لقاءُ الأمانِي في ضمان القَواضِبِ | |
|
| ونيلُ المعالي في ادِّراعِ السَّبَاسِبِ |
|
إِذا ما ارتمى بالمرء مَنْسِمُ ذِلّةٍ | |
|
| فليس له إِلّا اقتعادُ الغَواربِ |
|
وما قَذَفاتُ المجدِ إِلّا لفاتكٍ | |
|
| إِذا هَمَّ لم يستَقْرِ سُبْلَ العواقبِ |
|
إِذا استاف ضيماً عاده خُنْزُوانةٌ | |
|
| وشَمَّمَ عِرنينَ الألَدّ المحاربِ |
|
وصَحبٍ كجُمَّاعِ الثُّرَيَّا تأَلُّفَاً | |
|
| مغاويرَ نُجْلِ الطعنِ هُدْلِ الضرائبِ |
|
إِذا نزلوا البطحاءَ سدَّوا طِلاعَها | |
|
| بسُمْرِ القَنَا والمقرباتِ السَّلاهِبِ |
|
مطاعينُ حيثُ الرمحُ يزحَمُ مثلَهُ | |
|
| على حَلَقِ الدِّرع ازدحامَ الغرائبِ |
|
يَمُدّونَ أطرافَ القَنَا بخوادِرٍ | |
|
| كأنّ القَنَا فيها خُطوطُ الرَّواجبِ |
|
إِذا أوردوا السمر اللِّدانَ تحاجزوا | |
|
| بها عن دماءِ الأُسْدِ حُمْرَ الثعالبِ |
|
بهم أقتضي دينَ الليالي إِذا لوت | |
|
| وأبلُغُ آمالي وأقضي مآربي |
|
وانتهبُ الحَيَّ اللَّقاحَ وأكتفِي | |
|
| بريعانِ عزمي عن طِرادِ التجاربِ |
|
وهاجرةٍ سجراءَ تأكلُ ظِلَّها | |
|
| ملوَّحَةِ المِعْزاء رمضَى الجَنادبِ |
|
ترى الشمسَ فيها وهي تُرسِلُ خيطَها | |
|
| لتمتاحَ رِيَّاً من نِطافِ المذانبِ |
|
سَفَعْنا بها وجهَ النهار فراعَنَا | |
|
| بنُقْبَةِ مُسْوَدِّ الخياشيم شاحبِ |
|
وبات على الأكوار أشلاءُ جُنَّحٍ | |
|
| خوافقُ فوق العِيس ميلُ العصائبِ |
|
فلما اعتسفنا ظِلَّ أخضرَ غاسقٍ | |
|
| على قِمَع الآكامِ جُونِ المناكبِ |
|
وردنا سُحيراً بين يومٍ وليلةٍ | |
|
| وقد عَلِقَتْ بالغَرب أيدي الكواكبِ |
|
على حينَ عرَّى منكِبُ الشرقِ جذبةً | |
|
| من الصبح واسترخَى عِنانَ الغياهبِ |
|
غديراً كمرآة الغريبةِ تلتقي | |
|
| بصَوْحَيْه أنفاسُ الرياحِ اللَّواغبِ |
|
إِذا ما نِبالُ الفَقْرِ تاحتْ له اتَّقَى | |
|
| بموضُونةٍ حَصْداءَ من كل جانبِ |
|
بمنعَرجٍ من رَيْدِ عيطاءَ لم تزلْ | |
|
| وقائعُه يرشفنَ ظَلْمَ السحائبِ |
|
يقبِّلُ أفلاذَ الحَيا ويُكِنُّها | |
|
| بطاميةِ الأرجاء خُضر النَّصائبِ |
|
بعيسٍ كأطرافِ المَدارَى نواحلٍ | |
|
| فَرَقْنا بها الظلماءَ وُحْفَ الذوائبِ |
|
نشطنَ به عذباً نِقاخا كأنّما | |
|
| مشافرُها يُغمِدْن بيضَ القواضبِ |
|
رأينَ جِمامَ الماء زُرقاً ومثلَها | |
|
| سنا الصبحِ فارتابتْ عيونُ الركائبِ |
|
فكم قامحٍ عن لُجَّةِ الماء طامحٍ | |
|
| إِلى الفجرِ ظنَّ الفجرَ بعضَ المشاربِ |
|
إِلى أن بدا قَرْنُ الغزالةِ ماتِعاً | |
|
| كوجهِ نظام الملك بينَ المواكبِ |
|
فما روضةٌ بالحَزْنِ شعشَعَ نَوْرَها | |
|
| طليقُ العزالى مستهلُّ الهواضبِ |
|
جرتْ في عنانِ المُرزَمِينَ وأوطِئَتْ | |
|
| مضاميرَها خيلُ الصَّبَا والجَنائبِ |
