يا سَيِّدَ الرُسلِ عَبدٌ آبِقٌ آبا | |
|
| وَمِن ذُنوبٍ عَلَيهِ قُدِّرَت تابا |
|
في عَفوِ مَولاهُ عَنهُ آمِلٌ طَمِعٌ | |
|
| فَجاءَ مِن أَجلِ هذا يَقرَعُ البابا |
|
عَسى يَتوبُ عَلَيهِ رَبُّهُ كرماً | |
|
| فَإِنَّهُ من قَديمٍ كان تَوّابا |
|
فَذو الخَطايا إِذا ما جاءَ مُعتَذِراً | |
|
| يُكسى مِنَ العَفوِ وَالرِضوانِ أَثوابا |
|
قَد كانَ ما كان لكنّي نَدِمتُ عَلى | |
|
| ما قَد جَنَيتُ وَجِئتُ الآنَ أَوّابا |
|
فَحاشَ أُطرَدُ مِن ساحات رحمَتِكُم | |
|
| فَمَن سِوى الأَنبيا في الناس ما عابا |
|
يا سَيِّدَ الرُسِل أَوزاري لَقد عَظُمَت | |
|
| وَالعُمرُ وَلّي وَشَعر الرَأس قَد شابا |
|
في مَوقِفٍ هَولُهُ يُنسى الصِلاتِ فَما | |
|
| فيه نَرى بَينَ أَوفى الأَهلِ أَنسابا |
|
فَالأُمُّ وَالأَبُ وَالأَنباء بَعضُهُمُ | |
|
| يَفِرُّ مِن بَعضِهِم مِن هَولِ ما نابا |
|
وَالناسِ في فَزَعٍ مِمّا أَلَمَّ بِهِم | |
|
| وَأَرهَبَ الرُسلَ ذاكَ الهَولُ إِرهابا |
|
يَقول نَفسِيَ نَفسِيَ من نُشَفِّعُهُ | |
|
| منهم وَما قَد رَجَوناه له هابا |
|
فَلا يُجيبُ دعاء المُستَجير به | |
|
| كَأَنَّهُ إِذ دُعي في العِصمَةِ ارتابا |
|
إِلّا محمَّدٌ المختار قال لهم | |
|
| أَنا لها فَرَجائي قَطُّ ما خابا |
|
إِذ ذاكَ يَدعو فَمَولاه يَقولُ لَهُ | |
|
| سَل تُعطَ ما تَبتَغي إِذ كنت أَوّابا |
|
وَاِشفَع تُشَفَّع كَما ترضى وَلا حَرَجٌ | |
|
| هذا مَقامُكَ فَاِنهَض فيه طَلّابا |
|
فَيَشفَعُ المُصطَفى في الفَصلِ بَينَهُمُ | |
|
| وَيَحكُم اللّهُ لا مَن جار أَو حابى |
|
فَالبَعضُ يُرضيه ما آتاه مِن عملٍ | |
|
| وَيُغضِبُ البَعضَ ما لاقاه إِغضابا |
|
هناكَ فَصلُ القَضا بَينَ الخُصومِ وَلا | |
|
| ترى رُءوساً كما كانوا وَأَذنابا |
|
وَلَيسَ يُجليهِمُ جاهٌ وَلا حَسَبٌ | |
|
| وَيَنبِذونَ مَقاماتٍ وَأَلقابا |
|
يَومٌ به يَعدَمُ السلطانُ صَولَتَهُ | |
|
| وَلا يَرى فيه حُرّاساً وَحُجّابا |
|
فَلِلجَحيم يساقُ المُشرِكون فَقد | |
|
| دَعَوا لهم غَير رَبِّ الخلقِ أَربابا |
|
وَسيقَ لِلجنة الناجونَ في زُمَرٍ | |
|
| فَفَتَّحت لهمُ الأَملاكُ أَبوابا |
|
ما حيلَتي وَذُنوبي ليس يَحصُرُها | |
|
| عَدٌّ وَلو كان كلُّ الناس حُسّابا |
|
كَم تُبتُ ثُمَّ نَقَضتُ التَوبَ بعدوكم | |
|
| عاهدتُ رَبّي وَلكِن كنتُ كَذّابا |
|
وَغَرَّني زُخرُفُ الدنيا وَبَهجَتُها | |
|
| وَكان زُخرُفُها لِلعَقلِ خَلّابا |
|
وَخِلتُ مَهلي إِهمالا فَجرَّأَني | |
|
| وَلَم أَكُن لِلمَعاصي قَطُّ هَيّابا |
|
فَطالَما كنتُ في اللَّذّاتِ مُنغَمِساً | |
|
| وَكم شَمَختُ بِإِنف الكِبر إِعجابا |
|
فما جَوابي إِذا الجَبّار ساءَلَني | |
|
| عَمّا اقتَرفتُ وَقَلبي خَشيَةً ذابا |
|
لا رَيب أُطرِقُ رَأسي نادِماً خجِلاً | |
|
| فَمَنطِقي يَستَوي سلباً وَإيجابا |
|
إِذ ذاكَ أَرجو عَظيمَ العَفوِ يَشمَلُني | |
|
| فَلا أَرى في كتابي بعدُ إِذ نابا |
|
وَفي النَعيم مع الأَبرارِ يُدخِلُني | |
|
| وَأَجتَني من ثِمار الخُلدِ ما طابا |
|
وَفي الفراديس أَحظى بِالمُنى وَأَرى | |
|
| فيها كَواعِبَ فوقَ الوَصفِ أَتراب |
|
كَما أَرى لي مَفازاً عالِياً وَأَرى | |
|
| ما تَشتَهي النَفسُ جَنّاتٍ وَأَعنابا |
|
وَذاكَ ما أَرتَجي من حِلم مُقتَدِرٍ | |
|
| يَعفو وَإِن لم أَجِد لِلعَفو أَسبابا |
|
فَهو الكَريمُ وَإِنّي جِئتُ مُرتَجياً | |
|
| حاشاهُ يُغلِق دونَ المُرتَجي بابا |
|
وَكَيفَ وَهو يُجيب السائِلينَ إِذا | |
|
| دَعوا وَيَغضَبُ مِمَّن ليس طَلّابا |
|
بَل كَيفَ أَيأَسُ مِمّا أَرتَجيه وَقد | |
|
| سَمّى لنا نَفسَهُ بَرّاً وَوَهّابا |
|
يا حَسرَتا إِن بِسوءِ الفِعلِ عامَلني | |
|
| وَلم يُسامِح فأصلي النارَ أَحقابا |
|
لكن رَجائِيَ فيه غَيرُ مُنقَطعٍ | |
|
| ما دمتُ نَسلَ نَيٍّ أَصله طابا |
|
شَفيعُنا عند مولانا محمدُ مَن | |
|
| فاق الخلائِقَ أَعجاما وَأَعرابا |
|
منا الصلاةُ عليهِ وَالسلامُ كما | |
|
| تعُم آلا وَأَنصارا وَأَصحابا |
|
ما أَحمَدُ بن الكِناني قال من وجلٍ | |
|
| يا سَيِّد الرُسلِ عبدٌ آبِقٌ آبا |
|