عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > أحمد الحملاوي > سل عن فؤادي سلعا فهو مثواه

مصر

مشاهدة
1924

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سل عن فؤادي سلعا فهو مثواه

سل عن فؤادي سلعا فهو مثواه
وحي حي الحمى إن جزت مغناه
وانزل بوادي النقا من سفح كاظمة
واحذر عيون المها إن رسمت سكناه
وقل لظبي جنى بالفتك ناظره
حلو الشمائل من بالفتك أفتاه
ومن على مهج العشاق سلطه
ومن على الغير بالألحاظ أغراه
ريم رمى مهجتي عن قوس حاجبه
سهما أصاب صميم القلب اصماه
ما كنت أحسب أن اللحظ يجرحني
حتى رمتني بسهم اللحظ عيناه
يا عرب وادى النقا إن حل سقك دمى
في شرعكم فضميري ليس يأباه
إن متّ بالعشق لا خوف ولا جزع
فميت العشق دار الخلد مأواه
وإن أعش كان لي في قربكم أمل
فالصبر تحمد بعد الضيق عقباه
لا أكذب الله قلبي بالنقا ولع
مهما بعدت فإني لست أنساه
يا حادي العيس بلغ إن نزلت بهم
وجدى وشوقي وما بالبعد ألقاه
وقل صريع الهوى من وجده دنف
والنفس في لوعة والقلب أواه
يبيت والشوق يطويه وينشره
ووابل الدمع خد الخد مجزاه
والنوم خالفه والسهد حالفه
والنجم في الليل أنى سار يرعاه
متى الليالى بذاك الحي تجعنا
إن الوجوه لبدر التم أشباه
لله ربع به الأغصان مائسة
وروضة الغض حسن الزهر وشاه
هزت نسيم الصبا أعطاف دوحته
فعطرتنا بنفح المسك رباه
وغردت فوق غصن البان ساجعة
من رقة اللحن أهل العشق قد تاهوا
إذا ادكرت حماهم يوم زورته
زدت انتعاشا ووجدا عند ذكراه
كأنني ويد الأشوقا تلعب بي
مجنون ليلى عراه وجد ليلاه
أوأنى ورجاء القرب خامرني
شربت راحا رويا من حمياه
لهفي عليه ففيه العز أجمعه
فما أتم الهنا فيه وأهناه
منه بدا النور لا تخبو أشعته
ونور طه رسول الله جلاه
محمد من أنار الكون طلعته
وأصبح الكل مسرورا بمرآه
الفاتح الخاتم المختار من مضر
من أيد الله بالقرآن دعواه
بخير وصف من الأوصاف جمله
وأشرف اسم من الأسماء سماه
كل المحامد في أسمائه اجتمعت
فالاسم طابق في المعنى مسماه
كم آية ظهرت في يوم مولده
وكم وكم أفصحت بالنطق أفواه
وأصبح الشرك والأصنام في نكد
وذلّ من كان معتزا بعزّاه
وارتج إيوان كسرى عند مولده
وبات مضطرب الأفكار كسراه
والكفر قد أغمص العينين محتضرا
وقال واحسرتا أواه أواه
الحق جاء وروح الكفر قد زهقت
والحق يعلو لأن الله أعلان
شهر الربيع علا قدرا بمولده
وزاد عن بهجة العيدين ذكراه
وكيف لا ورسول الله شرفه
بيمن طلعته الغرا واسماه
وكان مسراه والمعراج في رجب
فحبذا حبذا للسعد مشراه
فكان معراجه للعرش متصلا
سبحان من جعل المعراج مرقاه
وقد دنا فتدلى من حظيرته
وخصه بجميل القرب مولاه
لسدرة المنتهى جبريل أوصله
والنور بالسر يغشاه ويغشاه
كقاب قوسين أو أدنى له انكشفت
حجب الغيوب وبالتعظيم حياه
فنال ما نال من إجلال خالقه
لا العرش يدرى ولا من فيه مغزاه
منه عليه صلاة الخمس قد فرضت
في كل يوم بلا وحي تلقاه
هذي هي النعمة العظمى لأمتّه
فيها السعادة والإجلال والجاه
تلك المزية لم يظفر بها أحد