|
كأن البروقَ استودعتها مشاعلاً | |
|
| تباهي مصابيحَ النجومِ الثواقبِ |
|
كأن القَطارَ استخزنتها لآلِئاً | |
|
| فمن جامدٍ في صفحتيها وذائبِ |
|
يُريكَ مُجاجَ القَطْرِ في جَنَباتِها | |
|
| دموعَ التشاكِي في خُدودِ الكواعبِ |
|
بأعبقَ من أخلاقهِ الغُرِّ إنها | |
|
| لطائِمُ فضَّتْها أكفُّ النواهبِ |
|
إِذا عُدَّ من صُيَّابةِ الفُرْسِ رهطُه | |
|
| أقرَّتْ لعلياهُ لُؤَيُّ بنُ غالبِ |
|
وأبيضَ لولا الماءُ في جَنَباتِه | |
|
| تَلَسَّنُ في خدَّيه نار الحَباحِبِ |
|
أضرَّ به حُبُّ الجَماجمِ والطُّلَى | |
|
| فغادَرهُ نِضواً نحيلَ المضاربِ |
|
يَوَدُّ سِباعُ الوحش والطيرِ أنّه | |
|
| يُفَدَّى بأنيابٍ لها ومخالبِ |
|
ينافسُ في يُمنَى يديه يراعةً | |
|
| مُرَوَّضةَ الآثار ريَّا المساحبِ |
|
إِذا التفعتْ بالليل غرَّةُ صُبْحِه | |
|
| جرى سنُّهُ مجراهُما بالعجائبِ |
|
عزائمهُ في الخَطْبِ عُقْلُ شواردٍ | |
|
| وآراؤه في الحرب خُطمُ مصاعبِ |
|
إِذا صالَ روَّى السُّمْرَ غيرَ مراقبٍ | |
|
| وإنْ قال أمضَى الحُكْمَ غيرَ مُواربِ |
|
ملقّي صدور الخيلِ كلَّ مرشَّةٍ | |
|
| مهوَّرةِ الجُرْفينِ شَهْقَى الحوالبِ |
|
وقائدها جُرداً عناجيجَ طوَّحتْ | |
|
| أعنَّتَها مستهلكاتِ الحَقائبِ |
|
إِذا ضاقَ ما بين الحسامينِ لم يزلْ | |
|
| يجولُ مجالَ العِقْدِ فوقَ الترائبِ |
|
يشُنُّ عليها الركضُ وبلَ حميمها | |
|
| إذا غيَّمتْ بالعِثْيَرِ المتراكبِ |
|
يقرِّطُها مثنَى الأعنَّة حازمٌ | |
|
| ألَدُّ جميعُ الرأي شتَّى المذاهبِ |
|
يقدِّمُها والجدُّ يَضمنُ أنه | |
|
| متى ما التقَى الزحفانِ أوّلُ غالبِ |
|
رمى بنواصِيها الفراتَ فأقبلتْ | |
|
| مُغَيَّبَةَ الأعطافِ تُلعَ المناكِبِ |
|
وخاضَ بها جيحانَ يلطم مَوْجَهُ | |
|
| ملاطمةَ الخصم الألدِّ المشاغبِ |
|
خميسٌ أقاصي الشرقِ تُرزم تحته | |
|
| وترتَجُّ منه أُخرياتُ المغاربِ |
|
إِذا خاضَ بحراً لم يُبقِّ صدورُهُ | |
|
| لإعجازهِ في البحر نُغْبَةَ شاربِ |
|
وإن رامَ بَرَّاً لم يدعْ سَرَعانُه | |
|
| لساقتهِ في البَّرِ موقفَ راكبِ |
|
أرادتْ وفودُ الريحِ والقَطْرِ حصرَهُ | |
|
| فمن ذارعٍ لا يستطيعُ وحاسبِ |
|
فما حسبته القَطرُ غيرَ غوالبٍ | |
|
| ولا ذرعتهُ الهُوجُ غيرَ لواغبِ |
|
يروعُ به الأعداءَ أروعُ سيفُهُ | |
|
| يُراوحُ ما بينَ الطُّلَى والعَراقبِ |
|
يفُلُّهُمُ بالرَّوْعِ قبلَ طِرادِهمْ | |
|
| ويَهزِمهُمْ بالكُتْبِ قبلَ الكتائبِ |
|
رآنِيَ والأيامُ تَحرِقُ نابَها | |
|
| فأنقذَ شِلْوِي من نُيُوبِ النوائبِ |
|
وأعلقَنِي الحبلَ المتينَ وطالما | |
|
| تقطَّعَ حَبْلي في أكُفِّ الجواذِبِ |
|
وأبصر ما فَوَّتْنَ نفسي وأُسرتِي | |
|
| فغرَّمَها حتى دهور الشبائبِ |
|