إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
مسن ينادي العالم من خلال وسائل الإعلام أن يرجعوا لِطفلٍ والديه |
اللذين قتلا في القصف الوحشي |
لمنْ يبكي إذا ذَرَفتْ سَجاياهُ؟ |
ونادى نسْمةً ناغتْ دموعاً أثقلَتْ خدَّهْ |
رصاصاتٌ أصابتها فغابتْ عن حَواشيها |
لمن يبكي إذا ذَرفَتْ سجاياه؟ُ |
وقال: أبي فمنْ يأتي بألعابٍ |
إذا ما عُدْتَ تصحبُني |
وأشري دُميةً ضحكتْ |
ومن يُلقي بعِطْفيهِ على وجَلي وعندَ مشارفِ الخوفِ |
إذا هدرتْ قذائفُهم |
وأحرقَ صوتُها ثوباً لطائرتي |
ومن يبني عريشَ الخوصِ في بيتي؟ |
أيا أبتي |
فمنْ يأتي لأصحابي؟ |
بخبزةِ زَعترٍ منقوشةٍ ورداً وبالزيتِ |
وفي البردِ |
من يُنْجِي مساحاتي؟ |
يُغَطّيني بِهُدْبِ عباءةٍ كانت لجدٍّ ماتَ بالأمسِ |
ألم تُخْبِرْكَ يا أبتي إذا رَجَعَتْ |
فقلْ للملحِ في العينين: |
لن أعْتِبْ |
أبوسُ الرأسَ والقدمَينِ أُرْضيها |
إذا ما جِئْتِ يا أمي |
فلن أغضبْ |
فَعُودي قبل أن نغفُو |
ولَمّا تَخْتفي الدُّلجةْ |
وحين تَعانُقِ الشمسِِ |
أغانٍ كنتُ أرضَعُها |
ومن عينيك أسمعُها |
لكي أغفو |
ويا أبتي |
إذا جاءتْ طيورُ البَينِ تسرِقُنا |
فمنْ يحمي دوالي بيتِنا بعدكْ |
ويا أبتي |
لماذا كلُّ هذا الجَوْرِ من جاري؟ |
فلم أفهم ولن أفهمْ |
أكانت أمُّنا تحشو قنابلَ مدفعِ العسكرْ |
أكانت في مُظاهَرةٍ تُنادي حُرَّةً بَلدي |
فقد كانت تدُسُّ الخبزَ في النارِ |
وكانت تُلْقِمُ الأفواهَ بالزعترْ |
فألْقَتْها رصاصاتٌ بعيداً عن حَواشيها |
فما ذنبُ البساتين التي غنَّتْ طيورٌ في مراعيها |
فهل بستانُنا يَخْفَى وفى أشجارهِ مدفعْ |
فيا أبتي |
تعالَ اليومَ نزرعْ كرمَنا فُلاً على عنبرْ |
ونَقْلِبْ سَهلَنا خندقْ |
تعالَ نُرمّم الجدرانَ نرْسُمْها بأجفانٍ وسُنبلةٍ |
وعِشّاً باضَ فيهِ طائرُ القنبرْ |