إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الرياض التي ترتدي جَوْربًا للشتاء الثقيل، وتنتعلُ الصبح دفئا تقصّى ظلالَ الضحى ... |
حدثتني بأن القصيدةَ واقعةٌ بينَ نصْبِ وجزْم |
والصديقة مابين عزمِ وحزمْ ..! |
قالتِ الساحليةُ: إنّ المسافة مابين حزن الصدور |
وشِعرِ اللِّحى مطلعٌ جاهلي ..! |
إذافالقيافة أن نكتبَ الشعرَ من غير خارطةِ فالخرائطُ لاتعتني بالممراتِ حينَ تغافلها عبوةٌ ناسفةْ |
الخرائطُ لاتستعيذ بشمس الرياض ولا تستطيع التكهّنَ بالعاصفةْ ..! |
كلٌ دربِ يؤدي لمسجدِ جدي .. |
حينَ جاء أبي بعدَ عمر طويلْ |
وأدى بها الظهرَ عصرًا صامَ من دون قيلولةِ قال إن المساجد محدِقَةٌ |
والدكاكين مغلقةٌ |
واحتقان المجالس فيها رجال يجيئون بالرمد الموسمي ....! |
*** |
النوافذ سيدةٌ من زجاج يراودها البرد عن نفسها ويحيط بها الموت شِبطًا تهبُّ على حزنها |
حينَ تدخلُها آمن قلبُها والشوارعُ باءتْ بوزْرِ |
السويدي .... |
قلتُ إنَّ المدينة شتويّةٌ حين يشتعلُ الجمرُ جمرا |
ويأتي على غفلة من عطاء |
الرياضُ إذا تحلقُ الشمس صلعتها كل صيف |
وتلسعها جمرة البرد في قلبها في شتاءٍ بلا خيمةٍ |
سوفَ تشكو علينا الشتاء ..! |
الرياض بلا أصدقاء ...! |
إنها نصف سيدة كحّلت عينها بالنقابِ وراحت تؤدي صلاة الجماعةِ في بيتها ... |
أقرأت طفلها سورةَ الفتحِ |
مدّت يداها تَعَسّسُ جوعَ النجوم |
ونامت على تلّةٍ من سماء ..! |
جئتها بعدَ موتِ أبي بثمانينَ عمرًا |
ولازال مسجدها قائما بشؤون الدقائق فيها: |
منابرها لم تزل أدعيةْ .. |
غير أن نقاط العبور بها يقظةٌ معديةْ ..! |
النساء اخترقنَ الغياب وجئنَ بحادثة في طريق القصيدة ..! |
الشوارع مرسومة فوق شاشات هاتف أنثى |
فأحملها في يدي ..! |
والكتابة تعويذة القادمين إليها يسومونها سوء عاقبة المبصرين |
لم أجئها حنينْ |
جئتها ذات حين |
في مساء حزين |
واحتقانٍ دفينْ |
الشوارعُ كل العواميد فيها مضاءةْ |
صفحة الماء حين تطول الغيوم بها عتمةً كالقناع الذي ترتديه البراءةْ ..! |
والعصافير في ردهات المنائر صوت البراء ..! |
الرياضُ نداء الصحاري الذي طار نحو السماء .. صباحُ الإشارات مزحومة .. فارس جاءها من بقاء ..! |
لا تكممْ يدي .. |
ليس بين رعاش الأصابع إلا صلاة أبي ماتَ من دونِ قيلولةِ حينما دلّكَ الموتُ أعضاءهُ واستوى في يديه ..! |
لستُ أبكي عليه ...! |
ظلُّ بيتي نمت فيه نخلةُ جدي فأطعمتُ من عذقها إخوتي ..! |
خذ يدي لاتدعني .. |
فالدماء التي في القميص دمائي |
وما كذبوا إخوتي حين قالوا قتلناهُ ماكذبوا حين قالوا وكيف نقول له الذئبَ مافي المدينة إلا كلاب وأحياؤها كلها من نساء ..! |
خذ يدي لاتدعني .. |
ستبيضُّ عينُ أبي وهو يبكي |
فما كنتُ يوسُفَهُ وهو يعقوبُ |
لكنني كنتُ أتلو بدكَّانه سورةَ الأنبياء ..! |
*** |
الرياض أريكة سيدة تركت ظلّها في مهبِّ المشيئةْ |
أرجحتها الحوادث منذ الفراق الأخير، وقد حملت بالدوارْ .. |
جاء فيها النهارْ .. يسأل الليل عن وطنٍ لاتباغض |
فيه: |
بين راءٍ وياءِ |
بين مدٍّ وحدْ |
بين ضاد و |
د |
ر |
لا تفرق دمي حين تقتلني سوف نقتصّ من كل قلبٍ ظنونْ! |
لنا نخلةٌ بين دالينِ .. مد وحد ..! |
كلنا واحدٌ جبهةً يمَّمَتْ وجهها واستطالتْ على الوقت لاتنحني حين تسجد إلا لربي: |
الرصيف سيبني على حده موعدًا للخطا |
والشوارع تكتم أنفاسها كلما عاثَ فيها هروب: |
كلنا في الشمال العليا |
إذا كان بعض السويدي الجنوبْ |
كلنا للرياض نحرّك عقربَ ساعتنا باتجاه شوارعها ثم نوشك بالظل قبل الغروبْ |
لاتكمّم فمي .. |
إنها مئزر الوقت تحمل قنديلها راعشا في الشتاء |
لتدفئ أوردةَ الصبر فينا .. |
وتنتعل الريح .. |
خاتمها شاعر جاء من غير وعدٍ بها ثم حكَّ فراء قصيدته |
واستوى للبياضْ .. |
لاتكمِّمْ فمي .. أول الشعر أنثى وآخره بقعة زوجوها الخزامى .. |
فجاءت لنا بالرياض ..! |