عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود حسن أسماعيل > في عام النكبة

مصر

مشاهدة
534

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

في عام النكبة

تعالوا بعدما شهر الكفاحا
لنسكب فوق هامته الصباحا
ونعصر من جوانحنا رحيقًا
يرُشُّ له المواكب أين راحا
ونحشد عزّةَ التاريخ نورًا
يقبِّل في سواعده السلاحا
صحا والمجد صاح به، فلبى
وهبَّ يزلزل الدنيا صياحا
صحا ولكل ساكنة هبوبٌ
يروعُ الدهرَ لو ترك الجماحا
صحا وعليه للتاريخ سرٌّ
لغير ضحى المعارك لن يباحا
ودرعٌ في الصدور الشم عاتٍ
لغير ضحى المواكب لن يتاحا
صحا والشرق في فلك جديد
يدورُ على مضاجعه رياحا
ويوقظ كل نعسان ويمضي
لغفلته فيكسحها اكتساحا
وما كانت به سنةٌ ولكنْ
هيَ الدنيا تريدُ له الطماحا!
تلفَّتَ حولهُ فرآى عويلا
وقدسا للفجائع مستباحا
وأرضًا شعَّ نور الله فيها
يسيلُ فضاؤُها الدامي نواحا
ويُذبحُ طفلها بيدي طغاة
مشوا في الأرض بغيًا وافتضاحا
أظل الشرقُ حيرتهم فمرُّوا
على أفياء نخوته وُقاحا
أضلهم الإله فكيف جاءوا
بضَلتهم يريدون الصلاحا
وكيف وضاقت الدنيا عليهم
بنوا للتيه أروقةً فساحا!
تلفَّت قلب مصر إلى الرزايا
تصب على عروبته جراحا
وما كاد النفير يصيحُ حتى رأينا الجيش يقتحم البطاحا
يزمجر في السهول كأنَّ جنًّا
تجاذبه التوثب والمراحا
ويزأر في المسير كأن بوقًا
من التاريخ جاوبه فصاحا
وهلل للقتال كأن عيدًا
وأعراسًا ترف له صباحا
تذكر خيل رمسيسٍ أضاءتْ
سنابكها دجى الدنيا قداحا
ورنَّ بسمعه الماضي فحيَّا
وكبر للمنيةِ أين لاحا
ودمدم للصراع فقلتُ بحرٌ
من الأهوال أقسمَ لن يزاحا
تذيق الأرض خطوته عذابًا
وتسقي الجو خطرته جراحا
وينفذ في العباد كأن حتفًا
وأقدارًا تسدَّده رماحا
كأن جنوده أطيار غيب
ونصر الله مد لها الجناحا
مضى للظلم يخترق البطاحا
ويسبق في توثبه الرياحا
ويجتاح البلاد كأن وعدًا
بمصرعها على قدميه طاحا
تراوغه السهوب فيدَّريها
ويرشق في مقاتلها السلاحا
ويرمي الموت أينَ سرى سواءٌ
أدكَّ الليلَ أم دهس الصباحا
بصاعقةٍ تشقُّ لها خطاها
يدٌ لليأس لم تخفض جناحا
نمت عربيةَ الماضي خطاها
وأُرْضِعت المخاطرَ والكفاحا
وأُشربت القتال فلو أُتيحتْ
لها الدنيا لما تركت براحا
لغير السيف لم تخفق غرامًا
وغير الهول لم تعشق ملاحا
مضَوَّأَةٌ بسحر الشرق حتى
لتُعشى دارةَ الشمس التماحا
سقاها من ضفاف عبَّ منها
حداة الدهر وانطلقوا رماحا
وهبَّوا والبريةُ في ظلامٍ
يغشَّى الأرض أفئدةً وساحا
فيا أجنادَ مصرَ وذاكَ بعثٌ
أعيدوا مجدَ واديكم كفاحا
ودكوا التائهين وفي رُباهم
أديروا النصر أقداحًا وراحا
وما صقل الشعوبَ ولا جلاها
ولا أسقى مواردها الفلاحا
سوى نغم الجيوش وقد ترامتْ
لنار الحرب تمتشقُ السلاحا
محمود حسن أسماعيل

(مع صحوة الشرق وصيحة النفير لتحرير فلسطين)
التعديل بواسطة: السيد عبد الله سالم
الإضافة: الجمعة 2013/02/22 02:35:39 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com