|
|
![]() |
عناوين ونصوص القصائد أسماء الشعراء |
![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
إلى الذين سموهم حراقة* و ما علموا أنهم في وطنهم يحترقون |
إلى يحي سعيدي |
هذا المساءْ .. |
أنا مرهق جدا |
وسجائري الخمسون لا تكفي |
لنظْمِ قصيديَ المنثور بين ضلوعي |
فحبيبتي الأولىالأخيرة أصبحت أماً |
لها ولد تعانقه البراءة و النقاء به يهيمْ |
أبصرتُه هذا الصباحْ |
يجري بجانبها و يقفز في انشراحْ |
كفراشة جذلى يشاكسها النسيمْ |
ورأيتها ترنو إليه بمقلةٍ حَوَتِ الربيعَ |
وأزهرتْ فيها الزنابقُ والأقاحْ |
به تُبَدِّدُ ما ترسب من بقايا الحزن |
في قلب تعلل و استراحْ |
وأنا المدجَّجُ بالمواجعِ و الجراحْ |
مازلتُ أرشف ما تعتق من دموعي |
*** |
هذا المساءْ .. |
أنا مرهق جدا |
وقهوتي السوداء لا تكفي |
لتبييض اسْوِدَادِ السُّحْبِ في أفق الفؤادْ |
مازلتُ ألتهمُ الجرائد عند زاوية بمقهى الشارع الخلفيِّ |
ينضح بالقذارة و الشيوخ العاطلينَ |
وفتيةٍ سئموا الحديث عن الرياضةِ |
أو مغازلة الصبايا العائدات من المدارسْ |
قد صار جلُّ حديثهمْ أن يحجزوا في قارب يَمضِي بِهمْ |
للضفة الأخرى من الحلم المعلق تحت صلبان الكنائسْ |
أفتشُ بين أعمدة الوظائف عن شعاع من أملْ |
يُثني الفؤاد عن التفكر في الرحيل عن البلادْ |
عبثا أفتش في الرمادِ عن الرمادْ |
وأتوهُ بين نحيب أنصاف القلوبِ |
وبين طلاب النهايات السعيدة |
كملاحم الإغريقِ أو قصص الغرام |
أو حكايا شهرزادَ تهدهد الملك الهمامْ |
وأقلب الصفْحات أَنَّتْ تحت صرْخات العوانسْ |
عبثاً أضيء فتائل الأمل المُدَنَّس |
بالوعودِ الكاذباتِ و بالكلامْ |
بعضي يحاول أن يصدقها |
وريح اليأس تعبث في شموعي |
*** |
هذا المساءْ .. |
أنا مرهق جدا |
ولم أعدْ أقوى على تخدير قلبي بالأماني |
وابتكار النهايات السعيدة |
ما عاد في القلب الجريح مساحة للحب أو للحلم |
وصبيةٌ سمراءُ عند محطة الباصاتِ |
لم أجرؤ على ردِّ ابتسامتها التي تَشِي |
ببعض بالدفء و الشوق الخبيء |
بعوالم العشق الطفولي البريء |
بحضن فارسها المسافر في السحاب |
على حصانٍ أبيضٍ جذلاً يجيءْ |
وأنا المحاصَرُ بالمدامع و المواجع |
والدروب التائهاتْ |
ما عاد بين جوانحي شيء يضيءْ |
فيما عدى حلمٍ تدلَّى بين عكازين |
من ألمٍ و من أملٍ به صدري ينوءْ |
شيء تحطم داخلي .. |
لا فجرَ خلف ستار هذا الليل يؤذن بالطلوعِ |
*** |
هذا المساءْ .. |
أنا مرهق جدا |
ولا كفٌ تلملم ما تناثر من دموعي |
عيني تحلق في الجريدة إِذْ |
تحدث عن ملايين المساكنِ |
عن ملايين الوظائفِ |
عن مشاريع الزعيم الفذ |
والبطل المتوَّج بالمهابة و الفخارْ |
عن جنة من تحتها تجري البحارْ |
عنْ .. |
وتعيدني من حلْم رابعة النهارْ |
كفٌ لأرملةٍ تطوف موائد المقهى |
لتجمع ما يرد طوى الصغارْ |
أطوي الجريدةَ |
أترك المقهى |
وأزمع أن أجرب مثلهم درب الفرارْ |
يا أمُّ لا تََدْعي لإبنكِ بالرجوعِ.. |