إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أيّ شيء يكون حائلا |
بيني و بين شفتيك |
في جرأتك النادرة |
من عناد يفوق الخيال |
كنت بالأمس بريئة حد الصغر |
من قطاف العنب |
في أوج نضارته |
من شمس تغادر |
حجمها في الأفق |
مراعي الغزلان الخائفة |
تخبئ نبوءة المطر |
فيض الماء في الأرض المغمورة |
ينتفض من غيض |
ما أبكته العين الغاضبة |
أداري وجهي بكف يدي |
وشم غجرية تداعب البحر |
ترتعش خصوبة المكان |
في البلاد البعيدة |
من فطام الحليب عن هشاشة الجسد |
كل الذي قالته عذراء البراري |
لم أحلمه يوم ولدت |
عن المسالك الوعرة |
يكبر خطوي في بحر الحجر |
لم يكن جسدي |
سوى ركام الأتربة |
فوق سطح بيتي القديم |
في صحراء التيه أمشي |
أراها تحرك النخل ساعة الولادة |
يأتيها المخاض سريعا |
كلمح البصر أشكو حظي |
عند ممر الشجر |
أقلب وجهي في مرآة غيري |
لا شكل لي في ما تراه عيناي |
الشوك يؤلم حوافر الخيل |
في إشتعال الرمال الحائرة |
أقترب من صوتي المبحوح |
في شقوق المرايا المتكسرة |
لمست وجهي مصادفة |
وأنا أرتب مساحيق الغياب |
أحسست بقناع يحمل عني زيف الحقيقة |
في كل هذا اللغط المشاغب |
بدت عليه تجاعيد الوهم الفارغ |
من جدوى الإبتسامة |
أيّ شيء يوقظ فيّ حماسة الرجال |
في كل الحروب الخاسرة |
أقف وحيدا في ساحة الوغى |
أسيرا |
أغيب في نفسي |
مقيدا بأغلال الخيبة |
تقودني الهزائم |
شبح الليالي الباردة |
في نعش قبري |
الراحل إلى تراب موتي |
أتهجى طلاسيم البداية |
حرا، طليقا أمشي |
أتذوق ملامحي المنفلثة |
من زجاج النافذة |
أخسر ظلي |
كلما خاصمت الشمس في المغيب |
تمنحني فرصة أخيرة |
كي أرى ظلي |
ينفض عنه رتابة الوجع المغولي |
في حدود ذاكرتي |
يملأني الحنين إليك |
في الوحشة الغريبة |
في بطن الحوت |
لم أدرك أني حي في ذاتي |
في قصائدي العاجزة على قولي |
في مقاهي التسكع |
في اللوحات الزيتية |
أرى وطني يتغير في الألوان |
في صمتي الطفولي |
حتى آخر ظهور لي على وجه القمر |
أشتهي لغتي |
في نطق الكائنات النادرة |
ينقرض صوتي مع بزوغ الشفق |
أتوغل في ممكنات الضوء |
ينصهر معدن التراب |
قالبا يخص جسدي العار مني |
أحفظ ذاكرتي من التلاشي |
أحن إلى صمتي الملتهب في الكلام |
في إنكماش القنفد |
في سبات الغابات الممطرة |
تحت جليد الإرتجاف |
تعود الصورة إلى جوهر الإكتشاف |
أضبط إيقاع جسدي |
يفيض الماء طريق حبري |
على بياض الورق |
مثل سفينة تخوض حرب الموج |
أبحث عن مرساي في سكون العاصفة |
درأ للغرق المفاجئ |
تكثر الطحالب في غوصي |
وكلما إقتربت منك |
أمسك أصابعك المرمرية |
في ملامس الأصداف |
القريبة من صوتك |
تروي حكايات الماء و الرمل |
في شاطئ الذكريات |
في الماء يتغير لون جسدي |
في الرمل أقتفي أثر قدمي |
في الحكاية أحْبك نهايتي |
من أين أتيت؟ |
وإلى أي الكواكب سأعود؟ |
أيّ شيء يرش الندى |
عن صبحي القديم |
أمسح وجهي في مرآة الزمن |
يخرج الربيع بريئا |
من وشاية خريف بائس |
تحت شجرة الخروب |
أنتظر لحظة الغروب |
في شاطئ غربتي يتسع النشيد |
في صخر يمتد ظلي |
عبر الماء و السماء |
يكبر الحلم صورتي |
في موج يتصاعد ركاب الصهيل |
يختفي وجهي ويتسارع للهبوط |
يعاود الصعود |
ينحصر الريح في ألواح الأشرعة |
أراقب مدى الطيور في الغناء |
يجتمع البحر و بحري |
في أرض تسبح في لج الماء |
يتبخر الغيم قطع هواء |
لمن يحب رؤية البجع |
في أقاليم الحصاد |
ترتفع الزغاريد موسم خصوبة |
نسل و حرث أولاد |
تبتسم العيون من فرط الماء و التراب |
أجمع تمار العمر إخوة و أحفاد |
أطبطب على الحفيد |
وهو يراقب شمس الغروب |
تغادر مدن الصحو فينا |
تنام فوق أفق الغياب |
ينفجر الليل بلونه الكوني |
وشاح مريم العذراء |
يجتمع السكون النادر |
في قرى الدعاء |
أسأل النهر عن الماء |
عن وجهي في سهول الجفاف |
أمسح عنها دمعة البراءة |
تخرج يدي بيضاء |
لا أثر لوجهي في المرايا الغائبة |
ولا في الظلال الخائفة من حفيف الورق |
أرسم شكلي في الماء |
يوقظ بوحي في العناق |
في الفراق |
في العطش اليومي |
أكتشف ظلي يعود |
إلى أصل الإنتماء |