إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
رؤيا في النصف الفارغ من كأس الغيب |
حَقْلٌ |
وَ تَشمَخُ فِيهِ بَعضُ سَنَابلٍ يَبسَتْ |
عُيونُ صَبيَّةٍ |
مِلْءَ المَدَى تَبكِي |
غُلامٌ طَاعِنٌ فِي الصَّبْرِ يَلْتحِفُ الدُّعَاءْ |
جُبٌّ |
عَلَى أَوْجاعِهِ خَتَمَتْ خُيُوطُ العَنْكبُوتِ |
وأَعْرضَتِ المَسَالكُ عَنْ مُلُوحَتِهِ |
غُرَابٌ أَسوَدُ الأحْلامِ |
يَزْرعُ فِي عُيُونِ الجُبِّ أَعْشَاشًا |
يَبِيضُ ..فَتفْقسُ الأحْقادُ أَغْرِبَةً |
تَضِيقُ الأرْضُ عَنهَا و السَّمَاءْ |
جُبٌّ |
وشَعبٌ كَاملٌ فِي الجُبِّ |
مَا مَلَّ انتِظَارَ الدَّلْوِ |
مَرَّتْ أَلفُ قَافِلةٍ و لَمْ تُلْقِ الدِّلاءْ |
والجُوعُ قَدَّ قَمِيصَ نَخوَتهِ |
لا!!! |
الجُوعُ مَا قَدَّ القَميصَ |
وإِنَّمَا ما قَدَّهُ غَيرُ الجِياعِ الخَانِعينَ |
وفِتْيَةٍ عَنْ أَلفِ ثَأرٍ قَاعدِينَ |
قَدِ استَطَابُوا النَّومَ فِي ظِلِّ الأمَانِي و الغِنَاءْ |
وقَطِيعُ أَبقَارٍ عِجَافٍ |
إِثْرَهَا أَلْفٌ عِجَافٌ.. |
خَانَهَا عُشْبٌ و مَاءْ |
تَخمَتْ ذِئَابُ الحَيِّ مِنْ لَحمِ القَطيعِ |
ولَمْ يُعَلَّقْ فِي الرِّمَاحِ قَميصُ حَقٍّ أَو رِيَاءْ |
طَلَلٌ |
وفَوْقهُ شَاعرٌ |
يَجْتَرُّ نَكْبَةَ قَومِهِ مُتَغَنِّيًا بِالخَيْلِ و البَيدَاءْ |
وشُوَيْعِرٌ يَهْذِي |
بِنَهدٍ نَافرٍطَرْفٍ كَحِيلٍغُصْنِ بَانٍ يَنْثنِي غَنَجًا.. |
وشَعْرُورٌ |
بِأضْغاثِ الحَدَاثةِ بَاتَ يَهذِي |
يُعَزِّي بَعْضهُ بَعْضًا بِجَهلِ السَّامِعينَ |
ونَكبَةِ الشُّعرَاءِ في الزَّمَنِ الخَوَاءْ |
صَنَمٌ |
وأَعْنَاقٌ تُنَكَّسُ دُونَهُ |
يَتَصَارَعُ الإذْعَانُ فِيهَا و الإبَاءْ |
قَبْرٌ |
ومِشْنقَةٌ تُغَازِلُ كُلَّ عُنْقٍ |
قَدْ تُفكِّرُ في مُعَانَقةِ السَّمَاءْ |
لَيْلٌ |
يُحَاصِرُ أُفْقَ مِئذَنةٍ |
وقَدْ بُحَّتْ حَنَاجِرُهَا و ما انقَطَعَ النِّدَاءْ |
تأويل في النصف الملآن |
سَيَكونُ لَيْلٌ دَامِسٌ في أَرضِ يَعْرُبَ أَلْفَ ذُلٍّ أو يَزِيدْ |
سَيكُونُ لَيْلا أَسوَدَ الأقْمَارِ |
يَعْبثُ في رُؤَى الجَوْعَى |
فَيُطعِمَهمْ ثِمَارَ العِزَّةِ القَعْسَاءِ |
يَسقِيهمْ خُمُورَ الفَخْرِ بالأجْدادِ و المَجْدِ التَّلِيدْ |
وتَتُوهُ أَنْجُمُهُ.. |
ولا رَاعٍ لِيُورِدَهَا مَخابِئَهَا و يُخْلِي الأفْقَ لِلفَجرِ الجَدِيدْ |
يَتَنافَسُ الفُقهَاءُ في جَلْدِ السُّكَارَى |
من نَبيذِ العِزَّةِ القَعسَاءِ و المَجدِ التَّليدِ عَلَى |
المَنَابِرِ بالمَوَاعظِ في التَّصبُّرِ |
والتَّعفُّفِ و القَناعَةِ بالمَقادِرِ |
في جَزاءِ الصَّابِرينَ |
وجَنَّةِ المُستَضعفِينَ المُعدَمينَ |
ويُحْكِمُ الدِّينارُ تَكمِيمَ اللّحَى |
عنْ وَصفِ ما يَلقَى المُجاهِدُ و الشَّهِيدْ |
وتُدَبَّجُ الخُطَبُ الطَّويلَةُ عن وَلِيِّ الأمْرِ |
عنْ حُكمِ الكِلابِ الخَارجِينَ |
وما أُعِدَّ لَهمْ مِنَ الخِزيِ المُحتَّمِ و الوَعِيدْ |
الخَوفُ يَغْدُو سَقفَ أَفئِدةٍ |
فَيحْجِب عن مَرَاياهَا شُعَاعَ الحَقِّ يَلمَعُ في البَعِيدْ |
*** |
ويَوْمًا.. |
سَيُشرِقُ ذَاكَ الغُلامُ عَلَى ظُلمَةِ الجُبِّ |
يَغفُو على حَافَّةِ المَوتِ إِلا قَليلاً |
يُدَثِّرُهٌ الحُزنُ و القَهرُ |
يَكْحلُ بالدَّمعِ جَفْنَيهِ |
حَتَّى إِذَا مِنْ أَسىً بَلغَ الفِطْمَ |
قَامَ يُعَفِّرُ بالطِّينِ وَجْهَ الزَّمانِ الظَّلومِ |
ويَخْضِبُ بالدَّمِّ صَدْرَ العِدَا |
ويَحثُو التُّرابَ على |
أَرْؤسِ العَاكِفينَ على الذُّلِ |
يَهدمُ أَصنَامَ خَوفٍ بَنوهَا |
فَصَارتْ لأَروَاحهمْ مَعبَدَا |
ويُوقدُ في أَنفسِ الخَائِفينَ العَزِيمةَ |
يَضرِبُ لِلحقِّ في رُوحِهمْ مَوعِدَا |
يَشقُّ حِجابَ اللَّيالِي |
ويَقرعُ نَاقُوسَ ثَأرٍ قَديمٍ |
تَردُّ عَليهِ أُلُوفُ نَواقِيسهمْ بِالصَّدَى |
سَيَقْطِفُ من أَعينِ الشَّمسِ فَجرًا |
لِيسرِجَ لِلمتعَبينَ الجِهَاتِ |
ويُسكبَ للظَّامِئينَ المَدَى |
سَيخلَعُ قُضبَانَ كُلِّ الزَنازِنِ |
مِنهَا يَمدُّ جَسورًا تَردُّ النِهايَةَ للمُبتَدَا |