عاتبت انا البين من يوم ذقت هذا الأمر
|
وقلت يا بين أكويت مهجتي من جمر
|
يا بين أسكرتني من غير صرف الخمر
|
الا بكأس النيا حتى طمرني طمر
|
فقال لي البين مالك تشتكي يا عمرو
|
كف الملام وعنك فل هذا الامر
|
كم قصر عالي ردمته في صحابه دمر
|
وخليت به اليوم يزعق بعد لعب الزمر
|
ان كان يا صاح ما أنت بذا راضي
|
وهل رجل بالكون مثلك ياردي حاضي
|
اسمع كلامي وافهم كل أو غاضي
|
ان البين بالحق على النياب والقاضي
|
ثقلت يا بني ما عاد يرجع الماضي
|
ولا أشاهد الناس في طرفي والحاظي
|
أبكمت يا بين دون الناس ألفاظي
|
بيني وبينك الهافي السماء قاضي
|
ما كان أملي وظني فيك يا بيني
|
قاصصتني بالردي قبل أن يجي حيني
|
أسلبت مالي وحالي قد بقى شيني
|
ورجعت قاصصتني يا بين في عيني
|
فقال لي البين ما بالك تناجيني
|
وفي كلام الجفا قاصد تفاجيني
|
وان كان الا بقصدك ان تعاديني
|
ياما دهيت من قبلك سلاطيني
|
|
كم حرب كم هيج بين الناس أفعلته
|
كم رجل مثلك بهذا السقم أزعلته
|
ما حدث عنه بوسط القبر أمددته
|
فقلت يا بين تصدق بالذي قلته
|
لأنك بشوم الردي لا حالتي ملته
|
عاندت يا بين الى دهري وما حلته
|
عليك يا بين ربا بالسما حلته
|
عامين يا بين قد شحت في القوم
|
أحرقت قلبي وقد احرمت جفني النوم
|
وخليتني بالدجا أبكي ودمعي عدم
|
لكن بيني وبينك الملاقاه يوم
|
فقال لي البين عنك قل هذا اللوم
|
وطيع رأيي وجاهد بالصلاة والصوم
|
غيرك رضي يا معتر في زمانه يوم
|
وأنت بجهدك تريد الصفو دايم دوم
|
اسمع كلامي وفيق اليوم الى حالك
|
وطيع رأي ولا تندم على مالك
|
كنك بتحسب يا مسكين في بالك
|
ما حد بالناس ناله مثلما نالك
|
فقلت يابين كان قصدي أنا سالك
|
لكني مسجون ما بقدر أنا صالك
|
بان عانني الله وتعلقت بأذيالك
|
لكنت أدب جميع الناس بأعمالك
|
عليك يا بين لازم انتصر فصره
|
عامين دون الملا أوريتني حصره
|
على قد جرت وتجاسرت هالجسره
|
ما حد بالكون مثلي ذاق ها الحصره
|
فقال لي البين مثلك كم وكم بسره
|
وأنت ايش بالكون تا مالي عليك حسره
|
مثل ابن شداد وسليمان مع كسره
|
حكموا جميع البلاد والهند والبصره
|
فرعون واسكندر ذي القرنين والنمرود
|
واحدا وما حد منهم بلغ المقصود
|
ماتوا وبادوا وقد راحوا طعام الدود
|
في ضيقة القبر قضوها ليالي سود
|
فقلت يا بين دهري ما بقى بيعود
|
ولا بطول زماني أبلغ المقصود
|
يا بين خليتني طول الزمان أنود
|
بيني وبينك الها في السما معبود
|
يا بين من شر فعلك عقل راسي طار
|
يا بين أحرقت قلبي في لهيب النار
|
يا بين خليتني بين الملا محتار
|
هل كان يا بين حقا لك على نار
|
فقال لي البين مالك يا ردي محتار
|
وأنت بالكون ما تعرف بما قد صار
|
شمشون بالحرب أفنى كم وكم جبار
|
قد جاه سهم النيا قصة كما المسمار
|
وان كان الا مرادك يا ردي بدك
|
تا أرميك في حال تطمس فيه الى خدك
|
وبفرجك يا ردي بين الملا قدك
