![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
لله قومٌ علّموا الثوّارَ كيف الموتُ يغدو لعبةً |
حجرًا يواجه مدفعًا.. |
هَرمًا تقلّبه جموعُ الثائرينَ |
تعيد ترتيبَ المواقعِ و الزوايا |
الكلُّ رأسٌ |
والرؤوس قواعدٌ.. |
هرمٌ بآلافِ الرّؤوسِ كقُنفذٍ.. |
يا من رأى هرماً تَكوَّرَ و استدارْ.. |
غازًا و قنبلةً بها يلهو الصغارْ |
تأتي فيريجعها لِحيثُ أتتْ |
أُطيفالٌ تساموا عن ألاعيبِ الخيالِ |
فأوجدُوا لَعِبًا حقيقيًا |
مطاردةً بها تُستبدَلُ الأدوارْ: |
اللّصُّ شرطيٌّ يطاردُ خَيِّرًا |
والحقُّ فيها تهمةٌ |
وجريمةٌ يُرمى بها الأخيارْ |
لعبٌ هو الجِدُّ الخفيُّ |
حقيقةٌ تبدو كألعابِ الكبارْ |
ها لحظةٌ أخرى و تُنتهَكُ القواعدُ |
مرةً أخرى هنا تُستبدَل الأدوارْ |
المجرمونَ الطّيبونَ يطاردونَ السّارقَ الشرطيَّ |
يهربُ نحو مخفرهِ الذي قد صارَ سجنَهُ |
والسّجونُ مخافرٌ رسميّةٌ |
يا للشّماتةِ!!! |
كيف يصبح شارعٌ من دونِ أيّ إنارةٍ |
أو كاشفاتٍ للمعادنِ و الضمائرِ |
والقلوبِ الآنَ آمنَ منْ مخافرهمْ |
بل من بناءِ وزارةِ التعذيبِ و التنكيلِ في عزِّ النهارْ |
وشوارعُ الفقراءِ أَفخمُ من جميعِ قصورهمْ |
هذي كرامتُهم تُؤَثِّث شارعًا مِلْءَ المدَى |
فرْشًا و آنيةً |
أَكاليلاً |
عُروشًا من زهورِ الياسمينِ |
وتاجَ عزٍّ وانتصارْ |
ما أجملَ الفقراءَ يَفترشونَ أرصفةَ الكرامةِ و الغبارْ |
ما أجمل الأمراء يفترشون أرصفة الكرامة و الغبارْ.. |
*** |
حضنُ الرّصيفِ اليومَ أَدْفأُ من صدورِ الأمهاتْ |
كلّ الجهاتِ مشارقٌ و اللّيلُ ماتْ |
أَرْدتهُ شمسٌ لا تُغادرُ أفقهمْ |
شمسٌ تُثبّتها أَكُفُّ الثّائرينَ لكي تَظلَّ هناكَ فوقَ الأفْقِ |
تَحكِي للصّغارِ عنِ الجياعِ السُّمرِ ثاروا في وجوهِ الظالمينَ |
وحطّمُوا كلّ الطغاةْ |
وتُذكِّر الأجيالَ أنَّ النصرَ أيسرُ من حياةٍ كالمماتْ |
أنَّ العروشَ النائماتِ على المظالمِ |
لا تُطيلُ المكثَ في وجهِ الرياحِ العاتياتْ.. |
هذا صباحٌ قُدَّ من ثوبِ العُراةْ |
فجرٌ يُطلُّ على بلادِ اللهِ من كلّ الجهاتْ |
كلّ الجهاتِ مشارقٌ و اللّيلُ حُوصرَ ثمّ ماتْ |
اللّيلُ ماتْ.. |