ما للنفوس إلى العَمايةِ تجنحُ | |
|
| أتظنُّ أنّ السيفَ عنها يَصفحُ |
|
داويتَ بالحسنَى فلجَّ فسادُها | |
|
| ولديك إن شِئْتَ الدواءُ الأصلحُ |
|
الإذنُ جاءَ فقل لقومِكَ أقبلوا | |
|
| بالبيضِ تَبرقُ والصّوافنِ تَضبحُ |
|
أفيطمعُ الكُفّارُ ألا يُؤخذوا | |
|
| بل غرّهم حِلمٌ يُمَدُّ ويُفسَحُ |
|
أَمِنُوا نَكالكَ فاستبدَّ طُغاتُهم | |
|
| أفكنتَ إذ تُزجِي الزواجرَ تَمزحُ |
|
|
| عرفوا اليقين وأوشكوا أن يستحوا |
|
أملى لهم حتّى إذا بلغوا المدَى | |
|
| ألْوَى بهم خَطبٌ يجلُّ ويَفدحُ |
|
مِن ناقضٍ عَهداً ومن مُتمرّدٍ | |
|
| يُمسِي على دِينِ الغُواةِ ويُصبِحُ |
|
لمّا استقامَ الأمرُ لاحَ بشيرُها | |
|
| غُرٌّ سوافِرُ من جَبينِكَ تُلمحُ |
|
ظَمِئْتَ سيوفُكَ يا مُحمّدُ فَاسْقِها | |
|
| من خيرِ ما تُسقَى السُّيوفُ وتُنضَحُ |
|
فَجِّرْ يَنابيعَ الفُتوحِ فَرِيُّها | |
|
| ما تَستبيحُ من البلادِ وتَفتحُ |
|
الظلمُ أوردَها الغليلَ وإنَّهُ | |
|
| لأشدُّ ما تَجِدُ السُّيوفُ وأبْرَحُ |
|
اليومَ تُورِدُها الدّماءَ فترتوي | |
|
| وتردُّها نَشَوى المُتونِ فتفرحُ |
|
المشركونَ عَمُوا وأنتَ مُوكَّلٌ | |
|
| بالشّركِ يُمحَى والعَمايَةِ تُمسَحُ |
|
خُذهم ببأسِكَ لا تَرُعْكَ جُموعهُم | |
|
| فَلأنتَ إن وزنوا الكتائِبَ أرجَحُ |
|
ضَلّوا السَّبيلَ وفي يمينِكَ ساطعٌ | |
|
| يَهدِي النفوسَ إلى التي هي أوضَحُ |
|
هَفتِ العَشيرَةُ إذ نَهَضتَ تُريدها | |
|
| والعِيرُ دائبةٌ تَشُطُّ وتنزَحُ |
|
تَمشِي مَواقِرَ في غَواربِها العُلى | |
|
| أموالُ مكّةَ فَهْيَ مِيلٌ جُنَّحُ |
|
عُدْ باللواءِ وَقُلْ لِحمزةَ إنّهم | |
|
| رَهْنٌ بِمُرْزِمَةٍ تَسُحُّ وتَدْلَحُ |
|
تَهوِي غَداةَ الرَّوعِ في طُوفانِها | |
|
| مُهجُ الفوارسِ والمنايا تَسبَحُ |
|
هذا الفتى الفِهريُّ أقبلَ جامحاً | |
|
| يغزو المدينةَ والمضلَّلُ يَجمحُ |
|
ولَّى يَسوقُ السَّرْحَ لو لم تُولِهِ | |
|
| سَعةً لضَاقَ به الفضاءُ الأفيحُ |
|
|
| يُرضيكَ والشهداءُ حولكَ تُطرَحُ |
|
ذَهَبَ ابنُ حربٍ في تجارةِ قومهِ | |
|
| ولَسوفَ يَعْلَمُ من يَفوزُ ويَربحُ |
|
نَسرٌ مضى مُتصيِّداً ووراءه | |
|
| يومٌ تُصادُ به النُّسورُ وتُذبَحُ |
|
بَيْنا يَحِيدُ عن السّهامِ أصابَهُ | |
|
| نَبأٌ تُصابُ به السّهامُ فَتُجرَحُ |
|
بَعثَ ابن عمروٍ ما لكم من قُوّةٍ | |
|
| إنْ مالكُم أمسىَ يُلمُّ ويُكسَحُ |
|
تَرِدونَ بَرْدَ الأمنِ والنّارُ التي | |
|
