إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
لمن يحفرون القبور احتياطا لدى كل جمعة |
لمن أوقدوا الروح فيها بليل الظلامة شمعة |
لأم شهيد تهدهد قلبا كليما بدمعة |
لبنت تمد النداء: أبي.. ثم ترقب رجعه |
ويصغي أخوها.. و ليس سوى الصمت يقرع سمعه |
لشيخ يطيل الدعاء و يخفي عن الخلق وجعه |
يبدّي ابتساما و يكتم آها تقوّم ضلعه |
لمن ذكّروا الناس أن المقام على الذل بدعة |
وأن حياة الكرامة أصل و فرض و شِرعة |
وللياسمين يكفن قتلى و يسكب ضوعه |
ويشمخ في الشام يرهب سيف الظلوم و نطعه |
إليهم جميعا أمد اعتذارا بطول المذلة فينا |
وعرض الهوان الذي يحتوينا |
أمد اعتذاري و لا عذر إلا التخاذل.. |
أدري بأنا هنالك لم نخذل الأكرمين |
ولكن خذلنا بقايا الرجولة فينا |
خذلنا هنالك أحلامنا بالصباح يوضئ كل الجهات |
وينثر فيض الضياء على النائمينا |
بشمس تقبل سمر الجباه |
وتمسح ما خلفته يد العار عن أوجه لطختها سنينا |
خذلنا غد الطفل يكبر لا يعرف العز |
إلا أساطير تروى عن الغابرينا.. |
هنالك حيث الحياة كلعبة فيديو و لكنها دون متعة |
سريعا تمر و لا شيء فيها سوى الموت يأتي بسرعة |
كأن الزمان غفا جمعة أو تبدلت ايامهم ثَمَّ جمعة |
يظن المجند أن صار ربا صغيرا يطبق في الناس شرعه |
يحدد من ذا يعيش و من ذا يموت و من ذا يؤجل نزعه |
يزخ الرصاص كما عابث إذ يبعثر أحجاره فوق رقعة |
ويا ويحه ليس يدري بأن الممات هناك حياة ورفعة |
وأن الرصاص و إن فرق الجمع أو دك بيتا و حيا و قلعة |
فليس يدك قلاع المحبة تشمخ في كل قلب و بقعة |
ولكن يروي بذور التحرر فيهم فينبت في الشام زرعه |
وحين يمرون في البال ذكرى جميلة |
أنكس قلبي حياء برغم اشتياقي و ألزم صمتي |
لأني أخجل أن أستفز القوافي كي أسرق الضوء منهم |
ببعض كلام أشققه حين تخذلني كل حيلة |
وأخجل من أن أشوه طهر الدماء بسود الحروف.. |
وأخجل من حمزة الطفل يكشف عوراتنا للمرايا |
فنسبل عهر الكلام و نرثي الصبا و الطفولة.. |
وأخجل من بسمة فوق ثغر الشهيد تذكرني بالذي لست أنسى.. |
تطمئنني أن أهلي بخير.. |
وتهمس: يا متعب الروح |
إن الحذاء هناك لأشرف من عيشة القهر بين الجموع الذليلة!! |