قَصَدْتُكُمَا عُوجا بِنَجْدٍ وَسَلِّمَا | |
|
| عَلىَ مُدْنَفٍ أضْحى مِنَ الْحُبِّ مُغْرَمَا |
|
يُنَادِي إذَا مَا عَايَنَ اللَّيْلَ مُعْتِمَا | |
|
| قِفِ الْعِيسَ يَا حَادِي الْمَطِيِّ عَلَى الْحِمى |
|
وَأَبْلِغْ سَلاَمِي سَكِنَ الْبَانِ وَالنَّقَا
|
سَلُوا عَنْ نُحُولي هَجْرَهَا فَهْوَ مُسْقِمِي | |
|
| أفي كُلِّ شَرْعٍ قَدْ أُحِلَّ لَهَا دَمِي |
|
أَبِيتُ وَلاَ تَدْرِي بِفَرْطِ تَأَلُّمِي | |
|
| قَرِيرَةُ عَيْنِ عن سُهَادِ مُتَيَّمِ |
|
يَحِنُّ إلَى ذَاكَ الْجَنَابِ يَشَوُّقَا
|
وَفَاتِنَةٍ أَوْصَافُهَا قَدْ تَزَايَدَتْ | |
|
| كَمَا لاَ تُرِيكَ الْبَدْرَ حُسْناً إذَا بَدَتْ |
|
وَمَنْ لي بِهَا لَوْ أَنْصَفَتْني وَسَاعَدَتْ | |
|
| قَرِيبَةُ عَهْدٍ مِنْ دِيَارٍ تَبَاعَدَتْ |
|
تُجَدِّدُ عَهْداً فِي فِنَاهَا وَمَوْثِقَا
|
تُرَى بَعْدَ هذَا الْهَجْرِ تَجْمَعُ شَمْلَنَا | |
|
| وَتُرْجِعُ أَيَّاماً تَقَضَّتْ عَلىَ مِنى |
|
أُنَادِيهِمُ وَالدَّمْعُ فِي الْخَدِّ مُعْلِنَا | |
|
| قَضَى اللهُ بِالْبَيْنِ الْمُشَتِّتِ شَمْلَنَا |
|
وَهَلْ سَاعَةً مِنْكُمْ سَبِيلٌ إلَى اللِّقَا
|
فُؤَادُ الْمُعَنى لاَ يُرَامُ ثَبَاتُهُ | |
|
| بِحُبِّ الَّذِي فِي الْحُسْنِ تَمَّتْ صِفَاتُهُ |
|
لَهُ أَمَلٌ وَالْعُمْرُ يُخْشى فَوَاتُهُ | |
|
| قَتِيلُ غَرَامٍ كَيْفَ تُرْجى حَيَاتُهُ |
|
وَمَيْتُ سِقَامٍ لاَ يُرَامُ لَهُ بَقَ
|
خُذُوا مِنْ صَبَا نَجْدٍ حَدِيثي إذَا سَرى | |
|
| لِيُخْبِرَكُمْ عَنْ شَرْحِ حَالي وَمَا جَرى |
|
وَلي مُقْلَةٌ لَمْ يُهْنِهَا سِنَةُ الْكَرى | |
|
| قُصَارى فَإنِّي لاَ أًطِيقُ تَصَبُّرَا |
|
وَقَدْ حَثَّ حَادِي الْعِيسِ بِالْبِيدِ أَيْنٌقَا
|
إذَا مَا رَأَتْ نَجدْاً يَحِدُّ حَنِينُهَا | |
|
| وَيَعْلُو إذَا جَنَّ الظَّلاَمُ أَنِينُهَا |
|
إلىَ نَحْوِ وَادِي الْخَيْفِ تَرْنُو عُيُونُهَا | |
|
| قَوَائِمُهَا تَشْكُو الْوَجى وَجُفُونُهَا |
|
شَكَتْ مَدْمعاً لَوْلاَ الزَّفِيرُ لأَغْرَقَا
|
أَسَائِقَهَا رِفْقاً عَلَيْهَا وَخَلِّهَا | |
|
| وَدَعْهَا عَسَاهَا أنْ تَجُودَ بِوَطْئِهَا |
|
مُقَلْقَلَةُ الأَحْشَاءِ مِنْ فَرْطِ كَلِّهَا | |
|
| قَلِيلاً قَلِيلاً لاَ تَسُقْهَا وَخَلِّهَا |
|
تَسِبرُ الْهُوَيْنَا وَامْتَهِلْ وَتَرَفَّقَا
|
سُلُوِّيَ هَجْرٌ وَالْغَرَامُ حَقيِقَةٌ | |
|
| وَأَجْفَانُ عَيْني بِالدُّمُوعِ غَرِيقَةٌ |
|
وَكَمْ بَيْنَ أَخْبَاءِ الضُّلُوعِ حَرِيقَةٌ | |
|
| قُلُوبٌ إلَى نَحْوِ الْحَبِيبِ مَشُوقَةٌ |
|
تَزِيدُ عَلىَ بُعْدِ الْمَزَارِ تَحَرُّقَا
|
أَحِنُّ إلَى الْوَادِي وَأَهْوى مَنَازِلاَ | |
|
| تَرَحَّلَ عَنْهَا مَنْ هَوِينَاهُ عَجِلاَ |
|
وَلَمَّا سَرَى الْحَادِي وَحَثَّ الرَّوَاحِلاَ | |
|
| قَطَعْنَا إلَى وَادِي الْعَقِيقِ مَنَازِلاَ |
|
وَقَدْ لاَحَ نُورُ الْهَاشِمِيِّ وَأشْرَقَا
|