ولم يفز بارتقاء العرش إلا هو
فالعرش بالمصطفى لا شك مفتخر
مذ سار فوق بساط العرش نعلاه
من ذا يدانيه أو من ذا يشابهه
والله دون جميع الرسل أدناه
وكيف لا وإله العرش في أزل
من نوره ببديع الصنع سواه
فكان نورا على نور يسر به
من شاهد النور يزهو في محياه
وكان بالحلم والآداب متصفا
إن الإله على الآداب رباه
كل الكمالات في خير الورى اجتمعت
وكل لفظ جليل فهو معناه
قد بين الله في نون فضائله
ومنتهى الفضل فيما بين الله
هذا النبي أباد الكفر صارمه
من بعد ما عاندوا في رد دعواه
ففاز بالعز من ولاه وجهته
ومن تولى فإن الله أخزاه
عقابه الأسد والعقبان تتبعه
لتغنم الفىء من أشلاء قتلاه
تعنو لهيبته الأبطال واجمة
من بأسه وذوو التيجان تخشاه
خرت له سجدا من فرط هيبته
والكل منهم بصدق الوعد وفاه
لو لم يوفوا بصدق الوعد صبحهم
بجحفل لجب كالشهب مرماه
إن قام جد ولا يلوى على أحد
وإن دعاه فرند السيف لباه
من كل أروع لا تنبو مضاربه
صعب الشكيمة من لاقاه أرداه
كأنهم خلقوا للطعن من صغر
أو قلبهم من صميم الصخر مبناه
لا يبتغون سوى الرضوان منزلة
وكل من يبتغي الرضوان أرضاه
وقائد العز يوم الحشر قائدهم
وكل من قاده المختار بشراه
هذا النبي له الأشجار قد سجدت
والضب أعرب بالفصحى وحيّاه
والظبى كلمة والجذع حن له
فضمة وبحسن الصبر أوصاه
وأنه من غراس الخلد في غده
فطاب نفسا إلى ما سوف يلقاه
له الذراع بدس السم قد نطقت
فلم يذقها وحسن النطق نجاه
ورد ين قتاد بعد ما قلعت
ودين جابر أدنى النمر وفاه
بلمسه الشاة درت بعد ما يبست
لله در غدا الهادي وأرواه
من كفه فاض نبع الماء منبجسا
فراق شربا كما قد راق مجراه
باليمن واليسر كف المصطفى وكفت
سيان في الجود يمناه ويسراه
لولا النبي ولولا سر بعثته
ما كان كون ولا الخلاق أنشاه
ولا وجود لهذا الكون من عدم
ولم يكن آدم شاقته حواه
ولا سماء ولا شمس ولا قمر
ولا استنار الدجى لولاه لولاه
يا من سما العرش والأفلاك منزلة
ومن بنصر الصبا قد خصه الله
ومن أناف على الجوزاء مقعده
ومن حباه المعالي حين أعطاه
ومن إذا التجأ العاني لجانبه
يبغى العناية أغناه وأقناه
قلبي بحبك مغمور وممتلىء
وبيت حبك حاشى الضيق يغشاه
ولا يعذب قلب أنت ساكنه
بل جنة الخلد والفردوس مأواه
يسعى إلى الحور والولدان مغتبطا
ولا يخيب بفضل الله مسعاه
فكن شفيعي إذا ما الناس قد حشروا
والصحف قد نشرت والناس قد تاهوا
وأشفق الكل من خوف ومن فزع
وبان من طائرى ما كنت أخشاه
فامنن عليّ بعطف منك يشملني
فأنت وحدك لي دون الورى جاه
فأحمد الحملاوي فرع دوحتكم
حاشاك حاشاك يوم الهول تنساء
واجعل له منك حظا لا يفارقه
مى الزمان بدنياه وأخراه
واعطف على من بمحض الحب أخلصه
وألأصل والفرع مع أفراد قرباه
ومن حمى دينك السامي وأيّده
وللعباد بصدق القصد أداه
والآل والصحب والأحباب قاطبة
ما حرّك الشوق مشتاقا لرؤياه
أحمد الحملاوي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/02/15 12:29:33 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com