إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
مَاذا تَقُولُ فَرَاشَةٌ إِنْ لَمْ تَجِدْ دِفْئاً يُهَدِّئُ رَوعَها |
وَتَرَى غُصُونَ الشَّمْسِ يَقْضِمُها الْمَساءْ |
مَاذا تَقُولُ وَشِعْرُنا يَحْكِي تَضارِيسَ الْكَوَاعِبِ والنّهُودْ |
في ثَوْبِها رُقَعُ التّخَبُّطِ وَالشّرُودْ |
وَتَقَاسَمَ الْوَجَعَ الْمُخَلّلَ في الدُّجَى شُبّانُها |
وَيَهِيمُ فَوقَ مَعابِدِ الْبَلَدِ الْهَباءْ |
حَتَّى إِذا لاذَتْ إلى حِضْنِ التَّمَنّعِ والصّدُودْ |
هَبَّتْ بِها أَخَواتُها وَاسْتَمْرَأَتْ غَبَشَ الْوُعُودْ |
وَإِذا الْبِلادُ تَهَلَّلَتْ تَصْبُو إلى أُفُقٍ يَعودْ |
رَفَضَتْ شِفاهُ حِرَابِهِمْ بَرْقَ السَّماءْ |
وَالطَّيرُ يَخْفِي وَجْدَهُ |
بَينَ الْبَنادِقِ عِنْدَما تُشْرَى الدّمَاءْ |
وَالْعَينُ سُجِّرَ دَمْعُها |
تَرْنُو إلى طَيرِ النَّوَارِسِ تَحْتَفِي بَينَ الْغَمامْ |
وَلِتَرْسُمَ النَّهْرَ الّذِي في خَاطِرِي |
مِنْ نَبْعِهِ لَبَنٌ تَحَلَّى بِالْوِئَامْ |
مِنْهُ الصّبايا تَغْرِفُ الأَمَلَ الْمُكَلَّلَ بِالنَّشِيدْ |
وَالْمَوجُ يَغْسِلُ شَطْأَهُ هَمْساً وَتَرْتِيلاً يُقامْ |
عَينِي عَلى عَينٍ تَمَرَّدَ رِمْشُها |
وَالْجَفْنُ يُغْرِيهِ الْمَنامْ |
تَحْتَ السّكِينةِ في ثِيابٍ حَاكَها غَسَقُ الْخِصامْ |
يَاقَومِ مَنْ يَهْدِي الْفَراشَةَ شَدْوَ مَنْ يَرْجُو الْوِصالْ |
أَحَبَبْتُها قَبلَ انْبِجاسِ الْفَجْرِ مِنْ رَحِمِ اللَّيالْ |
كَحَّلْتُها حَتَّى الْتَقَينا عِنْدِ أَحْلامِ الْجُدُودْ |
يَاقَومِ مَنْ صَنَعَ الْكَآبَةَ وَالْجُنُودْ؟ |
وَالْحُبُّ يَنْشَفُ رِيقُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَلْقَى الْغَمامْ |
طَالَ اللُّهاثُ عَلى تَقَاسيمِ الْوُرُودْ |
وَتَمَيَّعَتْ في بُرْجِها لُغَةُ السَّلامْ |
يا مَعْشَرَ الإنْسِ اشْتَكَى مِنْ غيِّكُمْ نَوْحُ الْحَمَامْ |
وَفَرَاشَةُ الْكَرْمِ الْحَصِيدْ.. |
تَسَاءَلَتْ: |
مَنْ أَطْفَأَ الطُّرُقَ الّتي رُصِفَتْ مِنَ الْعَظْمِ الْوَليِدْ؟ |
أَوَتَشْرَبُونَ مِنَ الْجَماجِمِ حُلْمَ طِفْلٍ مِنْ جَدِيدْ؟ |
أَسْكَنْتُمُوهُ خِصَامَكَمْ فَتَوَجَّعَتْ فِيهِ الْخِيَامْ |
وَتَسَاءَلَتْ: لِمَ هَذِهِ الأَشْعارُ تَهْرُبُ كَالطَّرِيدْ؟ |
وَتَحَمْلِقُ الأَنْغَامُ في صُوَرِ الْقَصِيدِ؟ |
لَمَّا رَأَتْ دَمْعَ الْحُقُولِ عَلى الرَّحَى |
وَتَبَدَّلَتْ لُغُةُ الطَّحِينْ |
وَالْقَمْحُ يَمْلأُ حَبَّهُ غَضَباً عَلى صَدَأ الْمَناجِلِ في الْقُرَى |
يَتْلُو مَوَاوِيلَ التَّرَقُّبِ وَالصُّمُودْ |
وَتَسَاءَلَتْ: |
كَيفَ الأُخُوَّةُ لا تَرَى سُفُنَ الدّمُوعْ |
تَجْرِي بِأَشْرِعَةِ النَّوَى فَوقَ الْخُدودْ؟ |