إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
سَأَغْرِسُ في حُقُولِ الْقَلْبِ وَرْدَ قَصِيدْ |
وأُرْسِلُها طُيُوراً كَي تَجُوبَ حُدُودْ |
وَأَمْنَحُ كُلَّ أَشْعاري |
لِمَنْ مَلأَ النّهارَ نَدًى لِبُرْجِ حَمامْ |
وَأَفْئِدَةً تَرَى الأَيّامَ تَخْلُو مِنْ نُجُومِ وِئامْ |
تضِيءُ بِهِا غِياباتٍ وَحُزْنَ حَبيبْ |
وَمَدْرَسَةً يُغَرّدُ طِفْلُها الآتي |
نَشِيدَ سَلامْ |
***** |
هُنا حُبٌّ فَقَدْنا ظِلَّهُ الأُمَمِي |
أُولُو تَبَعٍ يَحِيكُونَ الْهَوَى ثَوباً مِنَ اللَّمَمِ |
وَأَقْلامٌ تَرَى البارُودَ عُنْوَانا |
وَكْنْتُ أَرَى غُصُونَ الْوُدِّ تُكْسَرُ في حَدَائِقِنا |
فتُؤْلِمُنِي إِذا ما جاءَتِ الْوَيلاتُ بِالْخَبَرِ |
أَكَادُ أُجَنُّ عِنْدَ تَزاحُمِ الأَنْباءِ وَالصّوَرِ |
فَيَسْأَلُني فَطِيمٌ يَرْتَجي ثَدْيَا |
لِماذا الْحُبُّ أَخَفَوا حَبْلَ مَعْناهُ |
عَنِ الأَزْهارِ وَالأَرْحامِ وَاللَّعِبِ |
***** |
هُنا حُبٌّ يَذُوبُ على صَفيحٍ قُدَّ مِنْ حَزَنِ |
وَشَيخٌ في دِياري يَشْتَكِي الْوَلَدا |
رِياحُ الْهَجْرِ تَذْرُو باقِيَ السّاعاتِ وَالأَمَدَا |
يُراقِبُ رِحْلَةً نَفَرَتْ مِنَ الزَّمَنِ |
وَيَسْأَلُني: تُحِبُّ الْوَرْدَ وَالأَلْحانَ وَالْبَلَدا؟ |
وَدَمْعُ الشَيبِ يَهْطِلُ في تَراقِيهِ |
يَقُولُ أَرَى نَسيمَ الرّيحِ يَنْفُخُ في ثَرَى كَفَني |
دَعُوا وَلَدَي |
يَحِنُّ إلى ذِراعٍ كانَ يَرْقِيهِ |
وَيُوصِلُني لآخِرِ نُقْطَةٍ كُتِبَتْ على سَطْري |
أَلَمْ يَذْكُرْ دَبيبَ الْحِضْنِ حينَ يَنامُ في صَدْري |
***** |
أَبُلُّ ضَفائِرَ الشّمْسِ |
أُغازِلُها لِتَغْسِلَ خَدَّ تُفّاحِي |
أُعاتِبُها عِتابَ الْوَرْدِ لِلرّاحِ |
فَتَذْرِفُ هَمْسَةً تَسْري بِشَرْياني |
فَلا لَيلٌ يُواري الصّخْرَ في دَرْبي |
وَلا سَيفي يَنِيخُ لِمَنْ سَقَى جُرْحي |
***** |
هُنا رِمْشٌ يُسائِلُني |
لِماذا الْحُبُّ يَغْرَقُ في غَوى الشّرْطِ |
وَيَنْشَفُ رِيقُهُ في الْبَحْرِ قَبْلَ تَلَمُّسِ الشَّطِّ |
يَبُثُّ الْحُزْنَ بَالتّأْتيبِ وَالسّخْطِ |
فَتَهْرُبُ مِنْ ظِلالِ اللّونِ أَشْعاري |