| أنتم لها حَطبٌ تُشَبُّ وتُقدَحُ |
|
إن كنتُ لم أُفصِحْ لخطبٍ هالَني | |
|
| فسلوا بَعيري إنّه هو أفصَحُ |
|
وخُذُوا النصيحَةَ عن قَميصِي إنّه | |
|
| لأَجَلُّ من يَعِظُ النّيامَ ويَنصحُ |
|
إنّي صَدقتكمُ البلاغَ لِتعلموا | |
|
| وجبالُ مَكّةَ شُهّدٌ والأبطُحُ |
|
جَفلتْ نفوسُ القومِ حتى ما لها | |
|
| لُجُمٌ تَرُدُّ ولا مقاوِدُ تَكْبَحُ |
|
وأبَى أبو لَهَبٍ مَخافةَ ما رأتْ | |
|
| في النّومِ عاتكةٌ فما يتزحزحُ |
|
وأرى أُميَّةَ لو تأخَّرَ حَيْنُهُ | |
|
| لرآه عُقْبَةُ ثاوياً ما يبرَحُ |
|
يَرميهِ بالهّذَرِ القبيحِ يَلومُهُ | |
|
| وَيَسُومُهُ الخُلُقَ الذي هو أقبَحُ |
|
غَشَّاهُ سَعدٌ رَوعةً ما بعدها | |
|
| لِذَوي المخافةِ في السّلامةِ مَطمحُ |
|
نَفروا يُريدونَ القِتالَ وغرَّهم | |
|
| عَبثُ اللواتي في الهوادج تَنبحُ |
|
غّنَّتْ بهجوِ المسلِمينَ وإنّها | |
|
| لأَضلُّ من يَهجو الرجالَ ويمدحُ |
|
الضّارباتُ على الدُّفوفِ فإن هُمُ | |
|
| ضَربوا الطُّلى فالنّادباتُ النُّوَّحُ |
|
تلك المآتم ما تزال ثقالها | |
|
| تمشي الوئيد بها المطايا الطلَّحُ |
|
أخذوا السّلاحَ وقد أغار لأخذهم | |
|
| جُندٌ بآياتِ الكتابِ مُسلَّحُ |
|
فيهم من الأنصارِ كلُّ مُشيَّعٍ | |
|
| يَمضي إذا نَكصَ اليرَاعُ الزُّمَّحُ |
|
كانوا على عهدٍ مضى فأتمّهُ | |
|
| لإلهِهِمْ عهدٌ أبرُّ وأسمحُ |
|
سَعدٌ يُهيبُ بهم وسعدٌ قائمٌ | |
|
| تحت اللواءِ بسيفهِ يتوشَّحُ |
|
ما أصدقَ المِقدادَ حين يَقولُها | |
|
| حَرَّى وبعضُ القول نارٌ تَلْفَحُ |
|
إنّا وراءكَ يا مُحَمَّدُ نَبتَغِي | |
|
| ما اللّهُ يُعطِي المتَّقِينَ وَيَمنَحُ |
|
لسنا بقومِ أخيكَ مُوسى إذ أبَوْا | |
|
| إلا القُعودَ وسُبَّةً ما تُضرَحُ |
|
هذا عليٌّ في اللّواءِ ومُصعبٌ | |
|
| والنّصرُ في عِطْفَيْهما يَترنَّحُ |
|
حَمَلا لِوَائَيْهِ فلو صدحَ الهُدى | |
|
| في مَشهدٍ جَللٍ لأقبلَ يَصدحُ |
|
هذا رسولُ اللّهِ مَن يكُ مُؤمناً | |
|
| فإليهِ إنّ طريدَه لا يُفلِحُ |
|
الموتُ في يدهِ وعند لوائِه | |
|
| رِيحُ الجِنانِ لِمَنْ دَنا يَسْتَرْوِحُ |
|
إن يَملكِ الماءَ العدوُّ فقد هَمَى | |
|
| سَيْلٌ جرى شُؤبوبُهُ يتبطَّحُ |
|
هِيَ دعوةُ الهادِي الأمينِ ونفحةٌ | |
|
| ممَّن يَسوقُ الغيثَ فيما يَنفحُ |
|
مَكَر الحُبَابُ بهم فغوّرَ ماءَهم | |
|
| والمكْرُ في بعضِ المواطنِ أنجحُ |
|
نبِّئ عُمَيْرُ سَراةَ قومِكَ إنّهم | |
|
| زَعموا المزاعمَ والحقائِقُ أرْوَحُ |
|
