![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
سَأَلْتُ مَواسِمَ الأَسْفَارِ عَنْ إِنْسِ |
أُحَمِّلُهُ رِسَالاتٍ تَيَبَّسَ حَرْفُها الْمَنْسِي |
وَأُرْسِلُها غَياياتٍ تُناغِمُ هُدْبَ عَينَيها |
وَوَرْداً مِنْ غُصُونِ الْفَأْلِ قَبْلَ اللَّيلِ إذْ يُمْسِي |
أَحِنُّ لَها، حَنينَ الظّلِّ لِلْغَرْسِ |
أَقُولُ لَهُ: بَرِيدٌ عَاجِلٌ.. |
عُنْوَانُهُ.. |
أُمّي |
***** |
وَكُلُّ صَبِيَّةٍ حَنَّتْ ضَفَائِرَها إلى الْعُرْسِ |
وَتَخْطُو نَغْيَةً تَسْمُو عَلى نَصِّي |
أَخِيطُ لَها رِدَاءَ الشَّعْبِ وَالشَّمْسِ |
مُدَثَّرَةً بِعِطْرٍ مِنْ أَغارِيدِ اللّقَاءاتِ |
وَذِكْرَى مِنْ أَقَاصِيصِ الْمَسَافَاتِ |
رَسَمْتُ غِلافَها بِمَواجِعِ الْقَمْحِ |
وَعُنْوَاناً يَمُدُّ الْجَذْرَ في جُرْحِي |
وَحُبّاً لَحْنُهُ.. |
أُمّي |
***** |
سَكَبْتُ دُمُوعَ مِحْبَرَتِي |
لِمَ الأَشْعارُ تَكْبُو في مُخَيّلَتِي |
وَتَهْرُبُ مِنْ يَدِي الْكَلِماتُ تَغْرَقُ في دُجَى النّفْسِ |
وَتُلْقِي فَوقَ أَوْرَاقِي حُرُوفاً لَيسَ تَعْرِفُها |
وَحَمْحَمَةً تَبُثُّ ثَوابِتَ الأَمْسِ |
بِعَظْمِ الصّدْرِ أَرْصِفُها |
إِلى أُمّي |
***** |
سَأَلْتُ خُيُوطَ أَورِدَتِي |
عَنِ الإنْسانِ في وَطَني |
عَنِ الأَسْماءِ وَالْحارَاتِ وَالشّيَمِ |
عَنِ الزّيتُونِ لا يَشْدُو لَهُ قَلَمِي! |
يَمُجُّ حُرُوفَهُ غَضَباً على الْكُتُبِ |
وَيَذْهَلُ مِنْ عُرَى النَّسَبِ |
إِذِ الرَّمْضاءُ تَقْذِفُ مِنْ مَجَامِرِها |
خِصَامَ الإخْوَةِ النُّجُبِ |
فَيخْبُو مِنْ أَوَاصِرِها |
سَنا أُمِّي |
***** |
سَأَلْتُ الأَرْضَ يَمْخُرُ تُرْبَها جَسَدِي |
وَأمْهَرُها دَماً يَجْرِي مِنَ الْكَبِدِ |
بِلا وَجَعٍ مِنَ الأَيّامِ أَحْمِلهُ إلى وَلَدِي |
أُخَاطِبُ أُمّيَ الْمَرْهُونُ في حَدَقاتِها بَلَدِي |
وَأَخْطِفُ مِنْ فُؤادِ الصّبْحِ أَنْفاساً |
لأَهْدِيَها إِلى أُمّي |