أَيا دَهر جَل الخَطب كَيفَ تَعللى | |
|
| وَكَيفَ سُروري وَهُوَ عَني بِمَعزل |
|
وَأَنتَ خَؤون لا تَزال مُعانِداً | |
|
| وَعَن فعل ما قَد رَمَت لَم تَتَحول |
|
تَصول وَتَسطو بِالخُطوب وَلِلوَرى | |
|
| تَريش سِهاماً ضَمَها شَر مَقتَل |
|
فَما وَاحد في الناس أَصبَح آمِنا | |
|
| وَما أَن أَرى مِنكَ الغِواية تَنجَلي |
|
فَما كانَ يَصفو الود مِنكَ لِواحد | |
|
| وَلا نالَ مِنكَ القَصد كُل مُؤمل |
|
جَعَلت المَنايا لِلبَرايا حَبائِلاً | |
|
| فَكَم صَدت مِن أَعلى الأنام وَأَسفَل |
|
وَأَوقعت في فَخ الأَسى كُل مَن عَلا | |
|
| كَجلمود صَخر حَطَه السَيل مِن عل |
|
وَأَخفَيت مِنا ماجِداً بَعدَ ماجد | |
|
| بِسقط اللَوى بَينَ الدُخول فَحومل |
|
وَكَم جَرَت حَتى لَم تَدَع لِمؤمل | |
|
| لَدَى الستر إِلّا لَبسة المُتَفَضل |
|
وَكَم مِنكَ غدر صَير الطَفل شائِباً | |
|
| وَكَم مِنكَ لِلعَليا عَفا كُل مَنزل |
|
وَكَم أَنتَ أَهلَكت الألى وَجَعَلتهم | |
|
| بَعيد التَسامي في حَضيض التَسفل |
|
وَكَم حادِثات مِنكَ كَرب بِجَيشِها | |
|
| عَلي الخَلق فَاِنقادوا لِطوع التَذَلل |
|
فَأَبن أَنو شَروان كِسرى وَقَيصر | |
|
| وَأَين نَبي لِلوَرى خَير مُرسل |
|
وَأَين شَفيق نَجل مَنصور مِن عُلا | |
|
| بِهمته العَليا لِمَجد مُؤثل |
|
هُوَ العلم الفَرد الَّذي نالَ شُهرة | |
|
| وَكَان بِعَرش الفَضل خَير مُبَجل |
|
وَكَان جَميع القُطر مُفتَخر بِهِ | |
|
| فَأَضحى كَثَكلي حُزنه غَير منجلى |
|
وَكانَ خَبيراً بِالسِياسة عالِماً | |
|
| وَيَحكُم أَحكاماً بِغَير تَقول |
|
وَقَد كانَ في الدُنيا لِكُل قَضية | |
|
| أَبا حسن مِن رَأيه فَصل مُشكل |
|
وَمُذ فارق الدُنيا وَفارق أَهلَها | |
|
| بَكَت أَعيُن العَليا بِدَمع مُهطل |
|
وَحَق لَها تَبكي عَلَيهِ لِأَنه | |
|
| أَبوها المربى في حُجور التَجَمُل |
|
وَلَيسَ عَلَيها اللَوم إِن كَثُر البُكا | |
|
| فَلَيسَ الشَجي بَينَ البَرية كَالخلى |
|
وَقَد ناحَت الأَقلام مِن بَعد فَقده | |
|
| وَسارَت بِحُزن في سَبيل التَعَلُل |
|
وَكَم أَظهَرت في أَنَّها وَصَريرها | |
|
| أَسى وَجوي عَنها بَعيد التَرحل |
|
وَكَم لَبست ثَوب الحِداد تَأسفاً | |
|
| عَلَيهِ وَكَم تَشكو الضَنا بِتَذلل |
|
وَكَتب المَعالي مَزقت ثَوب عزها | |
|
| وَشَقَت جُيوباً بَعد طُول التَحَمُل |
|
قَضى نحبه بَين البَرايا وَقَد قَضى | |
|
| عَلَي بِأَنواع الهُموم لَيَبتَلي |
|
وَكَم دَمع عَيني حَسرة قَد أَسلته | |
|
| عَلى النَحر حَتّى بَل دَمعي مَحملي |
|
وَبَيت صَفائي صارَ بِالحُزن دارِساً | |
|
| وَهَل عِندَ رَسم دارس مِن معول |
|
فَلَو كانَ يَغذى بِالنُفوس فَدَيته | |
|
| وَلَكن قَضاء اللَه غَير مبدل |
|
وَيا لَيتَني قَد كُنت رَوضاً أَضمه | |
|
| وَأَحظى بِأُنس مِن شَريف مكمل |
|
وَلَكن هَذا مُستَحيل وُجوده | |
|
| وَأَن كانَ لا يَأباه مَأوى التَخيل |
|
وَإِني أَعزى فيهِ مَصر وَأَهلَها | |
|
| خُصوصاً أَباه مَن سَما في تَفَضل |
|
وَقَد عَظم اللَه الأُجور بِفَقده | |
|
| وَمِن رَحمة قَد نالَ أَعذَب منهل |
|
وَمُنذُ تَبدى رَحمة اللَه أَرخَت | |
|
| شَفيق لَكَ الفَردوس أَكرَم مَنزل |
|