![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
برزتُ إلى دنيا الحتوفِ ولمْ أهَبْ |
وشيدتُ أمجاداً على بابهِا الخرِبْ |
وطفتُ على أسوارِ جُرحي ميمماً |
بوجهيَ صوبَ العزّ والجودِ والأدبْ |
ومرّتْ خطوبُ البينِ مرَّ سحابةٍ |
على نخلةٍ فرعاءَ مفتولةِ الكَرَبْ |
وحينَ أتى الطوفانُ لُذتُ بغربتي |
ولملمتُ أوجاعَ الأعاجمَ والعربْ |
وأيقنتُ أنَّ الأمرَ لله عائدٌ |
فكم من مليكٍ لزّهُ الضيم فأغتربْ |
فللهِ ما أبقى وللهِ ما وهبْ |
وللهِ ما يمحو وصبراً إذا كتبْ |
شرِبتُ من الأقدارِ كأساً مزاجُها |
زعافٌ وساقيها دميمٌ ومضطربْ |
وحتى كأنَّي للرزيات أمهُا |
ولا ترتضي مني فطاماً فوا عجبْ |
ولكنْ سأبقى رَغم خذلانِ ناصري |
حسيناً لدهرٍ مستبدٍ وما جلبْ |
يلوكُ بلحمي نيئاً ليمجَهُ |
إذا ما عصى أنيابهُ صوبَ ذي لهبْ |
وما خفتُ إذْ كنتُ الخليلَ وكم أتتْ |
إليها من العسلان يرفدنها حطبْ |
فأوقدْ بشطي نارَ حقدِك وادّكر |
من الأمس أنقى حين يغلي بها الذهبْ |
مراراً تغشتني المنون ولم يزلْ |
جبينيَ صلتاً للمعاليَ مشرئبْ |
أنا كعبةُ الأفلاك، غرة ُ صبحِها |
أنا بوقُ إسرافيل صوتي إذا صخبْ |
أنا من طوى الدنيا بطي جناحِه ِ |
ولم يكتملْ جنحاً فقد كان من زغبْ |
أنا والعُلا صنوانِ مذْ كنتُ أمرداً |
وإنّ شبيهَ الشيء للشيء منجذبْ |
فعُدْ سائلاً فجرَ السُلالاتِ وافتها |
سيُغنيكَ ما تلقاهُ عني من الحَسبْ |
وقفتُ بوجهِ الموتِ حتى خرَمتُه |
وقهراً إذا ما فرّ أتبعتُهُ سببْ |
وما همّني بغي الأعادي بقدر ما |
أضالعَ صدري حين صكّت من الغضب |
أسلنَ شُغافَ القلبِ لاتَ كَلَمْنَهُ |
بحربٍ أرى المغلوبَ فيها الذي غلبْ |
وحزناً على ثديي ودرّ فراتِه |
فهل مكثرِ الأيتامِ يُقفى بمن نهبْ!! |
وأيّهُمُ يدنو تباعاً لكَرْمَتي |
لَيأتي بمعسولِ الوعودِ فيقتربْ |
وعطفاً كقلب الأم أُعطِيهِ سلتي |
فلا سلتي ردت ولم أحظ بالعنبْ |
وما بين أبنائي وأخوة يوسفٍ |
تعالى أنينُ السهلِ حتى بكى القصبْ |
فتبّتْ يدا كلِِ الذي رامَ شَقْوَتي |
كما تبَّ في الذكرِ الحكيمِ أبو لَهبْ |