أخي قد مزقت ريح الدجى بيتي وأيَّامي
|
وساقتني على الأرض بهذا الهيكل الدامي
|
وهذا الشبح المطرود في هذا الأسى الطامي
|
ينادي: أين ملك الله تخبط فيه أقدامي
|
وأين الأرض تحملني وتدفن بعض آلامي
|
وبعض خطاي في هذا الدجى المتفجر الهامي
|
هنا في كبوة الأقدار بين السيل والويلِ
|
وبين عواء شيطان طريد الجن مختل
|
يقعقع للرعود السود مأخوذًا من الهول
|
سمعت فحيح ثعبان على رئتيَّ منسل
|
تدفق جسمه المقرور بين حفائر السل
|
وبين شتاء بستان بدفء الموت مخضل
|
|
هنا في خيمة البهتان والطغيان والزور
|
لدي مأْوى كلحد الميت في النسيان محفور
|
رُميت كدعوة وقفت على درب المقادير
|
يصب التيه في خلدي خطا الظلمات في النور
|
فأشرب حيرتي وبكاي من كف الأعاصير
|
وأذرف أدمعي الخرساء في صمت الدياجير
|
|
أخي قد غال ذئب الجوع أطفالي مع الفجر
|
وبعثرهم جنون السيل بين مداخل الصخر
|
فلا أدري لهم شجنا على نعش ولا قبر
|
كما كانوا هنا عادوا بلا سكن ولا عمر
|
ظللت أنوح يارباه بعض نداك للجمر
|
فجاء الموت يفغر فاه للظلمات والقفر!
|
|
سلوهم واسألوا ما شئتم الإسلام والعربا
|
وكيف على تراب الذل لم يتمزقوا غضبا
|
وكيف غدت فلسطين بهم تتجرع النوبا
|
تنوح على سلاسلها وتشكو القيد واللهبا
|
وهم لمذابح الطغيان ساقوا اللهو واللعبا
|
وقالوا الشرق قلت: صحا على أفواهكم كذبا
|