عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > بدوي الجبل > الكعبة الزهراء

سورية

مشاهدة
5806

إعجاب
16

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الكعبة الزهراء

بنور على أم القرى وبطيب
غسلت فؤادي من أسى ولهيب
لثمت الثّرى سبعا وكحّلت مقلتي
بحسن كأسرار السماء مهيب
وأمسكت قلبي لا يطير إلى منى
بأعبائه من لهفة ووجيب
فيا مهجتي: وادي الأمين محمد
خصيب الهدى: والزرع غير خصيب
هنا الكعبة الزّهراء . والوحي والشذا
هنا النور. فافني في هواه وذوبي
ويا مهجتي: بين الحطيم وزمزم
تركت دموعي شافعا لذنوبي
وفي الكعبة الزهراء زيّنت لوعتي
و عطّر أبواب السماء نحيبي
***
وردّدت الصحراء شرقا ومغربا
صدى نغم من لوعة ورتوب
تلاقوا عليها، من غني ومعدم
و من صبية زغب الجناح وشيب
نظائر فيها: بردهم برد محرم
يضوع شذا: والقلب قلب منيب
أناخوا الذنوب المثقلات لواغبا
بأفيح – من عفو الإله – رحيب
وذلّ لعزّ الله كلّ مسوّد
ورقّ لخوف الله كلّ صليب
***
ولو أنّ عندي للشّباب بقيّة
خففت إليها فوق ظهر نجيب
ولي غفوة في كلّ ظلّ لقيته
و وقفة سقيا عند كلّ قليب
هتكت حجاب الصّمت بيني وبينها
بشبّابة سكرى الحنين خلوب
حسبت بها جنّيّة معبدية
و فرّجت عن غماّئها بثقوب
***
وركب عليها، وسم أخفاق عيسهم
وهام تهاوت للكرى وجنوب
وألف سراب، ما كفرت بحسنها
و إن فاجأت غدرانها بنضوب
وضجّة صمت جلجلت . ثمّ وادعت
و رقّت، كأخفى همسة ودبيب
وأطياف جنّ في بحار رمالها
تصارع حالي طفوة ورسوب
وتعطفني آلآرام فيها نوافر
إلى رشأ في الغوطتين ربيب
يعلّلني – والصدق فيه سجية
بوعد مطول باللقاء كذوب
وبدّلت حسنا ضاحك الدلّ ناعما
بحسن عنيف في الرّمال كئيب
ومن صحب الصحراء هام بعالم
من السحر جنّي الطيوف رهيب
وللفلك الأسمى، فضول لسرها
ففي كلّ نجم منه عين رقيب
***
أرى بخيال السّحب – خطو محمد
على مخصب من بيدها وجديب
وسمر خيام مزّق الصمت عندها
حماحم خيل بشّرت بركوب
ونارا على نجد من الرمل أوقدت
لنجدة محروم وغوث حريب
وتكبيرة في الفجر سالت مع الصّبا
نعيم فياف واخضلال سهوب
أشمّ الرمال السمر: في كلّ حفنة
من الرّمل، دنيا من هوى وطيوب
على كلّ نجد منه نفح ملائك
و في كلّ واد منه سرّ غيوب
توحّدت بالصحراء . حتّى مغيبها
و مشهدها من مشهديّ ومغيبي
ومن هذه الصحراء، أنوار مرسل
و رايات منصور . وبدع خطيب
ومن هذه الصحراء، شعر تبرّجت
به كلّ سكرى بالدلال عروب
تعطّر في أنغامه ورحيقه
وريّاه:عطري مبسم وسبيب
ترشّ النجوم النور فيها ممسّكا
فأترع أحلامي وأهرق كوبي
وما أكرم الصحراء .. تصدى .. ونمنمت
لنا برد ظل كالنعيم رطيب
ويغفو لها التاريخ . حتّى ترجّه
بداهية صلب القناة أريب
شكا الدّهر ممّا أتعبته رمالها
و لم تشك فيه من ونى ولغوب
وصبر من الصحراء، أحكمت نسجه
سموت به عن محنتي وكروبي
ومن هذه الصحراء .. صيغت سجيّتي
فكلّ عجيب الدّهر غير عجيب
يرنّح شعري باللوى كلّ بانة
و يندى بشعري فيه كلّ كثيب
ولولا الجراح الداميات بمهجتي
لأسكر نجدا والحجاز نسيبي
وهيهات ما لوم الكريم سجيّتي
و لا بغضه عند الجفاء نصيبي
نقلت إلى قلبي حياء وعفّة
أسارير وجهي من أسى وقطوب
وعرّتني الأيّام ممّن أحبّهم
كأيك – تحاماه الرّبيع – سليب
ورب ّ بعيد عنك أحلى من المنى
و ربّ قريب الدّار غير قريب
وويح الغواني: ما أمنت خطوبها
و قد أمنت بعد المشيب خطوبي
وكيف وثوبي للزّمان وأهله
و للشيّب أصفاد يعقن وثوبي