نبّئهمُ الخبرَ اليقينَ وصِفْ لهم | |
|
| بَأْسَ الأُلى جَمعوا لهم وتبجَّحوا |
|
وَاذْكُرْ سَمِيِّكَ إذ يقولُ محمَّدٌ | |
|
| ارجعْ عُمَيْرُ فدمعُه يتسحَّحُ |
|
أذن النبيُّ له فأشرقَ وجههُ | |
|
| ولقد يُرى وهو الأحمُّ الأكفحُ |
|
بَطلٌ من الفتيانِ يَحمِلُ في الوغى | |
|
| ما يَحملُ البطلُ الضّليعُ فيرزحُ |
|
قُلْ يا حَكيمُ فما بعُتْبَة رِيبةٌ | |
|
| مولى العشيرةِ للمُهِمّ يُرشَّحُ |
|
نَصحَ الرجالَ فَردَّهم عن نصحهِ | |
|
| نَشوانُ يملأهُ الغرورُ فيطفحُ |
|
رَبِّ اسْقهِ بيدِ النّبيِّ مَنِيَّةً | |
|
| بعذابِكَ الأوفى تُشابُ وتُجدَحُ |
|
إيهٍ أبا جهلٍ نُصِرتَ بفارسٍ | |
|
| يَلقى المنيَّةَ منه أغلبُ شيَّحُ |
|
أرداهُ حَمزةُ عِندَ حوضِ محمّدٍ | |
|
| فانظر أتُقْدِمُ أم تَحيِدُ وَتَكفَحُ |
|
رامَ الورود فما انثنى حتّى ارتوت | |
|
| من حوضِ مُهجته المنايا القُمَّحُ |
|
جدّ البلاءُ وهب إعصارُ الردى | |
|
| يرمي بأبطال الوغى ويطوّحُ |
|
نظر النبيُّ فضجَّ يدعو ربَّه | |
|
| لا هُمَّ نصركَ إنّنا لك نكدحُ |
|
تلك العصابةُ ما لدينك غيرها | |
|
| إن شدّ عادٍ أو أغارَ مُجلِّحُ |
|
لولا تُقيمُ بناءَهُ وتحوطُهُ | |
|
| لعفا كما تعفو الطُّلُولُ وتَمصَحُ |
|
لا هُمَّ إن تَهلكْ فما لك عابدٌ | |
|
| يغدو على الغبراء أو يَتروَّحُ |
|
جاشت حَمِيّتُه وقام خليلُهُ | |
|
| دُونَ العريشِ يَذودُ عنه وَينضَحُ |
|
وتَغولَّتْ صُوَرُ القتالِ فأقبلا | |
|
| والأرضُ من حَوْلَيْهما تَترجَّحُ |
|
في غَمرةٍ ضَمِنَ الحِفاظُ لِقاحَها | |
|
| فالحربُ تَسدحُ بالكُماةِ وترْدَحُ |
|
استَبْقِ نفسَك يا أبا بكرٍ وقِفْ | |
|
| إن ضَجَّ من دمِك الزَّكيِّ مُصيِّحُ |
|
أعرِضْ عن ابنك إنّ موتكَ لِلّذي | |
|
| حمل الحياةَ إلى الشعوبِ لَمُتْرِحُ |
|
صلّى عليهِ اللّهُ حين يقولُها | |
|
| والحربُ تَعصِفُ والفوارسُ تَكلَحُ |
|
اللّهُ لا وَلدٌ أحبُّ ولا أبٌ | |
|
| منه فأين المُنتأَى والمنزحُ |
|
أفما رأيتَ أبا عُبيدةَ ثائراً | |
|
| وأبوه في يدهِ يُتَلُّ ويُسْطَحُ |
|
بَطلٌ تخطَّر أم تخطّرَ مُصعَبٌ | |
|
| صُلْبُ القرا ضَخمُ السَّنام مُكبَّحُ |
|
أرأيتَ إذ هزمَ النبيُّ جُموعَهم | |
|
| فكأنّما هَزمَ البغاثَ المَضْرَحُ |
|
هي حِفنةٌ للمشركينَ من الحَصى | |
|
| خَفَّ الوقورُ لها وطاشَ المِرْجَحُ |
|
مِثلُ الثَّميلةِ من مُجاجةِ نافثٍ | |
|
| وكأنّما هي صَيِّبٌ يَتبذَّحُ |
|
اللّهُ أرسلَ في السّحابِ كتيبةً | |
|
| تهفو كما هَفَتِ البروقُ اللُمَّحُ |
