![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
أَغَريبٌ يا بَلَدي أنْ أَبْقَى طِفْلاً يَتَغَنَّى.. |
بِالأَمَلِ الْمَنْقوشِ على شَفَةِ الدّنْيا |
يَتَمَنَّى.. |
يَرْشُفُ ثَدْيَ الصُّبْحِ عَلى عَينِ اللّيلِ |
وَيُرَفْرِفُ بَينَ قَصائِدِهِ لا يَأْبَهُ لِلْمَعْنَى |
لا يَخْشَى زَعْقَةَ آتٍ يَغْمِسُ في دَمِهِ بُسْتانَ ضُحَى |
في أَيِّ زُقاقٍ يَلْعَبُ لا يَتَعَثَّرُ في وَجَعِ الْحاراتِ.. |
وَلا يَشْقَى |
يَبْني بَيتَ الأَسْمارِ بِلا سُورٍ |
وَيَراهُ بِلا خَمْرٍ قَصْرَا |
وَيُلَمْلِمُ مِنْ وَهَجَ الثّوراتِ قَصِيدَةَ حُبْ |
مِنْ قِصّةِ شَعْبٍ يَغْزِلُ هُدْبَ الشّمْسِ.. |
وَيَمْلأُ مِنْ ضَحِكِ الأَعْنابِ أَباريقَ الْعُرْسِ |
بِاللهِ يَلُوذُ وَلا يَتَقَلَّبُ في جَمْرِ النّفْسِ |
لا يَشْحَذُ لِلْفُقَراءِ لِسانَ عَويلٍ.. |
يَحْضِنُ لُعْبَتَهُ قُدّامَ الْجُنْدِ بِلا وَجَلٍ |
وَتَلينُ لَهُ الْخُوذاتُ جِراراً لِلْغَرْسِ |
يَضَعُ الْبارودَ أَمامَ الرّيحِ تَهِيجُ عُطورا |
لِلْحَرْبِ يُغَنّي كَي لا تَحْبِسَ لِلْزَيتونِ غَديرا |
لِلْفَجْرِ يَقودُ خُيولَ مُساءَلَةٍ |
لِمَ دَرْبُ جُنُوني يُبْكيني قَلَماً وَضَميرا |
مَنْ يَسْنِدُ فَوقَ الزّنْدِ غُصونَ الصّفْحِ؟ |
بَينَ الْحاراتِ يُزَيّنُ مِدْماكاً لَلْصَرْحِ |
يَبْني مِنْ أَحْجارِ الْعَثَراتِ سَلالِمَ لِلصّبْحِ |
فَدَعوني أَقْطِفُ مِنْ غَسَقي ضَوءَ الْبَيتِ |
مَنْ يَغْسِلُ أَعْيُنَ صِبْيَتِنا مِنْ صَهْباءِ الْفِتَنِ؟ |
كَي أَمْحُوَ مِنْ حِيطانِ الصّبْرِ أَغاريدَ الْمَوتِ |
صَحْنُ التّلفازِ أُعَلّقُهُ لِلطّيرِ عِشاشا |
وَالضّيفُ أَحُطُّ لَهُ هُدْبَ الْعَينينِ فِراشا |
وَأُبَلّلُ مِنْ سِيَرِ الشّهداءِ خَواطِرَ ثَكْلَى |
تَسْأَلُ كَيفَ دَوالي الأَرْضِ تَموتُ عِطاشا |
أَغَريبٌ يا بَلَدي أنْ أَبْقَى طِفلاً أَتَمَنّى! |