أفي كلّ يوم لوعة بعد لوعة
لغربة أهل أو لفقد حبيب
ويارب: في قلبي ندوب جديدة
تريد القرى من سالفات ندوب
يريد حسابي ظالم بعد ظالم
و ما غير جبّار السماء حسيبي
ويا رب: صن بالحبّ قومي مؤلفا
شتات قلوب لا شتات دروب
ويا رب: لا تقبل صغاء بشاشة
إذ لم يصاحبه صفاء قلوب
تداووا من الجلىّ بجلىّ .. وخلّفوا
وراءهم الإسلام خير طبيب
***
ويا رب: في الإسلام نور ورحمة
و شوق نسيب نازح لنسيب
فألّف على الإسلام دنيا تمزّقت
إلى أمم مقهورة وشعوب
وكلّ بعيد حجّ للبيت أو هفا
إليه وإن شطّ المزار – قريبي
سجايا من الإسلام: سمح حنانها
فلا شعب عن نعمائها بغريب
***
وآمنت أنّ الحبّ خير ونعمة
و لا خير عندي في وغى وحروب
وكلّ خصيب الكف فتحا وصولة
فداء لكف بالعبير خضيب
وآمنت أنّ الحب والنور واحد
و يكفر بالآلاء كلّ مريب
ولو كان في وسعي حنانا ورحمة
لجنّبت أعدائي لقاء شعوبي
***
ويا رب: لم أشرك ولم أعرف الأذى
و صنت شبابي عنهما ومشيبي
وإنّي – وإن جاوزت هذين سالما
لأكبر لولا جود عفوك حوبي
وأهرب كبرا أو حياء لزلّتي
و منك، نعم، لكن إليك هروبي
وأجلو عيوبي نادمات حواسرا
و أستر إلاّ في حماك عيوبي
وأيّ ذنوب ليس تمحى لشاعر
معنى بألوان الجمال طروب
ولو شهدت حور الجنان مدامعي
ترشّفن في هول الحساب غروبي
***
مدحت رسول الله أرجو ثوابه
و حاشا الندى أن لا يكون مثيبي
وقفت بباب الله ثمّ ببابه
وقوف ملحّ بالسؤال دؤوب
صفاء على اسم الله غير مكدّر
و حب لذات الله غير مشوب
وأزهى بتظليل الغمام لأحمد
و عذب برود من يديه سروب
فإن كان سرّ الله فوق غمامة
تظلّ وماء سائغ لشروب
ففي معجز القرآن والدولة التي
بناها عليه مقنع للبيب
***
ويا رب عند القبر قبر محمد
دعاء قريح المقلتين سليب
بجمر هوى عند الحجيج لمكّة
و دمع على طهر المقام سكوب
بشوق على نغماه، ضمّ جوانح
و وجد على ريّاه زرّ جيوب
ترفّق بقومي واحمهم من ملمّة
لقد نشبت أو آذنت بنشوب
وردّ الحلوم العازبات إلى الهدى
فقد ترجع الأحلام بعد عزوب
وردّ القلوب الحاقدات إلى ند
من الحبّ فوّاح الظلال عشيب
***
تدفقت الأمواج واللّيل كافر
و هبّ جنون الرّيح كلّ هبوب
رمى اليمّ انضاء السفين بمارد
من اليمّ تيّاه الحتوف غضوب
يزلزلها يمنى ويسرى مزمجرا
و يضغمها من هوله بنيوب
يرقّصها حينا وحينا يرجّها
و يوجز حالي هدأة ووثوب
وترفعها عجلى وعجلى تحطّها
لعوب من الأمواج جدّ لعوب
وأيقن أنضاء السفينة بالردى
يطالعهم في جيئة وذهوب
ولمّا استطال اليأس يكسو وجوههم
بألوانه من صفرة وشحوب
دعوا: يا أبا الزهراء والحتف زاحف
عليهم: لقد وفّقتم بمجيب
وأسلست الرّيح القياد كأنها
نسيم هفا من شمأل وجنوب
وباده لطف الله من يمن أحمد
ببرد على عري الرّجاء – قشيب
***
وأقعدني عنك الضّنى فبعثتها
شوارد شعر لم ترع بضريب
وترشدها أطياب قبرك في الدجى
فتعصمها من حيرة ونكوب
وعند أبي الزهراء حطّت رحالها
بساح جواد للثناء كسوب
***
جلوت على وادي العقيق فريدتي
ففاز حسيب منهما بحسيب
تتيه حضارات الشعوب بشاعر
و تكمل أسباب العلى بأديب
وعند أبي الزهراء حطّت رحالها
بساح جواد للثناء كسوب
***
جلوت على وادي العقيق فريدتي
ففاز حسيب منهما بحسيب
تتيه حضارات الشعوب بشاعر
و تكمل أسباب العلى بأديب
بدوي الجبل
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: سيف الدين العثمان
الإضافة: الاثنين 2007/01/29 11:52:01 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com