إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
نَشَلُوا جُذُورَ الضَّوءِ مِنْ شَمْسِ الْبِلادْ |
قَالوُا مَوَاسِمُهَا انْتَهَتْ |
وَنَخَافُ أَنْ تَتَمَلْمَلَ الْحَسَرَاتُ في رُوحِ الْعِبَادْ |
أَوْ تَأْتِيَ الرِّيحُ الْخَبِيئَةُ بِالْفَسَادْ |
هَامَانُ يَاهَامَانُ قَدْ نَبْنِي لَهُمْ وَكْرَاً يَقِيهِمْ حُبَّنَا |
فَارْسُمْ لَهُمْ مِنْ أَمْرِنَا |
دَرْبَ الرَّشَادْ |
وَانْحَتْ لَهُمْ صُوَراً تَقُولُ أَنَا اللَّيَالِي وَالضِّيَاءْ |
لا تَسْأَمُوا مِنْ دَامِسٍ مَدَّ الْعَبَاءَةَ فَوقَ مِصْبَاحِ النَّهَارْ |
لا تَسْأَلُوا عَمَّا يَقَولُ الْمُفْسِدُونَ لِشِرْعَتِي |
إِنْ تَسْأَلُوا نُرْسِلْ لَكُمْ سُنَنَ الْخَرَابْ |
أَوَلَمْ تَرَوا مَاذا فَعَلْنَا بِالَّذِي شَقَّ السُّكُونَ بِلَيلَتي |
ثُمَّ اسْتَمَالْ |
مِنْ حَقْلِنَا زَغَبَ الغُصُونِ وَهَامَ يَلْعَقُ في الرِّمَالْ |
وَالْمَاءُ عِنْدِي لَيْسَ صَعَباً أن يُنَالْ |
هَاتُوا دِلاءَ مَحَبَّتِي |
لا تَشْتَكُوا مِنْ سُنَّتِي |
قَدْ أُغْلِقُ الأَبْوَابَ رَدْمَاً لِلسُّؤَالْ |
لا تَنْخَسُوا زَهَرَاتِكُمْ في عُدْوَتِي |
وَلْتَتْرُكُوا تِلْكَ النَّوَاشِزَ لِلزَّمَانْ |
أَوْ تَلْعَقُوا ظِمْءَ الْحَيَاةْ |
إِنْ تَنْتَهُوا نَقْفِلْ لَكُمْ نَهْرَ الْعَذَابْ |
مَا عِنْدَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ تَحْبُونَ فِيهِ عِنْدَمَا أَذْرو السِّهَامْ |
***** |
وَيَقُولُ أَمْثَلُهُمْ عَلَينَا نِقْمَةً |
ذَرْنِي أَدُسُّ لَهُمْ مَنَافِيَ وَابْتِهَاجَاً بِالسَّرَابْ |
يَاحَسْرَةً عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونْ |
يَومَاً وَتَشْخَصُ مِنْ جَوَانِبِهَا الْعُيُونُ فَلا تَرَى |
إِلا سَوَادَاً في خِبَاءْ |
أَفَلا أَدُلُّ شَفِيعَكُمْ لِلْهَمْسِ في أُذُنِ الْخِصَامْ |
كَيْ يَنْتَهُوا مِنْ حُلْمِهِمْ |
وَيَذُوبَ عُمْرُ الرَّاقِصِينَ عَلَى طَرِيقِي بِالدِّمَاءْ |
هِيَ حَالُهُمْ |
وَأَقُولُ أَشْوِي مَنْ يُبَدِّلُ لَحْنَ عَرْشِي تَحْتَ ظِلِّي لِلْوِلاءْ |
هَلْ عِنْدَكُمْ غَيرُ الإِيَابْ |
فَاسْتَشْفِعُونِي أَرْضَهُ نَغَمَاً لَكُمْ |
أََوَ صَمْتُكُمْ يَخْفَى عَلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا طَرِيقٌ لِلْعَذَابْ؟ |