|
|
فقلت يا بين قلبي مات من هدك
|
عامين دون الملا جعلتني ضدك
|
أواه يا بين من كيدك ومن صدك
|
ما أظن في العمر أنا أفلت من يدك
|
مالي صديق يعاونني على دا البين
|
أحرق فؤادي واجرى دمع عيني عين
|
أطفأ لضوي وخلاني بحال الشين
|
ما كان ها البين حقا له علي دين
|
الصبر لما سمع بالشر اتقدم
|
وقال أسكت ابدا لاعدت تتكلم
|
البين كم رجل مثلك يا رشا ألم
|
أسقم فؤاده ونصله للحشا ألم
|
فقلت يا صبر قل لي عايش يكون عملي
|
حملي وقع مابقى لي من يشيل حملي
|
يا صبر كنت أحسب أن الأهل بدوم لي
|
مذ خانني الدهر منهم انقطع أملي
|
فقال لي الصبر اصبر يا أخي لا بأس
|
البين كم رجل مثلك جرعه ها الكأس
|
من بعد ما كان سري لكل المحافل رأس
|
أسكب لماله وخلاه مزبله ينداس
|
فقلت يا صبر انظر ايش بقى حالى
|
ومن فعاله ترى قد زادت انحالي
|
أسقم فؤادي وقد أشغل الى بالي
|
مسجون يا صبر لا طيب ولا بالى
|
فقال لى الصبر يكفي طيعني واسمع
|
وعن طريق الردي يا صاحبي ارجع
|
ارتد يا خل عن دربك ولا تطمع
|
تبقى شماته لكل الناس ما تنفع
|
فقلت يا صبر أملي في المراجي خاب
|
منيوم ضو عيونى منجفونى غاب
|
يا صبر حتى فؤادي من حشابي داب
|
بالصلح اسعى عمى عنده يكن لي باب
|
بالله يا صبر روح لأسري قل له
|
وإلى طريق الصلاحة يا أخي دله
|
بتم مسجون هذا السجن ما حله
|
ما كان لي ذنب يحرزها الجفا كله
|
فقال الصبر ابشر يا أخي بالخير
|
على الرأس أسمى أنا نحوه أجد السير
|
وحق من يرزق المحتاج ثم الطير
|
انك صديقي وحاشا ابدلك بالغير
|
الصبر قام اتى للبين واشكى له
|
من كنز همه وسقمه كثرت للزعاله
|
عني وقال دا الشقي أبدلت أشكاله
|
فلا تواخذ دا المسكين بفصاله
|
فقال له البين أنا ما عدت أصغى له
|
تحقيق ها الداي ماهو كان يكفي له
|
|
لكن خلية في ها النار أدنى له
|
فقال له الصبر أنا اخطيت سامحني
|
قاصد بسهم التجافي لا ترامحنى
|
الا بعين الوداعة دوم لامسحنى
|
قد دل يا صاح ما له طاقة المحنى
|
فقال يا صبر يكفى لا تحاصرني
|
عن صلح هذا الشقي بالله قاصرني
|
أسقم فؤادي وعاندني وكاسرني
|
اخليه يعمل عسى انه يباشرني
|
فقال يابين دهره ما بقى يصفا
|
يا بين من فصل سهمك ما بقى يشفى
|
ارتد يا صاح عن هذا الشقي واصفا
|
وبس يابين فصف الذى جرى يكفى
|
آه يا صبر لو تسمع جواباته
|
كانت همومك في وسط الحشا باتوا
|
البين اذا جار أدخل في مراضاته
|
ولا تسانده توقع في مضاقاته
|
فقال له الصبر أنا اخطيت بين يديك
|
الذنب الى وانا قد جيت أسعى ليك
|
ابن الاجاويد ما بيكون ياخى هيك
|
الا مع الدهر ساعة هيك وساعة هيك
|
فقال له البين أنا لاجلك له سامح
|
واترك لهما بدا في عرضنا شالح
|
لانك أتيت تريد الصلح يا صالح
|
وفي محبتك كاسه بشربه طافح
|
الحمد لله بين الضه صالحنا
|
وعنه هذا ودا قضيت مصالحنا
|
فحنا الذي صلحنا أصلح قبايحنا
|
الله لله غاب وفزنا بالنجا فحنا
|