لِساني عَن صَوغِ الثَناءِ قَصيرُ | |
|
| وَمالي سِواه في المَديح نَصيرُ |
|
نَعم أَنا عَن إيفائِكَ الشُكرَ عاجِزٌ | |
|
| وَإِنّي عَلى مَدحي سواكَ قَديرُ |
|
أَنا الحُرُّ لكن مُذ أَياديكَ أُسبِغَت | |
|
| عَلَيَّ فَإِنّي في يَدَيكَ أَسيرُ |
|
أَيا خَيرَ جَرّاح بمصرَ وَغيرها | |
|
| وَمَن هُوَ بِالفَضلِ الغَزير شَهيرُ |
|
إِذا أَعجَزَ الداءُ الأَطِبّاءَ كُلَّهُم | |
|
| فَأَنتَ بما فيه الشِفاءُ تُشيرُ |
|
فَكَم مِم مَريضٍ جاء وَاليَاسُ مَلؤُه | |
|
| وَفي القَلبِ مِنهُ لوعَةٌ وَزَفيرُ |
|
فحققتَ بعدَ اليَأسِ فيكَ رجاءَه | |
|
| وَأُلبِسَ ثَوبَ البُرءِ وَهو قَريرُ |
|
وَما أَنتَ مِن عُبّادِ مالٍ وَإِنَّما | |
|
| مرامُكَ وَجهُ اللّه وهو كَثيرُ |
|
أَدكتورُ قد طَوَّفتَ جيدِيَ مِنَّةً | |
|
| وَلَيسَ لَها فيما أَراهُ نَظيرُ |
|
بِها أَنا طول الدَهرِ لا زِلتُ شاكِراً | |
|
| وَرَوضُ الثَنا مِنّي عَلَيكَ نَضيرُ |
|
فَكَكتَ قُيودَ الفَكِّ مِن بَعد سِجنِهِ | |
|
| وَلَولاكَ ما كادَت رَحاهُ تَدورُ |
|
وَأَلبَسَتني ثَوبَ الشِفاءِ مُطَرَّزاً | |
|
| وَقَد كادَ قَلبي مِن أَساه يَطيرُ |
|
فَلَولاكَ بعد اللَه لم أَحظَ بِالشِفا | |
|
| وَلا طَيفُهُ في النَومِ كان يَزورُ |
|
وَأَنّي يُرَجّى البُرءُ مِمَّن بِجَهلِه | |
|
| غَدا الداءُ أَدواءً عَلَيَّ تَثورُ |
|
تَوَلّى عِلاجي أَحمَقٌ وَابنُ أَحمَقٍ | |
|
| وَلَيسَ مِنَ الإِثنَينِ فيه بَصيرُ |
|
فَفي كُلِّ يَومٍ كان يَزدادُ بي الضَنى | |
|
| كَأَنّي بحدٍّ لِلسَّقامِ أَسيرُ |
|
إِلى أَن تَوَلّى الأَمرُ كُفءٌ مُجَرِّبٌ | |
|
| عَليمٌ بِأَسرارِ الجِراحِ خَبيرُ |
|
فَلَمّا رَى كانَت بَديهَةُ رَأيِه | |
|
| رَويَّةَ مَن مَرَّت عَلَيهِ دُهورُ |
|
مَدَحتُكَ لا أَنّي أَزيدكَ رِفعَةً | |
|
| فَأَنتَ بِكُلِّ المَكرُماتِ جَديرُ |
|
وَأَنتَ عَلِيُّ القَدرِ ربُّ مكانَةٍ | |
|
| وَشَأنُكَ شَأنٌ في الوُجودِ خَطيرُ |
|
وَلكِن رَجائي أَن أُؤَدِّيَ واجِباً | |
|
| وَذلِكَ فيما تَستَحِقُّ يَسيرُ |
|