إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
أَحْبَبْتُكُمْ |
يا مَنْ عَلى وَجْهِ الْبَسِيطَةِ كُلِّها |
لَمْ ُأخْفِ ضَوءَ مَحَبَّةٍ تَسْمُو بِكُمْ |
لا حُبَّ في قَلْبِي أُوَارِي لَونَهُ عَنْ عَينِكُمْ |
أَحْبَبْتُكُمْ |
حُبَّ الْغُصُونِ لِمَنْ يُرَطِّبُ فَرْعَها |
شَوقَ الْعَجائِزِ لِلسَّمَرْ |
حُبَّ الْفِراخِ لِمَنْ يُظَلِّلُ عُشَّها |
وَالْحَرُّ يَغْرِفُ مِنْ شَرَرْ |
أَحْبَبْتُكُمْ |
كَالْحَقْلِ حِينَ يُراقِبُ الْغَيماتِ تَعْصِرُ ضَرْعَها |
كَاليَاسَمينِ إذا نَما في كُمّهِ رَسْمُ الْوَدُودْ |
كَالْكُحْلِ تَحْتَ نِقابِهِ يُذْكِي الْقَصِيدْ |
أَحْبَبْتُكُمْ |
كَبَرَاءَةٍ في بالِ بِكْرٍ تَسْتَكِينْ |
كَالشَّمْسِ حِينَ تُعِدُّ دِفْءَ الْعالَمِينْ |
وَتُمِدُّ لِلْفُقَراءِ لَحْنَ الْحالِمينْ |
عِنْدَ الْغُرُوبِ تَخِرُّ حُبّاً سَاجِدَهْ |
وَتُكَحّلُ الأَيّامَ، وَالدُّنْيَا مِنَ الأَيدِي نَرَاها شَارِدَهْ |
أَحْبَبْتُكُمْ |
كَالنَّخْلِ يُلْقِي حِمْلَهُ حُبّاً لِمَنْ غَرَسَ الْفَسِيلْ |
وَالصّبْرِ حِينَ يَهِيجُ نَاراً في قُلُوبِ الْوَاجِفينْ |
وَالْمَوْجِ حِينَ يُقَبّلُ الشُّطْآنَ لا يَخْشَى الْعُيُونْ |
أَحْبَبْتُكُمْ |
حُبَّ التّلاقِي في شِفاهِ الْعاشِقينْ |
عِنْدَ الْخُطُوبَةِ تَسْتَحِي مِنْهُ الصّبايَا بِالدّمُوعْ |
كَالضَّوءِ يَنْهَلُ مِنْ مَضاحَكَةِ الشّمُوعْ |
أَحْبَبْتُكُمْ |
كَالصّمْتِ في صَلَوَاتِ لِيلِ الآيِبِينْ |
لا تَبْخَلُوا حُبّاً عَلى بَرْجِ الْحَمامْ |
كَيْ يَهْدِلَ الْكَلِماتِ مِنْ نَغَمِ السّلامْ |
أَحْبَبْتُكُمْ |
كَغَزالَةٍ تَلْهُو مَعَ السّرْبِ الّذِي أَمِنَ الْخِباءْ |
والْعُشْبِ إِذْ يَرْجُو السّقَايَةَ تَحْتَ أَنْغَامِ السّماءْ |
فَتَقاسَمُوا الْحُبَّ الّذِي لا يَخْتَفِي بَعْدَ اللّقاءْ |
أَحْبَبْتُكُمْ |
هِيَ كِلْمَةٌ تَجْري على شَفَةِ الْوَسيمْ |
وَيَقُولُها عِطْراً تَجَلَّى مِنْ فُؤَادٍ لا يَلُومْ |
ما أَجْمَلَ النّفْسَ الّتي تُلْقَى مَفارِشَ لِلنّسِيمْ |
أَحْبَبْتُ فِيكُمْ غُرْبَتي |
فَاسْتَمْتِعُوا وَتَعانَقُوا قَبْلَ التّخَلّي وَالْجَفاءْ |
مِنْ هَذِهِ الدّنْيا الّتي أَخْلَيتُها مِنْ جُعْبَتِي |
لا تَتْرُكُوا نَفَساً يُحِبُّ وَلَوْ زَحَفْتُمْ في الّدماءْ |
كُلٌّ لَهُ دَرْبٌ يَشيبُ وَيَنْتَهي |
فَالْعُمْرُ لا يُغْرِيهِ شَيءٌ كَي يَعُودَ إلى الْوَراءْ |
أَحْبَبْتُ فِيكُمْ دَمْعَتِي |
هَلاّ نَزَعْتُمْ شَوكَةَ الأَشْجَانِ مِنْ عَينٍ تَسِيلْ |
وَتَقُولُ لِلْخَصْمِ الّذِي يَهْوَى تَعارِيجَ السّبِيلْ: |
أَحْبَبْتُكُمْ |
كَمَنَازِلِ الشّوقِ الّتي لا تَرْتَوِي مِنْ صَحْبِها |
لا تَتَرْكُوهَا خَاوِيَهْ |
وَدَعُوا فُؤَادِيَ يَنْتَشِي في حُبّكُمْ |
وَعَسَى الْقُلُوبُ تَبِيتُ فِيكُمْ رَاضِيَهْ |
لا خَوفَ بَعْدَ الْيَومِ مِنْ حُبّي لَكُمْ |
أَحْبَبْتُكُمْ |
يا مَنْ تَرَونَ قَصيدَتي |
هَلاّ سَمِعْتُمْ في الْقُلُوبِ وَجِيبَها |
مَنْ غَيرُ نَفْسِكَ تَسْمَعُ الْحُبَّ الّذِي غَنَّى لَها |
إِنْ لَمْ تُجِبْ لِنِدائِها |
لا تَرْمِ خَيطَ مَوَدَّةٍ يُعْطَى لَكا |
وَاسْكُبْ حَلاوَةَ عِشْرَةٍ لِمَنِ اصْطَفاكَ وَدَلَّكا |
الْحُبُّ طَالَ سَبِيلُهُ وَتَشَوَّكا |
أَحْبَبْتُكُمْ |
دَعْني أَرَى وَجْهاً بَهِيّاً بَاسِما |
حَتّى أَرَاني فِيكَ وَجْهاً وَدَّ أَنْ يَتَبَسّمَا |
وَلْتَرْسُموا الأَنْباءَ حُبّاً بَلْسَما |
أَحْبَبْتُكُمْ |
لَسْتُ الْوَحِيدَ عَلى الْبَسِيطَةِ كَيْ أَمُوتَ مُشَرّدا |
أَبْكِي لَكُمْ حَتّى أَنالَ دُمُوعَكُمْ |
لا تَجْعَلُوني أَمْتَطِي ظَهْرَ الشّقاءِ مُهَدَّدا |
وَأَخافُ مِنْ طَرَفِ النّهَايَةِ وَالرّدَى |
أَحْبَبْتُكُمْ |
حُبَّ الدّيَارِ إِذا تَرَامَتْ لِلْعُيُونِ الْعَائِدَهْ |
وَالشّاعِرِ الْمَصْدُورِ شِعْراً لَمْ يَخُطَّ قَصائِدَهْ |
فَتَرَنَّمُوا حُبّاً عَلى دَرْبِ الْحَيَاةِ الْبَائِدَهْ |