إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
في الْعِيدِ أُحَاوِلُ مِلْءَ قَصيدي مِنْ دِفْءِ الأَرْحامِ.. |
وَأَصْبُغُها مِنْ ناصِيَةِ الإِصْباحِ وَمِنْ طُهْرِ الأَيّامِ.. |
أُزَيّنُها مِنْ هَمْسِ الأُمّ وَبَرْدِ الدّمْعِ.. |
وَصِدْقِ الْعُشْبِ إِذا وَعَدَ الأَمْطارَ .. |
وَمِنَ الأَصْحابِ إَذا حَمَلُوا الأَسْفارَ على حُبٍّ |
يَالَيتَ قَصِيدِي أَسْكُبُهُ فَرَحا |
في الْعِيدِ تَرَى وَجَعَ الأَحْلامِ يَهِيجُ بِشَوكِ الْوَرْدَةِ.. |
حِينَ حَنينِ الْهَمْسِ بِكَفِّ أَبِ |
في الْعِيدِ رَكبْتُ فُؤَادِيَ أَبْحَثُ عَنْ رَحِمِي |
فَوَصَلْتُ لِحُزْنٍ لَمْ يَرْحَلْ عَنْ وَرْدَتِهِ |
وَالصّبْيَةُ يَنْتَظِرونَ عُيُونَ الْفَجْرِ عَلى الرّيقِ |
بِنْتُ الأَخ ِتَرْسُمُ وَجْهَ أَبٍ يَتَهادَى بَينَ الْعَينَينِ |
يَتَجَمّعُ دَمْعاً في حُفَرِ الْخَدّينِ.. |
لِيَرْوِيَ قَلْباً تَشْرُدُ مِنْهُ أَزاهِيرُ الْعِيدِ |
لا تَدْرِي كَيفَ تُوَارِي حُرْقَةَ عَامَينِ |
عَامانِ بِلا خَبَرٍ ذَابا بَينَ الْحَسَراتِ وَأَلْوانِ الْبَينِ |
وَالأُمُّ تَعِيشُ عَلى أَمْلاحِ الْجَفْنَينِ |
وَأَرَى قَمَراً تَتَغَرَّبُ فِيهِ أَغَارِيدُ الْفَرَحِ |
فَطُيُورُ الْبَهْجَةِ قَدْ رَحَلَتْ مِنْ عامَينِ |
لَجَأَتْ لِلصَّمْتِ وَلا تَشْكُو |
مَنْ يَأْتِي بِالضَّحِكِ الْمَخْطُوفِ مْنَ الشَّفَتَينِ.. |
وَلَمْ تَعْرِفْ أُغْنِيَّةَ حُبٍّ في الأَبَوَينِ.. |
أَمُدُّ عُيُونِي في غَسَقِ الْوَرْدِ |
يَابِنْتَ جِراحِي.. |
عَمُّكِ يَرْجُو الْبَوْحَ فَبُوحِي.. |
لا تَدْري كَلِماً غَيرَ الْنَّوحِ |
لَمْ تَرْغَبْ في ذَهَبٍ وَلُجَينِ.. |
فَما قَالَتْ للعَمِّ: |
أَبِي! |
تَمْتَدُّ لَهَا نَغَمِي مِنْ عَامَينِ |
وَالْعَين تَجُولُ عَلى الْكَفَّينِ.. |
وَلا تَدْرِي |
تَتَساءَلُ أَيْنَ أَبِي |
فَأَبي فَرْدٌ لَيسَ اثْنَينِ |
وَلِمَ الأَعْيادُ تَغُورُ قُبَيلَ وُصُولِ الدّرْبِ؟! |
فَتَهْرُبُ مِنْ حَلْقِي أَطْيارُ الأَجْوِبَةِ |
وَيَحُومُ أَمامي كُلُّ غَريبٍ يَبْحَثُ عَنْ ظِلٍّ |
وَأَراها تَرْجُفُ بَينَ ثِيابٍ فَاقِعَةِ الْخَيطِ |
وَالْغُرْبَةُ عَضّتْ فَرْحَتَها بِالنّابَينِ |
فظَنَنْتُ يَدَيها شَلّتْ مِنْ وَجَعٍ في العِيدَينِ |
وَالدّرْبُ تَراه طَويلاً قَبْلَ الصّبْحِ.. |
وَما قَرَأَتْ حُبّاً مِنْ حَرْفَينِ |
يَابِنْتَ جِرَاحِي.. |
خَلّيني في العَينِ أَباً يَشْفِي وَطَنِي |
وَالأُمُّ تَحُثُّ بُنَيّتَها خَجَلاً |
مَسَكَتْ بِالْعِطْفَينِ |
وَتَقُولُ أَبُوكِ هُناكَ |
سَيأْتي بَعْدَ بِلادٍ أَوْ بَلَدَينِ.. |
فَلا تَأْسَي |
سَتَرَينَ طَريقاً قَابَ الْقَوسِ أَوِ الْقَوسَينِ.. |
فَهُناكَ حُدُودٌ أَخْفَتْ عَنْهُ نَسيمَ الشّطِّ.. |
وَضَوءُ الشَّمْعَةِ لَمْ يَأْنِ |