![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
مَن قالَ يا حسناءُ إنّي عاشقٌ؟ |
أناْ عاشقانْ: |
قلبٌ يُهدهدُ حزنَ طفلةِ عمرِهِ |
ويُذيقُها طعمَ الحنانْ |
عقلٌ أسيرٌ سارَ مشدوهًا يَلُمَّ الدرَّ يَزهو بينَ أفكارٍ حِسانْ |
وأراكِ أنتِ مليكتي |
مأسورةً في ليلتي |
مكسورةً |
مجروحةً |
عيناكِ خائفتانْ |
تَعدِينَ بينَ مواجعي |
كغزالةٍ معزولةٍ في الغابِ، |
تبحثُ عن أمانْ |
مرعوبةٍ مني |
لا تَبعُدي عني.. دعيني أقتربْ |
ما فادَ من حبّي الهَرَبْ |
فأنا كمثلِكِ خائفٌ |
أن تَحْطِمي قلبي وأنتِ تُودّعينَ مواكبَ الأحزانْ |
وأراكِ لا تَدرينَ عنّي أيَّ شيءٍ |
ما علمتِ بأنّني أناْ صاحبُ الأشجانْ؟ |
لمّا سمعتِ القلبَ يشدو في غرامِكِ بافتتانْ؟ |
وأراكِ رغمَ الغيمِ في غيبِ الزمانْ |
تَبدينَ شاردةً وحاضرةً |
وغامضةً وواضحةً |
فأقولُ رغمَ تَمزُّقي: |
عيناكِ نورستانْ |
في زهوِ زهرِكِ يَغمرُ الدنيا الربيعُ وترقصُ الأفنانْ |
وأنا وأنتِ فراشتانْ |
والحلمُ بستانٌ حَوالَينا سَقَتْهُ يَدَانْ |
أوّاهُ إني أعشقُكْ |
أناْ هكذا أتذوقُكْ |
خدّاكِ ضِحكاتُ الجِيلي |
ويَروعُ قلبي نَقرتانْ |
أعدو إليكِ لأجتلي |
فإذا هما غمّازتانْ! |
شفتاكِ كالكاكاوِ مازجَهُ الحليبُ |
وهذه البسماتُ فيها النكهتانْ |
وأنا كقطعةِ سُكّرٍ، أَسكَرْتِنِي فَسقَطْتُ في الفنجانْ! |
مُترنحًا أطفو على سُحبِ البُخارِ الحارِّ حُلوًا |
ثم أهوي قُبلةً عَطشَى إلى النيرانْ |
رغمي تُقلّبُني مَلاعقُ حُسنِكِ الفتّانْ |
فأذوبُ شوقًا لستُ أعرفُ مَا أنا |
ضاعَ الوجودُ تَماهَت الأكوانْ |
تتناغمُ الأمواجُ بينَ نسائمِ الأحلامِ حَيرَى |
ليسَ في شهدِ الهَوَى شُطآنْ |
وتقبّلينَ الكأسَ فاتنتي |
وتَرتشفينَ سُكَّرَ لذّتي في عشقِكِ الولهانْ |
فأذوبُ ثانيةً وثالثةً ورابعةً.... |
لآخرِ رشفةٍ في منتهى الإذعانْ! |
ما عدتُ أعرفُ مَن أنا |
أأنا أنا أم أنتِ؟ |
أم لسنا أنا أو أنتِ؟ |
أم قد ذابَ من فرطِ الهوى الاثْنانْ؟ |
فترفّقي حُوريتي بحبيبِ قلبِكِ إنّهُ |
يَسرِي لديكِ الآنَ في الشِّريانْ |
ما زالَ مِن أزَلٍ هناكْ |
يَشتاقُ للقلبِ الملاكْ |
يَنسابُ وَهْنًا في كُراتِ دِماكْ |
وبها كما الأطفالِ يلهو ضاحكًا |
ويُبعثرُ الألوانْ |
فتَضخُّهُ لرحابِ قلبِكِ نبضتانْ |
فيَضيعُ في أحلامِهِ إذْ يَحتويهِ حنانْ |
هل أشرقَ البدرانِ في ليلِ الدُّجَى؟ |
هل أشرقَ البدرانْ؟ |
أم أنني مِن لَهفتي في مُنتهَى الهَذَيانْ؟ |
أم أنني في دهشةٍ تَجتاحني عينانْ؟ |
عيناكِ أجملُ كوكبٍ وأنا شِهابْ |
لكنّني أدنو ولستُ أَهابْ! |
أشتاقُ تأخذُني أسيرًا، |
جاذبيّتُكِ التي حتمًا ستسحقُني بلا إرهابْ |
وإليكِ أهوي لم أُفِقْ |
بالضوءِ ألمعُ في الأُفُقْ |
وأذوقُ نيرانَ الجَوَى |
أناْ في غِلافِكِ أحترقْ |
أجتاحُ ليلَكِ بالهَوَى |
وبحُرقَتي أمحو السَّحابْ |
أفنى وأعرفُ إنما |
يكفي فؤادي أنني |
أحيا بعينيكِ انعكاسًا حينما |
في دهشةٍ شاهدْتِني |
ألهو بأقواسِ الضياءْ |
كي أرسمَ اسمَكِ في السماءْ |
وأُضيفَ: أهواها بلا أسبابْ |
اللهَ حينَ رأيتِني |
فتلعثَمَتْ في دِفءِ قلبِكِ خفقتانْ |
وتوقّفَتْ عن نهرِ حزنِكِ دمعتانْ |
هل قد علمْتِ الآنَ حقا أنّني |
أناْ صاحبُ الأشجانْ؟ |
أوّاهُ إني أعشقُكْ |
أناْ هكذا أتذوقُكْ |
هل قد سمعتِ القلبَ يشدو في غرامِكِ بافتتانْ؟ |