فَتحٌ كَمُنبَلِج الصَباحِ المُسفِرِ | |
|
| تَجنيهِ مِن وَقعِ القَنا المُتَاطِّرِ |
|
هَذا مُحَيّا السَعدِ باهٍ مُشرِقٌ | |
|
| يَرنو إِلَيكَ بِطلعَةِ المُستَبشِرِ |
|
أَيُقاوِمُ الأَعداءُ صَولَةَ بأسِهِ | |
|
| هَل لِلغَمامِ يدٌ بِعاصِفِ صَرصَرِ |
|
أَهدَيتهُنَّ كتائباً نُظِمَت عَلى | |
|
| ظَهرِ البَسيطَةِ كَانتِظامِ الأَسطُرِ |
|
مِن كُلِّ دِمرٍ طالَما خاضَ الوَغى | |
|
| صالٍ بِنيرانِ الحُروبِ مُسَعَّرِ |
|
ريعَت بِها أُمَمُ الجَنوبِ كَأَنَّها | |
|
| كُتَلُ السَوائِمِ أجفَلَت مِن قَسوَرِ |
|
شَرِقَت نُسورُ ظُباكَ مِنهُم بَعدَما | |
|
| نَهِلَت وَعَلَّت مِن نَجيعِ أحمرِ |
|
تَعِسوا ونالَهُمُ الشَقا وَكَذاكَ مَن | |
|
| ناوى جَلالَكَ فهوَ أَتعَسُ مَعشَرِ |
|
لم يَبقَ حامٍ مِن بَني حامٍ وَلَم | |
|
| تورِدهُ مِن حَدّي صَوارِمَ بُتَّرِ |
|
قَد أَقفَرَت منها الغُمودُ فَطالَما | |
|
| طَرَحَت لُقىً عَنها وَلَمّا تَغمُرِ |
|
بيضٌ مَضارِبُهُنَّ إِن يَعثُر بِها | |
|
| في ضَنكِ حَربٍ خَطوُ عُمرٍ يَقصُرِ |
|
وَصَواهِلٌ وَصَواعِقٌ وَحَواصِبٌ | |
|
| وَكَفَت كمُنهلِّ السَحاب المُمطرِ |
|
فَمَلَكتَ أَقطارَ الجنوبِ وَما سَمَت | |
|
| لِمَنالِ ذَلِك هِمَّةُ الإِسكَندرِ |
|
وَتَنالُ أَندَلُساً يَجودُ رُبوعَها | |
|
| بَرَدُ المَنِيَّةِ مِن غمامِ العثيرِ |
|
فَقُدِ الجِيادَ إِلى الضَلالِ تَسومُها | |
|
| حُكمَ الرَدى وَتَدوسُ مِغطس قَيصرِ |
|
أَدرِك بِها الثَأرَ المُنيمَ فَطالَما | |
|
| أَلوى بِهِ للدينِ رَهطُ الأَصفرِ |
|
فكأن بِمصرَ اغتاضَ مِن بَعدِ المَدى | |
|
| مِن جَوهَرٍ بِحُسامِ بَأسِكَ جُؤذُرِ |
|
فلسَوفَ يَطوي مَغرِباً وَمَشارِقاً | |
|
| وَيَزورُ دِجلَةَ وَالفُراتَ بِعَسكرِ |
|
وَتَحُلُّ بِالحَرَمَينِ رَبعاً زاكِياً | |
|
| مَأوى لِجَدِّكَ ذي السَجايا الطُهَّرِ |
|
لابُدَّ مِن إنجازِ ما في الغَيبِ مِن | |
|
| إِبرازِ مَوعودٍ بِهِ وَمُذخَرِ |
|
فمُناكَ أقرَبُ مَطلَبٍ لَو أَنَّهُ | |
|
| لَمَسَ الكَواكِبَ لَيسَ بِالمُتعَذِّرِ |
|
فمتى طَلَبتَ مَنالَ أَبعَدِ غايَةٍ | |
|
| أَلقى مَقادَ مُطاوِعِ مَتَيَسِّرِ |
|
فَلَأَنتَ لِلعَلياءَ كُفءٌ ماجِدٌ | |
|
| مُتَخَيَّرٌ مِن عُنصُرٍ مُتَخَيَّرِ |
|
تَجني ثِمارَ العِزِّ مِن غُصنِ النَقا | |
|
| وَثَرى قُدودَ الغيدِ قامَةَ أَسمَرِ |
|
وَتَرى العُلى ما شِدتَهُ مِن صارِمٍ | |
|
| أو نِلتَهُ تَحتَ العَجاجِ الأَغبَرِ |
|
زاكي العُروقِ مُقَدَّسُ الأَحسابِ ها | |
|
| مي الجودِ سامي العِزِّ نامي المَفخَرِ |
|
أبقِ المَآثِرَ فَهيَ ما اِمتَدَّ المَدى | |
|
| غُرَرٌ تُخَلَّدُ في مُحَيّى الأَعصُرِ |
|
لا تَقتَني إلّا جَميلَ مَحامِدٍ | |
|
| وَكَذا اِقتِناءُ الحمدِ أَربَحُ مَتجَرِ |
|
تُهدي الرِفاقَ حَديثَ مجدِكَ عَنبَراً | |
|
| وَتَشَرَّفَت بِثَناكَ ذِروةُ مِنبَرِ |
|
لا زال يَنتابُ العِدى لَكَ عَسكَرٌ | |
|
| يَسري وَتَتبَعُهُ عَوافي الأَنسُرِ |
|
وَتَنالُ ما أَمَّلتَ تَملِكُ كُلَّ ما | |
|
| دارَت بِهِ في الأَرضِ سَبعَةُ أَبحُرِ |
|