
|
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|

| كُنْ عميلْ |
| تُصْبح ِ المالكَ والمُهلكَ والمُحْيي |
| ومَنْ يَشْفي الغليلْ |
| وتكنْ أنتَ أبا الإحسان ِ دوماً |
| ومِن الوزنِ الثقيلْ |
| وتكنْ أنتَ الجميلْ |
| والفضائِيّاتُ تُعْطيكَ إطارا ً مذهِلا ً |
| كي تكون َ المُستَطيلْ |
| كي تكونَ الرّجُلَ الأوحَدَ |
| بِاسْم ِ المخرج ِ المجهول ِ ذي الساق ِ الطويلْ |
| أو رئيسا ً ربّما تُصبِحُ في يومٍ |
| ولا شيءَ على بابِ العَمَالاتِ كبيرٌ مستحيلْ |
| أو وزيرا ً تملؤُ العينَ |
| وهل هذا قليلْ؟ |
| كنْ عميلا ً |
| تُصْبِحْ الذئبَ ولو قد كنتَ فارْ |
| تًُصْبِحْ الأذكى ولو كنتَ حمارْ |
| وتَجِدْ جنّتَكَ الدنيا فهلْ يَعنيكَ شيئاً؟ |
| أنْ يغُلّوكَ إذا مُتّ َ بِنارْ |
| أنْ يجُرّ َ اللهُ من عينِكَ ما سَبّبْتَ للناس ِ |
| من القهرِ ومن ذلّ ٍ و عارْ |
| والهزيماتِ التي كنتَ تُسمّيها انتصارْ |
| والدنانيرَ التي تسلبُها منّا |
| وترميها لخمرٍ ونساءٍ و قمارْ |
| والملايينَ وقد ماتوا جياعا ً |
| ويموتونَ اصطبارْ |
| والملايينَ يموتونَ سجوناً |
| أو يموتونَ فرارْ |
| والعذارى |
| قد شرِبْتَ الماءَ منهُنّ .. وأهديتَ البُخارْ |
| لصديق ٍ أعْوَجِيٍّ ٍ أو وزيرٍ جاهلِيٍّ |
| أو لأ شباهِكَ أولادِ الخنازيرِ الصِّغارْ |
| وخَوَتْ كلّ ُ الديارْ |
| وخلَتْ كلّ ُ البساتين ِ من الطيرِ |
| ومن كلِّ الثّمارْ |
| يا ذراعَ الأمّةِ الأيمنَ يا ربّ َ الغِنى والإزدهارْ |
| لو ألَمّتْ بكَ أعراضٌ من الموتِ |
| فلا تأخُذ ْ قرارْ |
| أنْ ترُدَّ الحكمَ أو أنْ تستقيلْ |
| ريثما يأتي عميلْ |
| يا ذراعَ الأمّةِ الأيمَن َ |
| يا ربّ َ الجواسيس ِ وربّ َ العُمَلاءْ |
| قدْ تدَرّبْتُم على العُهْرِ إلى حدِّ الهُراءْ |
| وتدرّبتُم على خدمةِ أمريكا وإسرائيلَ |
| من تحتِ الغطاءْ |
| قد تفانيتُم لإسرائيلَ حُبّاً |
| وتدرّبتُم على سفكِ الدّماءْ |
| تُضمِرونَ الحُبَّ والتقوى لأمريكا |
| وتُبْدونَ لها كلّ َ العِداءْ |
| فإذا قالتْ أنا ربُّكمُ الأعلى |
| تقولونَ ابعثينا أنبياءْ |
| وإذا قالتْ أنا السُّلطانُ والشيطانُ في الدنيا |
| تقولونَ اجعلينا رؤساءْ |
| فرأتْ ليسَ لها في الأرض ِ أولادٌ |
| كأولاءِ العبيدِ الأغبياءْ |
| وبهِم صارتْ تدُ كّ ُ الأرضَ بالظلم ِ .. |
| وقد طالتْ نجوما ً في السماءْ |
| تلطُمُ المُسْلِمَ حتى بالحذاءْ |
| وتعلَّمْنا من القادةِ ألوانَ الشّقاءْ |
| علّمونا الرؤساءْ |
| مثلَما أوحى لهم ربّ ُ السفيهاتِ و ربّ ُ السُّفهاءْ |
| علّمونا كيفَ نشتاقُ إلى الرقصِ |
| ونشتاقُ إلى فُحش ِ الغناءْ |
| علّمونا كيفَ نستمتِعُ بالعارِ وبالجُبْنِ |
| إلى حدِّ السّخاءْ |
| علّمونا الرّؤساءْ |
| أنْ نُسَمّي الجُبْنَ وَعْيًا |
| وسياساتٍ وضرْبا ً من دهاءْ |
| علّمونا لا ننالُ السِّلمَ إلا ّ لو تفاءَ لْنا بأمريكا |
| وأصبحنا سياسيّينَ مُنْحَلِّينَ جداّ ً ضعفاءْ |
| وتفكّكْنا كثيراً وكثيرا |
| وتقمّصْنا أميراً و وزيرا |
| وتعلّمنا بأنْ نرفعَ للقادةِ عن إخوانِنا مِنّا تقاريراً |
| وأنْ نذبَحَهُم مِنّا قرابيناً لوجهِ الزّعماءْ |
| وتعلّمنا الغناءْ |
| وتعلّمنا البكاءْ |
| وتعلّمنا دروساً و دروساً |
| ثمّ صَفّقْنا لأنّا |
| لم يزلْ في دمِنا حُبّ ٌ لأجدادٍ كبارٍ عظماءْ |
| لم يزلْ في دَمِنا بعضُ الحياءْ |
| لم نزلْ أصحابَ تأريخ ٍِ وأصحابَ ضميرٍ أ ُمَناءْ |
| لم نزلْ رُغمَ أ ُنوفِ الرّؤساءْ |
| عَرَباً أوطانُنا تشْحَنُنا مِلْءَ الدّماءْ |
| طاقة ً تسمو بنا جُوداً و صبراً و فداءْ |
| حيثُ نشتاقُ إلى بعضٍ |
| ولا يُبْعِدُنا عن بعضِنا طولُ المسافاتِ |
| ولا طولُ التعاريجِ |
| ولا طولُ الجفاءْ |
| واخترَعْنا للقاءاتِ دروبا ً من هواءْ |
| هكذا نحملُ للتأريخ ِ سرّا ً عربيّاً |
| وتناقلناهُ جيلا ً بعدَ جيلْ |
| ورضينا بالقليلْ |
| ثمّ صفّقْنا وقلنا |
| لعنة ُ اللهِ على كلِّ عميلْ |
| هولندا |