وَحُرْمَةِ وِدِّي لَمْ يَكُنْ عَنْهُ مَصْرِفُ | |
|
| لِقَلْبِ مُحِبِّ بَعْدَهُمْ يَتَلَهَّفُ |
|
لَقَدْ لَحَّ عُذَّالي وَفي اللَّوْمِ أَسْرَفُوا | |
|
| وَبِي أَغْيَدٌ حُلْوُ الشَّمَائِلِ أَهْيَفُ |
|
أَعَزٌّ أَزَجٌّ لِلْمَلاَحَةِ قَدْ حَوى
|
وَفَيْتُ بِعَهْدِي وَهْوَ مَا وَفى | |
|
| وَكَدَّرَ مِنْ وِرْدِ الْمَحَبَّةِ مَا صَفا |
|
وَمَاذَا عَلَيْهِ لَوْ عَلَيَّ تَعَطَّفَا | |
|
| وَلَوْ صَحَّ هَجْرِي مُسْتَدِيمٌ عَلىَ الْجَفَا |
|
فَجِسْمِي بِهِ لاَ يَسْتَرِيحُ مِنَ الْبَلْوى
|
ذَكَرْتُ زَمَاناً بَيْنَ سَلْعِ وَلَعْلَعِ | |
|
| فَهَيَّجَ نِيرَانَ الأَسى بَيْنَ أَضْلُعِي |
|
وَبُحْبِ لِمَنْ أَهْوى بِفَرْطِ تَوَجُّعِي | |
|
| وَمَالي إلَيْهِ شَفِعٌ بَيْنَ أدْمُعِي |
|
وَأَشْكُو لَهُ لَوْ رَقَّ يَوْماً إلَى الشَّكْوى
|
نُفُوسٌ أَرَاهَا لاَ تَزَالُ مُذَابَةً | |
|
| عَلىَ الْخَدِّ تَجْرِي حَسْرَةً وَكَآبَةً |
|
دَعَتْهَا دَوَاعِي الْوَجْدِ لَبَّتْ إجَابَة | |
|
| وَلي كِبَدٌ ذَابَتْ عَلَيْهِ صَبَابَةً |
|
وَقَلْبٌ بِنَارِ الشَّوْقِ مِنْ هَجْرِهِ يُكْوى
|
تُرَى لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ حَلَّ لَهُ دَمِي | |
|
| وَمَنْ ذَ الَّذِي أَفْتَاهُ فِي قَتْلِ مُسْلِمِ |
|
وَلَوْ رَامَ عَدْلاً مَلَّ ظُلْمَ الْمُتَيَّمِ | |
|
| وَلكِنَّهُ قَدْ جَارَ فِي قَتْلِ مُغْرَمِ |
|
تَحَمَّلَ وَجْداً لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ رَضْوى
|
إذَا مَا بَدَا الْوَادِي وَلاَحَتْ بُرُقُهُ | |
|
| يَزِيدُ بِقَلْبِي حُزْنُهُ وَخُفُوقُهُ |
|
يَا عَاذِلي يَكْفِي فُؤَادِي حَرِيقُهُ | |
|
| وَقَدْ حَلَّ بِي فِي الْحُبِّ مَالاَ أُطِيقُهُ |
|
وَحَمَّلْتَنِي بِالْهَجْرِ مَا لَمْ أَكُنْ أَقْوى
|
أَرى لَيْلَ مَنْ أَهْوَاهُ مِثْلَ سُحَيْرِهِ | |
|
| لِشِدَّةِ مَا يَلْقَاهُ مِنْ فَرْطِ ضَيْرِهِ |
|
وَإنْ سَارَ حَادِي الْعِيسِ سِرْتُ بِسَيْرِهِ | |
|
| وَقَالُوا تَسَلى عَنْ هَوَاهُ بِغَيرِهِ |
|
وَكَيْفَ التَّسَلَّي وَالْفُؤَادُ لَهُ مَثْوى
|
بَخِيلٌ عَلىَ طَرْفِ كَرِيمٍ بِعَبْرَةٍ | |
|
| وَقَلْبٍ مِنَ الأشْوَاقِ يُكْوى بِجَمْرَةٍ |
|
وَعَقْلي عَلَيْهِ الْحُبُّ غَطَّى بِسَكْرَةٍ | |
|
| وَلَوْ جَادَ يَوْماً لِلْمُحِبِّ بِنَظْرَةٍ |
|
لَمَا صَارَ مِنْ فَرْطِ الضَّنى جِسْمُهُ يُكْوى
|
أَحِنُّ إلَى بَانِ الْعَقِيقِ وَكُثْبِهِ | |
|
| وأهْفُو إلَى ظَبْيِ الْعَرِينِ وَسِرْبِهِ |
|
فَيَا أسَفَى أَفْنَيْتُ عُمْرِي بِحُبِّهِ | |
|
| وَكَمْ قُلْتُ لِلْحَادِي الْمُجِدِّ بِرَكْبِهِ |
|
رُوَيْداً فَمَا أصْغَى لِقَوْلي وَلاَ لَوَّى
|
نَفى عَنْ جُفُوني طِيبَ نَوْمِي وَشَرَّدَا | |
|
| حَنِينُ الْمَطَايَا حِين سَارُوا وَقَدْ حَدَا |
|
بِهَا سَائِقُ الأَظْعَانِ وَالرَّكْبُ أَنْجَدَا | |
|
| وَسَارُوا إلَى وَادِي الْعَقِيقِ وَقَدْ بَدَا |
|
لَهُمْ مَشْهَدٌ تَاهَ الْمَشُوقُ بِهِ زَهْوَا
|
تَوَلُّوا وَقَلْبي سَائِرٌ حِينَ يَمَّمُوا | |