***** |
تِلْكَ الأَسَافِينُ انْتَشَتْ فَوقَ التَّرَاقِي مَا أَتَتْ نَحْوَ الصَّوَابْ |
يَا مَنْ تَرَونَ بَلاءَكُمْ زُلْفَى لِمَنْ بَلَعَ النِّفَاقْ |
يَشْرِي لَكُمْ وَهَجَ السَّحَابْ |
وَالْمُزْنُ يَرْجُفُ حَبُّهُ بَينَ الغُيُومْ |
يَهْوِي وَيَفْتُقُ ثَوبَ حَرْثٍ بَعْدَمَا يَبْلَى الْغِطَاءْ |
وَيقَولَ هَذِي مِنَّتِي |
فَيَدِي عَلَيكُمْ نِعْمَتِي |
وَتَرَونَ قُرْبِي كَيفَ يَأْتِي بِالنَّمَاءْ |
***** |
هَذِي الْمَغَالِيقُ افْتَرَتْ |
وَتُحَاوِرُ الأُذُنَ الْخَبِيثَةَ خَلْفَ مَا يَسْعَى الضَّمِيرْ |
وَيَقُولُ جَدِّي يَومَ جَاءَ غِيَابُهُ ثُمَّ امْتَطَى رَحْلاً وَغَابْ |
الْبِئْرُ بِئْرِي وِالدِّلاءُ يَغِبُّ مِنْهَا كُلُّ طَيرٍ لا يَهَابْ |
لَكِنْ عُطَاشَى حَقْلِنَا |
قَدْ أَطْفَأُوا نِيرَانَهُمْ بِالدَّمْعِ وَاقْتَسَمُوا سَحَابَةَ حُلْمِهِمْ |
هَلاَّ عَصَرْتُمْ دَمْعَةً قَبْلَ الْحِسَابْ |
فَلَعَلَّهَا تَرْوِي غُصُونَاً لِلْعِتَابْ |
تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الَّتِي لَعِبَتْ عَلَى قَدَمٍ وَسَاقْ |
لَمْ يُحْشَ في فَمِهَا لِجَامْ |
عَرَفَتْ مَتَى تَمْشِي عَلَى لَحْمِي وَتَهْرسُ في الْعِظَامْ |
وَلَهَا حَوَافِرُ تَشْتَهِي هَمَسَاتِ عِرْقِي كَي تَرَى |
في صِمْتِهِ غُصْنَ السَّلامْ |
تَهْفُو وَتَعْرِفُنِي مِنَ الْكَدَمَاتِ وَالْجُوعِ الْخَشِنْ |
نَسَجَتْ مِنَ الأَنْفَاسِ والْقَهْرِ الْعَلَنْ |
أَحْزَانَ ثَكْلَى وَارْتِهَانَاً لِلْوَطَنْ |
***** |
أَوَ تَرْقُصُ الأَيَّامُ وَالتَّارِيخُ يَنْسَى دَمَعَهُ؟ |
وَالنَّاسُ تَسْأَلُ مَوتَهَا كَيفَ افْتُقِدْ! |
هَلْ يَأْلَفُ الْمَوتَى قُبُورَاً زُيِّنَتْ؟ |
هَلاَّ سَأَلْتَ فُؤَادَكَ الْغَافِي عَلَى كَبِدِ الْبَلدْ |
أَينَ الَّذِينَ يُسَافِرُونَ بِلا جَسَدْ؟ |
وَقَلَعْتَ دَوْحَةَ ظِلِّهِمْ |
أَوَ لَمْ تُجِبْكَ حُقُولُهُمْ؟ |
أن الْمَوَاشِيَ لا تُعَرِّشُ ظِلَّهَا؟ |
إِنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَرَاعِي قَدْ نَمَتْ دَوحَاتُهَا |
أَينَ السَّبِيلُ لِمَنْ رَأَى ذِئْبَاً يَعُدُّ خِرَافَهُ؟ |
يَغْفُو وَيَنْهَكُ في الْعَدَدْ |