وَأَكْتُبُها بِحَرْفٍ لا يَرَى خَطّي |
***** |
هُنا حُبٌّ |
وَعَينٌ في حَوارِينا |
تُناجِي اللّيلَ أَينَ أَبي؟ |
يُقَبّلُني قُبَيلَ النّومِ وَالدّرْسِ |
وَيُشْعِلُ فَرْحَةً فَرَّتْ مِنَ الأمْسِ |
يُناغِيني وَيَقْرأُ لي حِكايَةَ أُمّةٍ تَرْنُو إلى الشَمْسِ |
لَها مَاضٍ تَنُوءُ بِهِ شُعُوبٌ تَلْعَقُ الألَمَا |
فَيَسْمَنُ جُرْحُها أُمَمَا |
وَكُلُّ جِراحِها بَرَأَتْ |
وَلَمْ يَبْرَأْ سَنا الْقُدْسِ |
***** |
أَيا نَفْسِي |
لِماذا الْحُبُّ يَهْرُبُ مِنْ دِما بَلَدِي |
وَيَغْصِبُني لأَشْكَوَ بَأْسَهُ شِعْراً على الْوَرَقِ |
فُحُطّي الْهَمَّ وَأْتَلِقي |
كَفَى غَضَباً |
وَمُدّي غُصُنَ إِصْباحٍ مِنَ الْغَسَقِ |
حَلِمْتُ بِأَنّ أَحْقادِي تَكادُ تَمُوتُ تَنْطَفِئُ |
أُقاسِمُ بَهْجَةَ الأَيّامِ مَنْ يَصْبُو إلى الرَّفقِ |
***** |
هُنا حُبٌّ |
سَأَجْمَعُ فِيهِ أَورادِي |
وَأَغْرِفُ مِنْ عُذُوبَتِها أَغاريدِي |
عَسَى تَرْنُو إلى عَيني سُطُورُ الْوُدِّ وَاللّينِ |
وَأكْتُبُها مُحِبّاً أَنْثُرُ النّشْوَى عَلى الطّينِ |
وَأَمْلأُ حَقْلَ وَادِينا طُيُورَ الأُنْسِ تُلْهِمُنِي |
تَراتَيلَ الْمُسافِرِ حِينَ يَغْفُو في هَوَى الْوَطَنِ |
***** |
حَبِيبٌ أَنْتَ في اللهِ |
لَكَ الدّنْيا سَفِينَةُ بَحْرِكَ الْهادِي |
فَخُذْ بِالْحُبِّ لا تَخْجَلْ |
وَقُلْ لي أَجْمَلَ الضّحِكاتِ لا تُمْهِلْ |
وَأَعْلِنْها لِمَنْ يَخْطُو إلى الإنْسانِ وَالأَمَلِ |
بِطيبِ الْحَرْفِ وَاللّمَساتِ وَالْقُبَلِ |
وَأَبْرِمُ صُلْحَ أَطْفالٍ مَعَ الْمَوتِ |
وَلا تَنْظُرْ مَجِيءَ غَدٍ لِتُخْبِرَني |
مَحَبّةَ قَلْبِكَ الْمَأْسُورِ في الْيَأْسِ |
سَأَخْلَعُ جَفْنَ أَشْعاري |
وَأَسْكُبُها عَلى النّارِ |
وَأَبْني مِنْ حُرُوفِ الْحُبِّ أَرْصِفَةً إِلى جَارِي |
***** |
هُنا حُبٌّ وَلَكِنْ لَسْتُ أَعْرِفُهُ |
يُجَرْجِرُني لِماضٍ كِدْتُ أَنْساهُ |
لَهُ في الْبالِ مَظْلَمَةٌ تُنادِيني |
إِلى بِيدٍ مِنَ الْحَسَراتِ تُشْجِيني |
أَلُوذُ بِمَنْ يَشِيلُ الْحِمْلَ عَنْ عَيني |
فَتُشْرِفُ لِي دُمُوعُ سَحابَةٍ تَمْشِي |
تُرِيني الْحُبَّ في اللهِ |
وَيَكْفِيني |