إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
الطيف الذي كان |
هَاجرتْ جُدرانُ قلبي نبضَها من ضوءِ بحرٍ |
قادمٍ خلف المُحيطِ |
راجزًا دفقًا بهيَّا |
من ضلوعِ العودِ في قهرِ اليتيمِ |
أَنَّ في رحلي شتاءًا |
طيفُ محبوبي، وغنَّى |
من جذوع النَّخلِ لحنًا ساطعًا فينا شجيَّا |
ثمَّ غطَّى هودجَ الأُنثى سرابًا بربريَّا |
والغيومُ الأمسَ فاضتْ فوق صحراءِ الرحيلِ |
ثمَّ مالتْ من يمينٍ للشمالِ |
تَعكسُ اللَّونَ الحبيبَ |
قوسَ ظلٍّ فاتنٍ هزَّ المدى هزًّا عَفيَّا |
فَارْتَمَينَا بين أطيافِ الطيورِ |
طيفُ ضيفٍ قد أتانا |
منْ سماءٍ بين خضراءِ المُحيَّا |
أو سماءٍ كانشقاقِ البحرِ طودًا كانَ ريَّا |
وانتشينا من دُعاءِ الكونِ فينا |
هَدْهِدُوا صبحَ الحضورِ |
وانقروا طيفَ الغيابِ |
هاهُنا حلَّ الشِّتاءُ |
هاهُنا حلَّ المصيفُ |
لَيْلُنا بحرٌ جديدُ |
صُبحُنا صبحٌ سعيدُ |
غارُنا درعُ النِّداءِ |
حلمنا وطءُ اللِّقاءِ |
حين نامتْ في عيوني |
همهماتٌ للشّجونِ. |
جاءني طيفُ الحضورِ |
بين صدقٍ والمنامِ |
والعصافيرُ الحيارى فوق أرضي |
قد غزلنَ الجمرَ فيَّ |
مهرجانًا من خيوطِ الهمسِ سحرا |
أو براحًا من ضياءِ الوجدِ نَهرا |
والسَّماءُ |
في غطاءٍ من بهاءِ الصَّحوِ كانتْ |
تَمنحُ الأمرَ الرَّجاءَ |
كُنْ أَيا طيفَ الحضورِ |
صوتَ حقٍّ أو نداءً مخمليَّا |
وامنحْ القلبَ الصَّفاءَ |
من حضورٍ للغيابِ |
من غيابٍ للحضورِ |
هاهُنا الأضواءُ باءتْ بالرَّحيقِ |
والنُّجومُ |
شقَّها رفقُ الرَّفيقِ |
والرَّحيمُ |
شدَّ أغصانَ الحياةِ |
فاسْتحالتْ بهجةً بين الرِّياضِ |
والأماني قدْ كستْ وجهَ الرياحِ |
والغريبُ |
عن عيوني لا يغيبُ |
شقَّ كوني في ضلوعي |
كي أفيقَ |
في دلالاتي نجيَّا |
ضمَّني ضمًّا نديَّا |
فارتويتُ |
شهدَ أزكارَ الوجودِ |
وانتشيتُ |
إِذ كأنِّي صرتُ طيرًا بين أسرارِ الحياةِ |
أذكرُ الموجودَ نيَّا |
حين طابَ |
أَرصدُ الموعودَ طيَّا |
إِذْ كأَنِّي كالنَّسيمِ |
حين فرَّ |
من قيودٍ مُثقلاتٍ |
نحو وادٍ للصلاةِ |
حين جلَّ |
دَثِّرِيْنِي، دَثِّرِيْنِي |
رَجْفةُ ضمَّتْ يَقِيْنِي |
ضمَّنِي روحُ الأمينِ |
واصْطَفَانِي لِليمِيْنِ |
دعوةً تَزْهُو بِدِيْنِي |
دَثِّرِيْنِي، دَثِّرِيْنِي. |
مرَّ طيفٌ من عيوني |
حاصدًا قبحَ الظُّنونِ |
ناظرًا شعرى غديْرًا من جنونِ |
بَاسطًا كفَّ الخروجِ |
للحيَاءِ |
من شجوني |
واصلاً روحي ضياءً بالرَّحيمِ |
هاهُنا الأسماءُ تَترى |
هاهُنا الأرجاءُ كُبرى |
هاهُنا لحنُ الخلودِ |
قدْ سَقَاني ربُّ قلبي |
جرْعةً خمرَ النَّقاءِ |
فاصْطَفَيْتُ اللهَ دربًا لِلصعودِ |
وانحنيتُ |
ساجدًا للهِ شُكْرًا |
زَمِّلِيْنِي، زَمِّلِيْنِي |
وِتْرُنَا حبلُ الوَتِيْنِ |
واليَقيْنُ الحيُّ دِيْنِي |
والنَّوَاهِيْ في يَمِيني |
والنَّوَاصي منْ جَبِيْنِي |
فاتْرُكِيْنِي، وَاتْرُكِيْنِي |
راكبًا بَرْقَ الحَنِيْنِ |
زَمِّلِيْنِي، زَمِّلِيْنِي. |
أَيُّها المبعوثُ نورًا لِلعبادِ |
قدْ أَضَأْتَ الغفلَ قلبي بالجِهادِ |
فارْتَضَيْتُ العمرَ أَمضي من سُهادٍ لِلسُّهادِ |
طائعَ الأحلامِ أَسري من ودادٍ لِلودادِ |
لا يُواتِيْنِي خداعٌ من قديمي أو جديدي |
باسطًا كفَّ الخضوعِ |
كَاسرًا وهمَ الرِّجوعِ |
آمِنًا عندَ الخشوعِ. |