إذَا مَا بَدَا الْبَرْقُ اللَّمُوعُ مِنَ الْحِمى | |
|
| يُذَكِّرُني ذَاكَ الْمَقَامَ الْمُكَرَّمَا |
|
وَلَمَّا حَدَا الْحَادِي سُحَيْراً وَزَمْزَمَا | |
|
| قَدِمْنَا إلَى خَيْرِ النَّبِييِّنَ بَعْدَمَا |
|
نَشَرْنَا لَهُ الأَعْلاَمَ غَرْباَ وَمَشْرِقَا
|
بِهِ الْمَدْحُ يَحْلُو فِي مَلاَبِسِ حِرْزِهِ | |
|
| وَيَزْهُو دَلاَلاً فِي مَحَاسِنِ طَرْزِهِ |
|
وَيُشْرَحُ فِيهِ خَاطِرُ الْمُتَنَزِّهِ | |
|
| قَرَعْنَا بِكَفِّ الذُّلِّ أَبْوَابَ عِزِّهِ |
|
فَلَمْ نَرَ بَاباَ إذْ أَتَيْنَاهُ مُغْلَقَا
|
غَرَامِي بِهِ دَانٍ وَصَبْرِي نَاشِزُ | |
|
| وَوَجْدِي بِهِ وَالْقَلْبُ لِسِّرِّ حَائِزُ |
|
فَمِنِّي لَهُ مَدْحُ وَمِنْهُ الْجَوَائِزُ | |
|
| قَدِيرٌ عَفُورٌ رَاحِمٌ مُتَجَاوِزُ |
|
عَلىَ أُمَّةِ التَّوْحِيدِ مَا زَالَ مُشْفِقَا
|
سَرَائِرُهُ مَعْصُوَمةٌ وَالظَّوَاهِرُ | |
|
| وَأوْقَاتُهُ مَحْرُوسَةٌ وَالْخَوَاطِرُ |
|
وَلَمَّا دَنَا التَّوْدِيعُ وَالرَّكْبُ سَائِرُ | |
|
| قَعَدْتُ بِجِسْمِي وَالْفُؤَادُ مُسَافِرُ |
|
وَشَوْقِي جَدِيدٌ وَاصْطِبَارِي تَمَزَّقَا
|
إلَيْهِ اشْتِيَاقِي لاَ يَزَالُ وَحَسْرَتي | |
|
| عَلَيْهِ وَصَبْرِي لاَ يُرَامُ وَسَلْوَتِي |
|
وَإنِّي إذَا مَا جِلْتُ فِي مَدِّ خَطْوَتي | |
|
| قَصِرُ الْخُطَا عَنْ طُولِ وَهْمِي وَأَنَّتِي |
|
يُعَوِّقُنِي عَنْهَا التّخَلُّفُ وَالشَّفَا
|
مُحِبٌّ تَمَنَّى أَنْ يَتِمَّ لَهُ الأمَلْ | |
|
| بِزَوْرَةِ خَيْرِ الأَنبِيَاءِ فَلَمْ يَنَلْ |
|
وَفي كُلِّ عَامٍ أرْتَجِي الْوَصْلَ لَوْ حَصَلْ | |
|
| قَضَيْتُ زَمَاني فِي مَتَى وَعَسَى وَهَلْ |
|
أَفُوزُ بِهِ وَالْعَزْمُ أَضْحَى مُعَوَّقَا
|
رَسُولٌ أَتَانَا نَصِحاً بِتَوَدُّدِ | |
|
| هُدِينَا بِهِ وَهْوَ الشَّفِيعُ لِمَنْ هُدِي |
|
رَفِيعُ الْمعَانِي سَيِّدٌ وَابْنُ سَيِّدِ | |
|
| قَوَاعِدُ دِيني مِدْحَتِي لِمُحَمَّدِ |
|
شُغِلْتُ بِهَا أضْحى لِسَانِي مُطْلَقَا
|
هَدَانَا بِهِ الْبَارِي إلَى صَوْمِ شَهْرِهِ | |
|
| وَعَرَّفَنَا مِقْدَارَ لَيْلَةِ قَدْرِهِ |
|
نَبِيٌّ يَرَى الْمَخْفِيَّ مِنْ غَيْبِ سِرِّهِ | |
|
| قُفُولٌ لَقَدْ سَارَتْ تَزُورُ لِقَبْرِهِ |
|
ضَرِيحاً كَسَاهُ اللهُ نُوراً وَرَوْنَقَا
|
هُوَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقى بِهَا فَازَ مَنْ لَجَا | |
|
| إلَيْهِ وَنُورٌ لاَحَ فِي غَسَقِ الدُّجى |
|
وَقَفْنَا بِهِ نَدْعُوهُ يَا خَيْرَ مُرْتَجى | |
|
| قَوَاطِعُ ذَنْبٍ وَاصَلَتْنَا وَمَا نَجَا |
|
أَسِيرٌ بِدُنْيَاهُ غَدَا مُتَعَلِّقَا
|
إلَى قَابِ قَوْسَيْنِ ارْتَقى عِنْدَمَا سَرى | |
|
| وَعَادَ سَرِيعاً مِنْ سَمَاءِ إلىِ ثَرى |
|
عَدِمْتُ فُؤَاداً رَامَ عَنْهُ تَصَبُّرَا | |
|
| قَبِيحٌ عَلى عَيْنِي تَنَامُ وَلاَ تَرى |
|
بِيَثْرِبَ قَبْراً نُورُهُ قَدْ تَأَلَّقَا
|