زرتُ الطَّبيبَ أبُثُّهُ آهَاتِي | |
|
| فَمَضَى يُدَمْدِمُ دُونَمَا إِنْصَاتِ |
|
من درْجِهِ المُغبَرِّ أخرَجَ دفتَرًا | |
|
| فبدا عتيقًا شاحِبَ الوَرَقاتِ |
|
وأشارَ أنْ: دوِّنْ بهِ في صفحةٍ | |
|
| ما تشتكيه .. ولا تُضِعْ أوقاتي |
|
فكتَبْتُ حتَّى ضجَّ منِّي مِعصمي | |
|
| وصبَبْتُ في تلكَ السُّطورِ شَكَاتِي |
|
قرأ العجوزُ وراعَني حينَ انتهى | |
|
| ما اجتاحَني من مُبهَمِ النَظَرَاتِ |
|
ما جِئْتَ يا هذا بشيءٍ، قَالَ لي | |
|
| ثُمَّ انْبَرى لي حازِمَ القَسَماتِ |
|
أو لستَ شَروى السَّابقينَ أما ترى | |
|
| وكأنَّكمْ حشدٌ من النُّسْخاتِ؟ |
|
إنْ كُنتُمُ قَد رمتُموني شافيًا | |
|
| طُلتُمْ لعَمري منتهى الخيباتِ |
|
إنِّي كفيلٌ بعضَ أسبابٍ لكُمْ | |
|
| سترَوْنَ فيها البُرءَ للعِلَّاتِ |
|
لكِنَّكُمْ سُرْعَانَ مَا يَمْضِي بِكُمْ | |
|
| وَهْمُ الشِّفَاءِ لِسَالِفِ الوصفاتِ |
|
|
| هلَّا فَهمتُمْ يا بَنِيَّ وصاتي |
|
لا تَسْرُجُنَّ إلى الوطايا سعيكُمْ | |
|
| حُثُّوا المُطِيَّ لرافعِ السمَواتِ |
|
لا تعملُنَّ لطارئٍ في يومكم | |
|
| فغدًا قريبٌ .. أخلصوا للآتي |
|
فعلَيَّ ممَّا خصَّني بعضُ الدَّوَا | |
|
| ولديهِ جلَّ حقيقةُ المَنْجَاةِ |
|
إني وإياكم وحتْفَ أُنوفِنا | |
|
| نخطو ونعلمُ تالِيَ الخُطواتِ |
|
إن كنتمُ كلٌّ له متصفَّحٌ | |
|
| فالله يعلمُ إنَّ لي صفَحاتي |
|