قَدْ صَافَحَتْهُ يَدُ العَليَا وَهَامَ بِهَا | |
|
| كَأنهُ بِزُهُورِ النقْشِ بُسْتَانُ |
|
إذْ لاَحَ مُرتَفِعُ الأفيَاءِ فِي سَفَرِ | |
|
| لَما عَلَتْ فِيهِ أرجَاءٌ وَأرْكَانُ |
|
فَفِي الإقَامَةِ لِلتنزِيهِ مَنصِبُهُ | |
|
| تَجَدَّدَتْ مِنْهُ فِي البَيْدَاءِ عُمْرَانُ |
|
وَفِي التغَرُّبِ لِلأوْطَانِ أوطَانُ
|
أضحَى وَقَدْ حَفَّهُ نُورُ القَبولِ ضِيَا | |
|
| مَكَانَ غَربِهِ سَعدٌ وَإمْكَانُ |
|
يَهْتَزُّ لُطفاً إذا مَرَّ النسِيمُ بِهِ | |
|
| لاَشَكَّ أنهُمَا فِي اللُّطْفِ إخْوانُ |
|
أهْدَتْ إلَى عَطفِهِ الصَّبِ أرجا | |
|
| تَعَطرَتْ مِنْهُ أذْيَالٌ وَأرْدَانُ |
|
يَلُوحُ لِلشُّعَرَاءِ المَاهِرِينَ بِهِ | |
|
| دِيوَانُ شِعْرٍ كَمَا لِلمُلكِ دِيوَانُ |
|
وَافَتهُ عزة مَولاَهُ بِخَالِقِهِ | |
|
| عَلَى الأعَادِي لَهُ شَأنٌ وَإنْ شَانوا |
|
عَلَى قَدرِ عَلِي بَاشَا الذي افتَخرَتْ | |
|
| بِهِ الأكَابِرُ وَاستَرْضَتْهُ أعْيَانُ |
|
مَولَى العُلاَ ابْن حُسَيْن ندى | |
|
|
ذُو المَحْتِدِ العَالِي وَفَهْمٍ ثَاقِبٍ | |
|
| وَوَقَارهُ بَيْنَ المُلُوكِ رَزِينُ |
|
|
| قلب امريء ضغناً عليه يبين |
|
أمنُ الغَوَائِلَ وَالمَخَاوِفَ فَالْوَرَى | |
|
| تَفْدِيهِ مِنْهَا أنْفُسٌ وَعُيُونُ |
|
تَرْعَاهُ مِنْ شَخصٍ وَتَحمِي حَوزَهُ | |
|
| بِقَوَابِضٍ بُتْرٍ حِمَاهُ صَوْن |
|
سِيمَا الوَزِيرُ سَمِيُّهُ الحَاجُ الذي | |
|
| عَبْدُ العَزِيزِ أبُوهُ وَهْوَ يُعِينُ |
|
لِمَا لاَ وَقَدْ أرْضَى الإلَهَ وَخَلْقَهُ | |
|
| وَالعَهْدَ يُوفِيهِ فَلَيسَ يَخُونُ |
|
شَرَدَتْ قَرِيحَةُ فِكرَتِي في غَيرِهِ | |
|
| وَإلَيهِ جَاءَ نِظَامِيَ المَكْنُونُ |
|
لِلهِ دَرُّ عَجَائِبٍ قَدْ جُمِّعَتْ | |
|
| فِيهِ كَبَحْرِ الهِندِ مَا جَيْحُونُ |
|
لاَيُسْتَطَاعُ لِذي البَلاَغَةِ عَدُّهَا | |
|
| وَمَتَى يُجَارَى سِرُّهَا المَخْزُونُ |
|
بَانَتْ مَحَاسِنُهُ بِلاَ حَصْرِ لَهَا | |
|
| مَكشُوفَةً وَالعِرضُ مِنْهُ مَصُونُ |
|
عَمَّتْ فَوَاضِلُهُ البَرِيَّةَ فَاستَوَى | |
|
| فِيهَا غَنِيُّ الحَالِ وَالمِسكيِنُ |
|
وَافَى لِحَضْرَتِهِ العَلِيةِ فَانْجَلَى | |
|
| عَنْهَا غَيَاهِبُ وَحشِهَا وَالهُونُ |
|
وَالمُلْكُ أظْهَرَ عِزَّهُ بِمَحَافِلٍ | |
|
| يَشْتَدُ وَخْدُ مَسِيرِهَا وَيَلِينُ |
|
فَالخَيلُ تَصْهَلُ وَالكُمَاةُ تَدَرَّعَتْ | |
|
| بِسِلاحِهَا وَلِصَوْلِهَا تَلحِينُ |
|
وَالسُّمْرُ فِي أيدِي الفَوَارِسِ تَعْتَلِي | |
|
| وَالبَندُ يَخفُقُ زَانَهُ التَّلْوِينُ |
|
وَالجَوُّ يَدْوِي بِالطُّبُولِ كَأنَّهُ | |
|
| رَعدٌ بِأصْوَات لَهُنَّ حَنِينُ |
|
وَالصُّبْح يَصعَق لِلنَّفِير فَيَهْتَدي | |
|
| لِجَوابِهِ التطْرِيب وَالتلْحِينُ |
|
وَالنَّقْرُ زَانَ بِزَمرَةٍ فِي نِقمَةٍ | |
|
| يَحكِيهِ مِنْ أصدَائِهِنَّ قَرِينُ |
|
وَالناسُ مُشتَاقُونَ رُؤيَةَ وَجْهِهِ | |
|
| فَجَمِيعُهُمْ بِجَمَالِهِ مَفْتُونُ |
|
سِيانِ بَدرُ دُجَى وَغُرَّةُ وَجهِهِ | |
|
| لَو كَانَ لِلبَدْر المُنِير جَبِين |
|
عَوَّذْتُه مِنْ أعْيُن المِعْيَان مَا | |
|
| رَمَقَتْ بِألْحَاظ إلَيه جُفُون |
|
لاَزَالَ فِي المُلك السعِيد مؤَيداً | |
|
| يَحْمِيه رَبٌ قَادر وَمُعِين |
|
مَا قِيلَ مَهَمَا آبَ كُلُّ مَحَلَّة | |
|
| وَافَى لِتُونِسَ بَايُهَا المَيْمُون |
|