَّاحِ راحاً دَرُّها سَالا |
|
قد سَلَّ صارِمَ رُمْحٍ مِنْ سُلافَتِهِ | |
|
| بهِ على حَبَشيِّ اللَّيلِ قَدْ صالا |
|
صَفْراءُ رقَّتْ وراقَتْ جَوْهراً وَسناً | |
|
| قَدْ راضَ أحْوالَها التَّثقيفُ أحْوالا |
|
إمَّا هَتَكْنا بِكَفِّ المَزجِ سُتْرَتَها | |
|
| أرْخَتْ لَنا دُونَ صَرْفِ الهَمِّ أحْجالا |
|
بِتْنا بِها من رِياضِ الأنسِ في دَعَةٍ | |
|
| نَجْني قُطوفَ الأماني مِنُه آمَالا |
|
إلى أنِ أسْتدبرَ الشَّرْقَ الهِلالُ سُرىً | |
|
| عنهُ ولبَّى دُعاءَ الغَربِ إهْلالا |
|
وأقْبلَ الصُّبحُ في جَيْشِ الصّبا مَلِكاً | |
|
| عَنَتْ لَهُ سُرْبَةُ الظَّلماءِ إجْلالا |
|
كأنَّما اللَّيلُ زنجِيٌّ غَدا نَهِلاً | |
|
| في حُمْرَةٍ مِنْ سَنا الإصْباحِ فاخْتالا |
|
كأنَّما الأُفْقُ كأسٌ لِلدُّجا جَمَدتْ | |
|
| بِحَيثُ ذابَ ضِياءُ الصُّبحِ جِريالا |
|
يا حُسْنَها لَيْلَةً للأنْسِ قَدْ ثَمِلَتْ | |
|
| مِنْ عِشْقِها اصْفَرَّتِ الأيَّامُ آصالا |
|