|
| إلَى مَكَّةِ حَثُّوا الرِّكَابَ وَأَحْرَمُوا |
|
وَمِنْ بَعْدِ ذَا نَحْوَ الْعَقِيقِ تَقَدَّمُوا | |
|
| وَفي يَثْرِبٍ حَطُّوا الرِّحَالَ وَسَلَّمُوا |
|
عَلىَ خَيْرِ مَبْعُوثٍ فَضَائِلُهُ تُرْوى
|
لَقَدْ ظَفِرُوا بِالْقُرْبِ مِنْ بَعْدِ بُعْدِهِمْ | |
|
| وَبِالْمُصْطَفى قَدْ لاَحَ طَالِعُ سَعْدِهِمْ |
|
وَقَدْ سَرَّهُمْ بِالسَّيْرِ إنْجَازُ وَعْدِهِمْ | |
|
| وَفَازُوا بِمَا يَرْجُونَ مِنْ حُسْنِ قَصْدِهِمْ |
|
وَنَالُوا الْمُنى مِنْ عَالِمِ السِّرِّ وَالنَّجْوى
|
دُعَائِي إلَى الْمَولى وَكُلُّ تَوَسُّلي | |
|
| بِأَكْرَمِ مَبْعُوثٍ وَأَفضَلِ مُرْسَلِ |
|
لِمَنْ تَرِدُ الْحُجَّاجُ مِنْ كُلِّ مَنْزِلِ | |
|
| وُقُوفاً عَلىَ أَبْوَابِهِ بِتَذَلُّلِ |
|
وَقَدْ شَاهَدُوا ذَاكَ الْجَمَالَ الَّذِي يُهْوى
|
عَشِيرَتُهُ أَكْرِمْ بِهَا مِنْ عَشِيرَةٍ | |
|
| أتَتْ عَنْهُمُ الأَخْبَارُ فِي كُلِّ سِيرَةٍ |
|
بِأَنَّ لَهُمْ عَزْماً وَحُسْنَ بَصِيرَةٍ | |
|
| وَقَدْ نَظَرُوا نُوراً كَشَمْسِ ظَهِيرَةٍ |
|
أَضَاءَتْ عَلىَ الآْفَاقِ بَلْ نُورُهُ أَضْوَا
|
مَلاَئِكَةُ الرَّحْمنِ بَعْضُ جُنُودِهِ | |
|
| كَرِيمُ السَّجَايَا مُنْجِزٌ لِوُعُودِهِ |
|
سَعِدْنَا بِهِ إذْ لاَحَ نَجْمُ سُعُودِهِ | |
|
| وُجُودُ الْمَعَالي كُلَّهَا مِنْ وُجُودِهِ |
|
وَرِيُّ سَحَابِ الْجُودِ مِنْ كَفِّهِ يُرْوَى
|
مِنَ الْمَسْجِدِ الأَقْصى تَرَقى إلَى الْعُلى | |
|
| وَقَرَّبَهُ مِنْ غَيْرِ هَجْرٍ وَلاَ قلاَ |
|
لَقَدْ خَاطَبَتُهُ جَهْرَةً ظَبْيَةُ الْفَلاَ | |
|
| وَفي لَيْلَةِ الْمِعْرَاجِ أُسْرِي بِهِ إلَى |
|
حَظِيرَةِ قُدْسٍ وَاحْتَوَى الْغَايَةَ الْقُصْوى
|
عَلَيْهِ صَلاَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَجَدَّدَتْ | |
|
| مَتَى سَجَعَتْ قِمْرِيَّةٌ ثُمَّ غَرَّدَتْ |
|
لَهُ مُعْجِزَاتٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ أُسْنِدَتْ | |
|
| وَلَمَّا ارْتَقى مَتْنَ الْبُرَاقِ وَقَدْ بَدَتْ |
|
مَلاَئِكَةٌ مِنْ حَوْلِهِ وَالْمَدى يُطْوى
|
رَأَى أَكْبَرَ الآْيَاتِ عِنْدَ اقْتِرَابِهِ | |
|
| وَأَخْبَرَنَا عَمَّا أتَى بِكِتَابِهِ |
|
لَقَدْ فَازَ مِنْ رَبِّ الْعُلاَ بِخِطَابِهِ | |
|
| وَحَيَّاهُ بِالتَّسْلِيمِ عِنْدَ إيَابِهِ |
|
فَنَحْنُ بِهِ نَرْجُو الشَّفَاعَةَ وَالْعَفْوَ
|
أرَى الْعِيسَ تَهْوِي فِي الْمَسِيرِ لأَحْمَدِ | |
|
| نَبِيِّ الْهُدى وَهُوَ الشَّفِيعُ لِمَنْ هُدِي |
|
مُنَاهَا بِأَنْ تَحْظَى بِزَوْرَةِ سَيِّدٍ | |
|
| وَلي هِمَّةٌ تَسْمُو بِمَدْحِ مُحَمَّدِ |
|
فَخَاراً وَمَا قَصْدِي سُعَادَا وَلاَ عَلْوَا
|
يَهِيجُ اشْتِيَاقي عِنْدَ ذِكْرِي لِقَبْرِهِ | |
|
| وَلاَ سِيَّمَا عِنْدَ ارْتِيَاجِي لِنَشْرِهِ |
|
فَلِلهِ مَا أَذْكَى نُسَيْمَاتِ عِطْرِهِ | |
|
| وَقَدْ نَفَشَتْ قَلْبِي لَذَاذَةُ ذِكْرِهِ |
|
حَلاَوَتُهَا تُغْنِي عَنِ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى
|