تقولُ: الرجالُ هم الغدرُ صافي ... ويُخفونَ كم خِنجرٍ بالعِطافِ
|
بلا ندمٍ يَهجرونَ القلوبَ، فهُم سُفنٌ والنساءُ مَرافي
|
وكم رجلٍ ملَّ ذاتَ الجمالِ إذا ذاقَ مِن حُسنِها باغترافِ
|
جَبابِرُ يَستعبدوَنَ الإناثَ، نَعم كُلُّهم، دونَ أيِّ اختلافِ!
|
وأخطرُهم مَن يَضوعونَ شِعرا كشهدٍ مزيجٍ بِسُمٍّ زُعافِ!
|
تَرى مَنْ يقولُ: أيا نورَ عيني، تَعالَيْ فإني على الشوكِ حافي!
|
أغيثي فإني أشمُّ شياطا.. بقلبي حريقٌ فهاتي المطافي!
|
وإن خانَ قالَ: زَلَلتُ اعذِريني، وأَمْلِي لقلبي بشوطٍ إضافي
|
لقد طهّرَ الحبُّ رُوحي اطمئنّي فإنّي غَدَوْتُ مِثالَ العَفافِ
|
وها أنا ذا عاكفٌ في خشوعٍ أمامَ قناةِ مشاري العسافي!!
|
يقولونَ كِذْبا وهم يَسخرونَ من الغاوياتِ بشَدوِ الغُدافِ!
|
فهم يشربونَ دموعَ العذارى لتدبيجِ أشعارِهم باحترافِ
|
ويَمشونَ فوقَ الجِراحِ اختيالا بفنٍّ، وهاماتُهم كالزرافِ!
|
ويَنسَوْنَ مَن كُنَّ قُربانَ شِعرٍ، كسَكرانَ يُخطئُ عَدَّ الخِرافِ!
|
وكم ألفِ مِسكينةٍ غادَروها كجُثمانِ حُلمٍ على الدمعِ طافي!
|
فهل خِلتَني غِرّةً كي تقولَ: أنا الذئبُ، مِنْ بَسمتي لا تخافي؟!
|
فهيهاتَ يَخدعُ مِثلُكَ مِثلي.. أنا لستُ ذَنبا ترومُ اقترافي
|
ألا كُفَّ عني، وذَرني مَلِيّا، فنَفْسي تَجيشُ كَسَيلٍ جُرافِ
|
فقلتُ بحزنٍ: أَجَدْتِ اغتيالي بوصفٍ عنيفٍ مخيفٍ جُزافي
|
أنا شاعرٌ حالمٌ، للجمالِ أُغنّي، ولستُ بوحشٍ خُرافي
|
وكم من نساءٍ فَتنَّ رجالا، وها هم ضحايا الهوى في اصطفافِ
|
ومِنهنَّ مَنْ طَبعُها أن تخونَ، فتَحنو وفي قلبِها الغدرُ غافي
|
ومَن زُوِّدَتْ بلسانٍ سَليطٍ، ومَن غولةٌ تحتَ ثوبِ الزفافِ!
|
ومَن ألقَتِ العقلَ في المُهملاتِ وبالكادِ تَعرفُ غسلَ الصِّحافِ!
|
ومن تَستلذُّ خرابَ البيوتِ فيشكو أذاها ل نورتون مكافي!!
|
وناهيكِ عن كافراتِ العشيرِ، ومَن قد يَمِلنَ إلى الانحرافِ!
|
هما الخيرُ والشرُّ في كلِّ شخصٍ.. سَلِي الطبعَ في القلبِ، والقلبُ كافي
|
وقد ذُقتُ في مُقلتيكِ حَنانا تَحدَّى الجَفاءَ فكانَ اختطافي
|
وأكبرتُ فيكِ حميدَ الخصالِ، وحولَ حيائِكِ طالَ طَوافي
|
وإنّا جميعا نحبُّ الجَمالَ، وأنتِ نَدى الزهرِ والحسنُ ضافي
|
وحينَ أراكِ يرفرفُ قلبي ويشدو بلحنٍ رقيقٍ ودافي
|
فمهما تَمطَّتْ بنا الكِبرياءُ نَحِنّ لإلْفٍ كطيرٍ ضِعافِ
|
هو الحبُّ في الكونِ سرُّ التراحمِ، مِن دونِه المرءُ مَحضُ غِلافِ!
|
فهيا أجيبي نداءَ الحياةِ، إلى الحبِّ فلتُقبِلي، لا تَعافي
|
وضُمّي بعَطفٍ بَراءةَ قلبي وداوي بِلَحْظٍ من الهمِّ شافي
|
وفِرِّي إذا شئتِ مِنّي إليَّ، سأحويكِ بينَ ضلوعي اللِّطافِ
|