أَيا لائِمي فيمَ المَلامَةُ وَالعَذلُ | |
|
| وَقَلبيَ مِن لَوعِ الصَبابَةِ لا يَخلو |
|
دَعِ اللَومَ وَاِذكُرلي حَديثَ أَحِبَّتي | |
|
| فَذَكِّرهُمُ عِندي وَحَقّ الهَوى يَحلو |
|
إِذا ذُكِروا يَوماً طَرِبتُ لِذِكرِهِم | |
|
| وَاِهتَزَّ مِثلَ الغُصنِ يَعتادُهُ مَيلُ |
|
أَهيَمُ بِهِم شَوقاً إِذا الصُبحُ قَد بَدا | |
|
| وَيَزدادُ بي شَوقٌ إِذا جَنَّنِي اللَيلُ |
|
سَقوني حُمَيّا حُبِّهِم غَيرَ مَرَّةٍ | |
|
| ثَمِلتُ بِها سُكرا وَما عادَلي عَقلُ |
|
حَرامٌ عَلى قَلبي السُلُوّ وَإِن أَبى | |
|
| عَذولٌ يَرى أَنَّ السُلُوَّ لَهُ حَلُّ |
|
لَئِن كانَ يَسلو الحُبُّ مَن يَدَّعِي الهَوى | |
|
| فَعَن حُبِّ مَن أَهوى وَحَقِّكَ لا أَسلو |
|
أَوِ اِن كانَ قَومٌ بِالأَماكِنِ قَد سَلَوا | |
|
| وَكانَ لَهُم في ذاكَ عَن حُبُّهِم شُغلُ |
|
فَلي فيكَ يا عَينَ الزَمانِ مَحَبَّةٌ | |
|
| لَها في فَمي فَرعٌ وَفي مُهجَتي أَصلُ |
|
سَميري يُسامِرْني وَكرّرْ حَديثَ مَن | |
|
| بِذِكراهُمُ يَحيا الفُؤادُ وَيُبتَلُّ |
|
أَبي فارِس عَبد العَزيز وَمَن غَدا | |
|
| لَهُ بِالفُراتي نِسبَةٌ ذِكرُها يَحلو |
|
إِمامٌ لَهُ بَينَ الإيمَةِ مَنصِبٌ | |
|
| وقدرٌ رَفيعٌ فَوقَ نَسرِ السَما يَعلو |
|
أَمينٌ كَريمٌ مُنصِفٌ ذو أَناءَةٍ | |
|
| لَهُ بَينَ أَربابِ العُلا بِالعُلا كِفلُ |
|
حَليمٌ سَليمُ الصَدرِ لا يَستَفِزُّهُ | |
|
| سَفيهٌ وَلا يُغريهِ مِن جاهِلٍ جَهلُ |
|
عَلا قَدرُهُ وَالعِلمُ يَرفَعُ أَهلَهُ | |
|
| وَلِمْ لا وَذا يَقضي بِهِ العَقلُ وَالنَقلُ |
|
لَهُ بَينَ أَربابِ النُهى المَجدُ وَالعُلا | |
|
| وَبَينَ ذَوي الآرا لَهَ الرَأيُ وَالعَقلُ |
|
فَلَو أَنَّ أَهلَ العِلمِ كانوا فَريضَةً | |
|
| لَكانَ لَها مِن أَجلِ عَليائِهِ عَولُ |
|
وَلَو حارَتِ الأَفكارُ في حَلِّ مُشكِلٍ | |
|
| لَكانَ عَلَيهِ العَقدُ في ذاكَ وَالحَلُّ |
|
هُوَ البَحرُ بَل لا إِنَّما البَحرُ ماؤُهُ | |
|
| أُجاجٌ وَذاكَ السائِغُ المَشرَبَ السَهلُ |
|
إِذا ما اِشتَكَت أَرضُ القُلوبِ جَهالَةً | |
|
| تَرى سُحبَهُ بِالعِلمِ تَهمي وَتَنهَلُّ |
|
خَبيرٌ بِتَقريرِ المَسائِلِ عالِمٌ | |
|
| فَصيحٌ لَهُ في نَطقِهِ المَنطِقُ الجَزلُ |
|
فَقِيدٌ لَدى التَدريسِ لَو كُنتُ قائِلاً | |
|
| لَقُلتَ لُبابَ الشَهدِ يَقذِفُهُ النَحلُ |
|
وَلَولا إِمامَ النَحوِ نوَّهَ بِاِسمِهِ | |
|
| لَقالَ لَهُ أَهلاً وَأَنتَ لِذا أَهلُ |
|
أَبا فارِسٍ مَن ذا يُجاريكَ في النُهى | |
|
| وَلَو كانَ في الدُنيا لَهُ الجاهُ وَالطَولُ |
|
بَقِيتَ عَلى الأَيّامِ كَنزاً لِأَهلِها | |
|
| وَساعَدَكَ التَوفيقُ وَالعِزُّ وَالفَضلُ |
|
وَدونُكَها بِكراً يُشيرُ بَنانُها | |
|
| وَتَرنو إِلى عَلياكَ أَعيُنُها النُجلُ |
|
وَعُذراً فَإِنّي عَن عَلاكَ مُقَصِّرٌ | |
|
| وَفِكري مِن جَدواكَ أَجهَدَهُ مَحلُ |
|
فَلا زِلتَ يَنبوعَ الفَضائِلِ كُلَّما | |
|
| تَقادَمَ فَضلٌ مِنكَ يَخلُفُهُ فَضلُ |
|
بِجاهِ رَسولِ اللَهِ خَيرَ مِن اِقتَدى | |
|
| وَأُمَّ بِهِ الأَملاكُ وَالسادَةُ الرُسُلُ |
|
عَليَهِ صَلاةُ اللَهِ ما أَشرَقَ الضُحى | |
|
| وَما دامَ بَدرُ الأُفقِ في أَفقُهِ يَعلو |
|
وَما سارَ يَطوي البِيدَ رَكبٌ يَؤُمُّهُ | |
|
| لَهُ بِمَديحِ المُصطَى أَلسُنٌ تَتلو |
|