|
تَهوِي مُجلجِلَةً تَلَهَّبُ أعينٌ | |
|
| منها وتَقذِفُ بالعواصِف أجْنُحُ |
|
للخيلِ حَمحمةٌ تُراعُ لهولها | |
|
| صِيدُ الفوارسِ والعِتاقُ القُرَّحُ |
|
حَيزومُ أقدِمْ إنّما هي كرّةٌ | |
|
| عَجْلَى تُجاذبك العِنَانَ فتمرحُ |
|
جِبريلُ يضربُ والملائكُ حوله | |
|
| صَفٌّ تُرَضُّ به الصّفوفُ وتُرْضَحُ |
|
تَلك الحصونُ المانعاتُ بمثلها | |
|
| تُذْرَى المعاقلُ والحصونُ وتُذْرَحُ |
|
للقومِ من أعناقِهم وبَنانِهم | |
|
| نارٌ تُرِيكَ الدّاءَ كيف يُبرَّحُ |
|
جفّتْ جُذورُ الجاهليةِ والتوَى | |
|
| هذا النباتُ الناضرُ المُسترشِحُ |
|
طفِقَ الثرى من حولها لمّا ارتوى | |
|
| من ذَوْبِ مهجتها يجفُّ ويَبلحُ |
|
ومن الدمِ المسفوحِ رِجسٌ مُوبِقٌ | |
|
| ومُطهَّرٌ يَلِدُ الحياةَ وَيَلقَحُ |
|
أودَى بِعتُبَةِ والوليدِ وشَيْبةٍ | |
|
| وأميّةَ القدَرُ الذي لا يُدْرَح |
|
وهَوى أبو جهلٍ ونَوفَلُ وارْعَوى | |
|
| بعدَ اللَّجاج الفاحشُ المتوقِّح |
|
لمّا رأى الغازي المُظَّفرُ رأسه | |
|
| أهوى يُكبِّرُ ساجداً ويسبِّحُ |
|
في جلدهِ من رجزِ ربّكَ آيةٌ | |
|
| عَجَبٌ تُفسَّرُ للبيبِ وتُشْرَحُ |
|
تلك السّطورُ السُّودُ ضَمَّ كتابُها | |
|
| أبهى وأجملَ ما يَرى المُتصفِّحُ |
|
إن لم يُغيَّبْ في جهنّمَ بعدها | |
|
| فَلَمنْ سِواهُ في جهنّمَ يُضْرَحُ |
|
أدركتَ حقَّك يا بِلال فَبُورِكتْ | |
|
| يَدُكَ التي تركتْ أُميّةَ يُشبَحُ |
|
وَافِ المطارَ ووالِ يا ابنَ رُواحةٍ | |
|
| زَجَل الحمامِ إذا يطيرُ ويسجَحُ |
|
هذا ابنُ حارثةٍ يَطوفُ مُبشّراً | |
|
| بالنّصر يُخزِي الكافِرينَ ويفضَحُ |
|
لمّا تردّدَ في البلادِ صَداكما | |
|
| أمستْ قُلوبُ المسلِمينَ تُروَّحُ |
|
فكأنَّ كُلّاً مُعرِسٌ وكأنَّما | |
|
| منه ومِنك مُهنِّئٌ ومُرفِّحُ |
|
قُلْ يا أبا سُفيانَ غيرَ مُلَوِّحٍ | |
|
| فالنصرُ يَخطبُ والسّيوفُ تُصرِّحُ |
|
بِيضٌ على بُلْقٍ تَساقَطُ حولها | |
|
| سُودٌ مُذمَّمةٌ تُسافُ وتُرمَحُ |
|
ذَهبوا وأخلَفَهُمْ رَجاءٌ زُلزِلُوا | |
|
| فيهِ فزالَ كما يَزولُ الضَّحْضَحُ |
|
أكذاكَ تَختلفُ الزُّروعُ فناضرٌ | |
|
| ضَافِي الظّلالِ وذابلٌ يَتصوَّحُ |
|
القومُ غَاظهم الصَّحيحُ فَزَيَّفُوا | |
|
| ومن الأمورِ مُزَيَّفٌ ومُصحَّحُ |
|
خَطأُ الزمانِ فَشا فَلُذْ بصوابِه | |
|
| وَانْظُرْ كِتابَ الخلقِ كيف يُنقَّحُ |
|
جاءَ الإمامُ العبقريُّ يُقيمُها | |
|
| سُنَناً مُبيَّنةً لِمن يَستوضِحُ |
|