فَرَدُوا جَنَاحَ الإِفْكِ وَاغْتَالُوا النَّدَى | |
|
| فَتَلَوّنَتْ جُدُرُ الْقُلُوبِ تَمَرّدَا |
|
وَهَجُ الْعُرُوشِ تَنَفّسَتْ جَمَرَاتُهُ | |
|
| كَيداً تَسَوّرَ جَمْعَهمْ فَتَعَبّدَا |
|
لَمَّا رَأَوا ثَبَجَ الْبُحُورِ مُهَادِنَاً | |
|
| رَقَصَ الْغَرِيقُ عَلَى السّفِينِ مُعِرْبِدَا |
|
فَنَرَى مِحَشّ النّارِ يَلْهَجُ بِالْهَبَا | |
|
| ءِ وَيَكْتَسِي ثَوبَ التّغَنّي بِالرّدَى |
|
تَبّتْ أَيَادِيهِمْ بِمَا جَرَحُوا شِفَا | |
|
| هَ الْوَرْدِ إِذْ نَزَعُوا مِنَ الطّهْرِ الْيَدَا |
|
هَبَطَ الْبَشِيرُ بِأَنْجُمٍ قَدْ فُصّلَتْ | |
|
| فَاضَتْ بِهَا الآيَاتُ وَابْتَهَلَ الصّدَى |
|
مَنْ ذَا الّذِي رَسَمَ الْجَمَالَ مُنَغّماً | |
|
| بِفُؤَادِهَا، تَشْدُوهُ نَجْماً فَرْقَدَا |
|
في مَعْرَكٍ ذَاكَ الزّبَيرُ وَطْلَحَةٌ | |
|
| رَفَعَا الْغُصُونَ عَلَى الْجِبَاهِ وَأَيّدَا |
|
جَاءُوا لَها قَبْلَ اشْتِعَالِ رَمَادِهِم | |
|
| هَمّتْ بِقَلْبٍ حَالِمٍ كَي تَخْمِدَا |
|
أَلْقَتْ لَهُم شَالَ الأُمُومُةِ عَلَّهَا | |
|
| تُبْقِي السّيُوفَ قُبَيلَ أَنْ تَتَجَرّدَا |
|
جَحَدُوا بِهَا وَاسْتَنْفَرُوا، فَارَتْ كَوَا | |
|
| نِينُ الَْوَغَى، عَقَّ الْفُؤَادُ وَأَصْلَدَا |
|
عَقَرُوا الْبَعِيرَ إِذِ النّفُوسُ تَغَرّبتْ | |
|
| وَهِيَ الْبَتُولُ تَقُودُ سِلْماً أَمْرَدَا |
|
وَأَبُو تُرَابٍ سَيفُهُ يَجْثُو لَهَا | |
|
| أَوصَى بِهَا أُمّاً رَؤُوماً تُفْتَدَى |
|
هِيَ عَائِشُ الْعِطْرُ النّمِيرُ تَضَوَّعَتْ | |
|
| بَينَ الشّعُوبِ لِمَا تَرُومُ مِنَ الْهُدَى |
|
وَالْبَدْرُ غَادَرَ بُرْجَهُ لَمَّا رَأَى | |
|
| حُلْوَ الشّمَائلِ إِنْ تَحَجّبَ أَوْ شَدَا |
|
وَالْعُذْرُ حَطَّ مِنَ السّمَاءِ مُزَلْزِلا | |
|
| قَالَتْ كَمَا يَعْقُوبُ صَاحَ مُرَدّدَا |
|
صَبْرٌ جَمِيلٌ لا عَذِيرَ لِخَوضِهِمْ | |
|
| وَالإفْكُ يَجْرِي فَوقَ بَحْرٍ مُزْبِدَا |
|
رَحَلَتْ مِنَ الأَرْضِ الّتِي خُضْتُمْ بِهَا | |
|
| وَلْتَمْلؤُوا أَحْشَاءَكُمْ صَدَأَ الْمُدَى |
