
|
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|

| أصل الداء |
أربعةً كُنّا مُصابينَ بِداءٍ
|
أَعْجَزَ الطبيبَ والعَطّارَ في مدينةٍ |
| جميعُ أهليها يُعانونَ من التَعاسَهْ . . . . |
| وَمَرَّتِ الأيامُ |
| حتى حَلَّ في البلدةِ شيخٌ طاعنٌ |
| مِهْنَتُهُ الفِراسَهْ . . . . |
| زُرْناهُ نَسْتَفْهمُ عن أَمراضِنا |
| بادَرَني بقولِهِ: من أَيِّ شئٍ تشتكي؟ |
| قلتُ: من الضَبابِ في بَصيرتي |
| ومن شعورٍ غامضٍ أَفْقَدَني الوقارَ والكِياسَهْ |
| فتارةً أشعرُ أَنَّ بلدتي مئذنةٌ |
| تَرِشُّنا بالنورِ والأريجِ |
| حتى تستحيلَ جَنَّةً أرضيةً . . . . |
| وتارةً أشعرُ أَنَّ بلدتي إذاعةٌ |
| تنهى عن المعروفِ أو تأمرُ بالمُنْكرِ |
| حتى تستحيلَ حانةً لنخبةٍ |
| ومخدعاً لساسهْ |
| فلم أَعُدْ أُمَيِّزُ العهرَ من القداسَهْ |
| أشارَ للثاني: وأنتَ؟ أيَّ شئٍ تشتكي؟ |
| أجابَهُ: من عَدَمِ النسيانِ . . . . |
| من علائمِ انتكاسَهْ |
| بَدَتْ على وجهِ غَدي . . . . |
| فَعُمْدَةُ البلدةِ قبل أنْ يكونَ عُمْدَةً |
| كان بشوشاً وتقيّاً . . . . |
| يبدأُ الحديثَ بالذِكْرِ |
| ولا يرفعُ حينما يسيرُ راسَهْ |
| لكنه من بعدما صَيَّرَ منه الغرباءُ عُمْدَةً |
| صارَ جهوماً كاسِراً |
| مثلَ كلابِ الصَّيْدِ والحراسَهْ! |
| والتَفَتَ الشيخُ إلى ثالثِنِا |
| وكان لا زال على مقاعدِ الدراسَهْ: |
| وأَنتَ مم تشتكي؟ |
| أجابه: أشعرً حين أفتحُ الكتابَ |
| أَنَّ مَدفعاً يطلع من بين السطورِ |
| فاتحاً شدقيهِ لي . . . . |
| فأستحيل أرنباً يبحث في الصفِ عن الكِناسِ . . . |
| تغدو لغتي تمتمةً . . . . . |
| ودفتري كًناسَهْ! |
| وأشتكي من صَدَأٍ |
| طالَ مَرايا الفكرِ في عالمِنا |
| فلستُ أدري مَنْ بِنا البائعُ والمُباعُ |
| في عولمةٍ النخاسَهْ |
| . . . . . . . . . . |
| . . . . . . . . . . . . |
| وقالت الرابعةُ العانِسُ: |
| أشكو هاجِسَ الأرملةِ الثكلى |
| فهلْ من بلسمٍ يوقفُ زحفَ العمرِ |
| ريثما يمرُّ عابراً شواطئَ البلدةِ حوتُ الحربِ . . . |
| أو توقِفُ دَوّرانَها طاحونةُ السياسه؟ |
| فأَطْرَقَ الشيخُ مَليِّاً . . . . . . |
| ثم قال جازماً: |
| أمراضُكًمْ جميعُها مصدرُها |
| جرثومةُ الكرسيِّ في مستنقعِ الرئاسهْ! |