إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كسر التوجس يفتح شهية الماء |
على لمس الحجر |
يحمل مجرى النهر |
أسرار الشمع و الدمع و الشجر |
عابرا خيوط التلاقي |
بين نجمين تخاصما في الأفق |
لم يتسع فضاء رمادية الألوان |
فسحة التعافي من جرح |
تسرب في دهاليز العتمة |
ينزل نجم السماء |
هاربا من أشعة الشمس |
أفجعه سقوط القمر |
خلسة في أرجاء الظل |
تستريح العيون من فصاحة النظر |
يهبط الوحي رذاذ مطر |
يستقي ما تبقى من عبر |
في منازل القمر |
تجدد الخصوبة تاريخ البشر |
ويضجر البحر من مد و جزر |
يعاكس هشاشة صخر |
قد تآكل حجر |
قهر التوهج يشعل النار |
في رموش أتعبها السهر |
يحمل الماء عطر الوجود |
وينثر روح المطر |
مغسل التراب |
ينتظر أفواج العابرين |
مدن الرصاص |
لا شيء يضاهي معدن الجسد |
أعرف أن الصمت |
في مساءه القديم |
تحول إلى فصول الذكرى |
وشاح طفلة تباهى في الريح |
وأمسك الغصن بأطراف أنوثة |
معلقة فوق الشجر |
تخاصم الريح نفسها |
والغصن الضعيف يقاوم شهد |
ورد ما تزال نسائمه تفضح المكان |
انكسر الغصن دمع نهر |
انبلج للتو تحت عشب الشجر |
والريح أرغمت شهقة العذارى |
من تسابق الزمن في خلايا الجسد |
عبر ترانيم وجع السهاد و عشق العناد |
من ليلة ممطرة فاقت حجم الضرر |
يتصاعد الدخان الهارب |
من فوهة الموت البارد فوق سطح البيت |
يلمس تجاعيد صقيع |
بات ينتج علامات توشك أن تنفجر |
حذق المنايا في وضوح المرايا |
أربك صبح البغايا وجوه الصبايا |
يمسح الدمع خدوش أنامل |
ما تزال آثار الحرب |
تروي تفاصيل الهزيمة |
أخاف أن يهجرك الليل |
ساعة غياب طويل |
قبالة ساحل يدمع خد نجم |
من هول الشجن |
لهفة منسية في عمق الإحساس الممل |
تخضر الأكف من فرط التلويح |
خلف زجاج نافذة القطار |
أسمع صراخ الغربة |
يرسم لنفسه شكل حياة |
خارج وجهه المألوف |
من يصنع قناعا جديدا |
يحميه من حلكة ضوء |
يخبئ أضواءه الخجولة |
في عيون لا تميز ألوان الوقت |
من يحميها من ساعة الظهيرة |
من سراب يغوي |
فرائس البراري على امتطاء السحر |
من يدفع الصدى بعيدا |
من تردد الكلمات البديئة |
في حفل زفاف طاهر |
من شوائب النميمة المتصاعدة |
مع إيقاع العرس |
من يهجر أوطان الولادة |
ولا يمسح عن وجهه التراب |
حتى لا تعرف الأرض |
يشرب التراب تقاسيم وجه |
بدا شبحا يطل برأسه القديم |
مطالع الحي الحميم |
لا الذكرى تزين فراشات الفرح |
زرقة تتسلل في لمح البصر |
ترسم حدود الماء |
عناقيد الغضب |
تزركش أخشاب الحطب |
تذكرت وحي السماء الأولى |
عندما كان مهبط الأنبياء |
يمدح الخضرة في ألوانها البهية |
تجري المياه باسمة |
في جداول المحبة |
يحدث خريرها شغف حياة و متعة النظر |
ينقطع الوحي سراديب الهجرة المقهورة |
في مراكب صيد |
تعيد إلى تصادم الموج ذاكرة الإجتياح |
يدغدغ الماء المالح رطوبة الخشب |
وتأخذ الأجساد أنماط الكفن |
شكلا يجسد نهاية الطريق |
خلف كل جسد طافح |
يقص تفاصيل الغياب |
لا تموت الأشياء من تلقاء نفسها |
تسقط العبارات الناضجة |
على مسمع القول |
لا الصوت يأتي سريعا |
لا الصورة تأتي مشبعة بالدماء |
خلف ركام الصور |
يوقع الصمت حالة الهذيان |
في مربع أصغر من كف رضيع |
يحبو فوق تراب المذلة |
تتلاشى الأضواء |
في ليل يتوغل مرامي الجسد |
يسحب الضباب ملح الوجوه |
تتآكل نتوء صخر |
حين يعالج الماء مواطن الرطوبة الزائدة |
في الشراشيف المطلة على ساحة |
مدينة نائمة فوق هدير البحر |
ينشق الصمت نصفين |
واحد للشفق المتعطش للون الشمس |
ودفء الصيف |
وآخر للإنعتاق الثقيل |
يواكب مشهد النزوح قرب غروب الديار |
يتثاقل الوقت عقارب الخوف من شيء ما |
يخالط الحلم و إشارات اليقظة |
تفزع الروح من مشعل موقد |
بات قاب قوسين أو أدنى |
من هشيم يكتنز وجه المحرقة |
يشتد اللهيب المتصاعد |
إلى قرى الجليل و خان يونس و دير الزور |
وعلى أطراف التسول |
تركع أمة و ترفع أكف الدعاء |
من يستجيب لحلم |
غادر ألوانه الداكنة في جمهورية |
الأصوات الغارقة في وحل طوفان |
أتى على مملكة الكلام |
تكالب الأعداء فوق خطوط |
حدود لم تعد كافية لرسم الوطن |
قصرت المسافة الفاصلة |
من لحق الأذى عن بعير |
يغالب الموت خطى القبيلة |
على رمال قوافل |
تستعد بحمل الأسى |
فوق هودج الإبل المذعورة من ظلالها |
يتسارع الركض في متاهات السراب |
تحرق الشمس سعف النخيل |
ويسقط الندى ظمأ الحناجر المبحوحة |
على باب المقبرة |
تضيء الطريق سراج قنديل غلبه النعاس |
في ليالي العتمة يحضر سؤال صدح |
صوته بالنواح |
يغلو بإلحاح عن جدوى الجسد |
أمام أفلاك الصحو فينا |