|
لا يَجْرِمَنّ فُؤَادَها شَنَآنُ قَو | |
|
| مٍ قَدْ بَنَوْا لِلنّيلِ مِنْها مَعْبَدَا |
|
في كُلِّ وَهْنٍ يَعْبَثُونَ بِآيَةٍ | |
|
| وَتَشَوّكُوا، وَلِكُلّ خَدْشٍ مُنْتَدَى |
|
في نَهْرِها تَمْشِي الْقَصَائِدُ تَرْتَوِي | |
|
| وَدَقاً تَنَزّلَ مِنْ عَلٍ رَشَفَ النّدَى |
|
غَرْثَى مِنَ الأَهْوَاءِ، وَالْحُزْنُ انْتَشَى | |
|
| في صَدْرِهَا وَالصّمْتُ طَالَ وَأَقْعَدَا |
|
خُلُقٌ يَفِيضُ بَهَاؤُهُ بَينَ الْحُرُو | |
|
| فِ وَسَمْتُهَا وِرْدُ الْفَقِيهِ إِنِ اجْتَدَى |
|
هِيَ أُمّةٌ كَالنّخْلِ في بَيْدَائِهَا | |
|
| وَالْعِذْقُ فِيها لا يَرَى رِيحَ الْعِدَى |
|
شَطْرُ الشّعِيرِ خَبِيزُهَا وَالْجُوعُ كَا | |
|
| نَ رَدِيفَهَا، أَنِسَتْ بِهِ حَتّى بَدَا |
|
نَهَلَتْ مِنَ الْعِطْرِ الّذِي مَلأَ الضُّحَى | |
|
| شَمْساً فَمَا أَفَلَتْ وَأَضْحَتْ مَورِدَا |
|
فَضْلُ الثّريدِ عَلى الطَّعَامِ مِثَالُهَا | |
|
| تَنْسَى الْعَجِينَ إِذَا تَخَلَّتْ للْنّدَا |
|
تَجْرِي عَلى عَطَشِ الْجُنُودِ بِسَقْيِهَا | |
|
| أُحُدٌ رَأَى جُرْحاً هُنَاكَ تَخَدّدَا |
|
بَرَكَاتُ آلِ قُحَافَةٍ، مِنْ عِقْدِهَا | |
|
| فَإِذَا الصّعِيدُ لِمَنْ تَيَمّمَ مَنْشَدَا |
|
رُسِمَتْ عَلى قِطَعِ الْحَرِيرِ مِنَ السّمَا | |
|
| نَجْمَاتُهَا تِسْعٌ تَغِيظُ الْحُسّدَا |
|
أَينَ الْمَبِيتُ وَعَينُهُ تَرْنُو لَهَا | |
|
| في بَيتِها وإلى الرّفِيقِ مُغَرِّدَا |
|
وَتَكَحّلَتْ شَفَةُ الأَرَاكِ بِرِيقِهَا | |
|
| ثَغْرُ الرّسُولِ إلى السّوَاكَ تَوَقّدَا |
|
وَتَوَسّدَتْ أَنْفَاسُهُ هُدْبَ النّدَى | |
|
| وَاخْتَارَ مَنْ طَلَبَ اللّقَا مُسْتَشْهِدَا |
|
فَرَشَتْ نَمَارِقَ قَبْرِهَا وَتَحَزّمَتْ | |
|
| لا زِينَةٌ تَخْطُو لَها أَوْ عَسْجَدَا |
|
وَهَبَتْ لِمَنْ طَلَبَ الرّقَادَ بِصُحْبَةٍ | |
|
| مَعْ وَالِدٍ لَهَفاً يُجَاوِرُ أَحْمَدَا |
|
هِيَ بَسْمَةٌ حَطَّتْ عَلَى خَدّ السّنَا | |
|
| طُوبَى لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ مُفَرّدَا |
|