إِلى حَيث أَلقَت رَحلها أُم قشعم | |
|
| توجه فَما في الناس مِن متدم |
|
وَوَدع وَفارق أَرض مَصر وَلا تَعُد | |
|
| فَهَذا فراق خَير عيد وَمَوسم |
|
وَما وَاحد في الناس يُبدي تَلَفاً | |
|
| عَلَيكَ وَلَكن زودك بِأَسهُم |
|
وَلا تغترر بِالناس عِندَ وَداعهم | |
|
| فَهُم أُمم راعوا المَودة بِالفَم |
|
وَفَيهم قُلوب أَفعمت بِكَراهة | |
|
| لِأَنك فيهُم كُنت أَول أَرقَم |
|
وَدَمعهمو إِذ سالَ ماء قُلوبهم | |
|
| وَكُل إِناء فاضَ عِندَ تَفعم |
|
وَما سرهم إِلا بِعادك عَنهمو | |
|
| فَنالوا مِن العَليا عَظيم التَقَدُم |
|
وَما دُمت فيهم فَالعَذاب مُحيطهم | |
|
| وَلَكنهم بَعدَ النَوى في تَنعم |
|
جَنحت إِلى باريس تَبغي تَقُدماً | |
|
| وَلَكن بانجاز إِلى الطُرق تَنتَمي |
|
وَتِلكَ بداء عز في مَصر طبه | |
|
| فَسافَرت باريساً لِطب وَمَغنَم |
|
وَباريس لَما أَن رَأَتك لَقَد بَكَت | |
|
| قُدومك فيها كانَ أَول مأتم |
|
فَيا وَيلَها حل العَذاب بِأَهلِها | |
|
| وَسَوف يَعم الجيل بَعدَ التَعَلُم |
|
فَأَنتَ أَبو جَهل وَجَبلك مورث | |
|
| وَمَن خالف الآباء في الجَهل يَظلم |
|
وَرثت مِن الآباء كُل وَضيعة | |
|
| وَفقت عَلَيهُم في الخَنا وَالمَحرم |
|
وَمَهما يَكُن عِند امرئ مِن خَليقة | |
|
| وَإِن خالَها تَخفي عَلى الناس تَعلم |
|
وَلا تَنتَظر نَبل المَعالي برحلة | |
|
| فَجفن المَعالي عَن وُجودك قَد عَمى |
|
وَمَسعاك في نَيل المَعالي مَخيب | |
|
| وَإِن جَلت في الدُنيا فَغَير معظم |
|
وَفيكَ خِصال لَو تُبدي قَلبلها | |
|
| عَلى العَذب صارَ العَذب صابَ بن عَلقم |
|
وَلَو كانَ مَكتوب مِن اسمك أَحرُفاً | |
|
| عَلى المسك صار المسك غَير مقوم |
|
وَفي اسمك مَأوى السُم لَو نَطقت بِهِ | |
|
| جَميع الوَرى ماتَت عَلى غَير مَأتم |
|
وَآدم لَو يَدري بِأَنك في الوَرى | |
|
| سَتَبقى لا ودى الخصينتين بِمعدم |
|
وَطَلق حَواء طَلاقاً مثلثاً | |
|
| وَهَذا طَلاق وَاجب لَم يَحرم |
|
لِأَنك قَد صَيرته بِكَ عاصِياً | |
|
| وَصَيَرت إِبليساً عَدواً لِآدم |
|
وَصارَ بَخيلاً بِالسُجود لِأَنَّهُ | |
|
| رَآك بِمأواهم بِأَمر محتم |
|
وَفيكَ سَفاح الجاهِلية لَم يَزَل | |
|
| لَهُ لبد أَظفاره لَم تقلم |
|
لَعَنت بِلَعن اللَه ما دامَ قادِراً | |
|
| وَمُتَصِفاً دُنيا وَأُخرى بِمنعم |
|
وَمَن كانَ يَرضي أَن تَكون محبه | |
|
| يَدرس بِأَنياب وَيوطأ بِمنسم |
|
فَلا زِلت بِالضَراء في الأَرض مُفسِداً | |
|
| لَكَ الشَر مَهما سِرت أَعظَم تَوأم |
|
وَلا زِلت مَذموماً لِمَصر مُفارِقاً | |
|
| وَفي غَيرِها لا زِلت غَير مُكرم |
|
وَلا رَدَكَ اللَه إِلَيَ مَصر تانِياً | |
|
| وَقَد ذُقت مِن بَحر الرَدى شَر مطعم |
|
وَدامَ لَكَ الفعل الذَميم مُؤرِخاً | |
|
| إِلَيكَ عَذاب وافر في جَهَنَم |
|